ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم يوسي فيرتر – الليكود الاخير: ساعر لن يذهب مع نتنياهو

هآرتس – بقلم يوسي فيرتر – 9/12/2020

خلافا للمتملقين لنتنياهو فان ساعر هو ليكودي حقيقي يتبنى ايديولوجيا يمينية محافظة، وهو رجل دولة وليبرالي. واذا حصل على التفويض من الرئيس فهذه لن تكون المرة الاولى التي يحول فيها نتنياهو بيديه افكاره الرهابية الى نبوءة تحقق ذاتها “.

الخطوة التي قام بها ساعر لا “تبتلع فقط الاوراق” – انسحابه من الليكود وكونه أول من اعلن من اليمين، حتى قبل نفتالي بينيت، بأنه سيتنافس امام نتنياهو على رئاسة الحكومة – بل هي تشكل هزة حقيقية. إن استقالته ستؤدي الى اعادة النظر في جميع الافتراضات الاساسية التي رافقت النظام السياسي في الطريق الى الانتخابات؛ 65 مقعد بالمتوسط اعطت الاستطلاعات لكتلة الليكود – يمينا – المتدينين. وترتب على ذلك وجود قاعدة صلبة للاحلام الوردية لنتنياهو. هذه يمكن تقريبا أن تتوقف.

إن خطة تشكيل ائتلاف يساعده على التهرب من المحاكمة (عن طريق تشريع جائر أو حصانة برلمانية أو عن طريق عزل المستشار القانوني للحكومة) ستبقى في درج المؤامرات المناوئة للديمقراطية. الخطة الخبيثة للقيام بـ “اصلاحات” في الجهاز القضائي بروح رؤيته المرعبة، مرورا بالخطة الفاشية لياريف لفين (“قضاة المحكمة العليا سيتم انتخابهم من قبل الحكومة”) لن يتم تنفيذها. ايضا الـ 20 مقعد لبينيت التي كانت من البداية هشة يتوقع أن يجري عليها تعديل كبير.

مدماك وراء مدماك تم اقتلاعه من السور، والسؤال الكبير الآن هو هل سيشعر بالحزن والانزعاج  عندما سيقرر نتنياهو بأنه من الافضل له السير مع الاحتمالية التي لم يحلم بتحقيقها للحظة: التناوب مع بني غانتس مدة سنة ونصف التي في نهايتها سيعود الى رئاسة الحكومة، بدلا من اجراء انتخابات رابعة، ستبقيه مرة اخرى بدون 61 مقعدا. ووضعه حينها سيكون اكثر خطورة، في المقابل سيقف ساعر، المقبول على جميع اجزاء الكنيست، من ازرق ابيض ويوجد مستقبل وحتى يمينا والاصوليين، الذي له قدرات نادرة على ربط التشابكات وتشكيل التحالفات. هو سيضمن حكومة وحدة حقيقية، متزنة وبدون ألاعيب. وبالاساس يمكنه أن يعد وينفذ نهاية للكابوس السياسي والاقتصادي والتشريعي والاخلاقي الذي ينهش جميع أسس الدولة.

قبل سنة هزم ساعر لصالح نتنياهو في الانتخابات التمهيدية. قواعد اللعب كما فسرها أجبرته على البقاء في الحزب، لكن مستقبله فيه كان من ورائه. فقد كانت الابواب مغلقة أمامه. نتنياهو مدفوعا كالعادة بالانتقام وصغائر الامور، ابقاه خارج الحكومة. مرة اخرى احاسيسه عملت ضده. حكومة الوحدة التناوبية تم تشكيلها، ومنذ اللحظة الاولى كان من الواضح أن ميزانية الدولة تحولت الى رهينة في أيدي رئيس الحكومة ومعها اقتصادها.

ساعر وجه الانتقاد، لكنه كان صوت وحيد. ازمة الكورونا سرعت العملية. حكومة الاخفاق والفشل لنتنياهو (التي اثبتت أمس للمرة الألف الى أي درجة هي غير مؤهلة لمعالجة هذا التحدي) لن تترك أي خيار لساعر. وقد عبر عن موقف مستقل: في حملة الكورونا خاصته (التي بدأها بشكل متأخر) قدم بدائل منطقية، وقد حصلت على اجماع نادر من جميع الخبراء. البديل الاخير كان اجراء فحوصات كورونا جماعية وشاملة، التي هي قاعدة لأي خطة عمل متزنة، بدلا من التخبط ولي الاذرع السياسية التي هي قاعدة العمل الوبائية هنا. دول اخرى غير موجودة في أسر شخص متهم مصاب بالرهاب، سبق لها وفعلت ذلك بنجاح كبير. نتنياهو لم يخطر بباله تبني اقتراح جاء من الشيطان ساعر، وهكذا وصلنا الى اذلال الاغلاق الليلي السخيف.

من نافل القول الى أي درجة انفصل الليكود وانقطع عن ساعر في السنوات الاخيرة. تعديل: لم يعد هناك “ليكود”، بل بيبي ستان وبلفور ستان، مهما كان هذا الحزب الذي يخجل ماضيه ويحتقر مكانته. كرسي رئيس الكنيست الرسمي تحول الى فرع لبلفور، حتى مؤسسة مبجلة مثل “يد واسم” يمكن أن يتم تقديمها (من قبل الوزير زئيف الكين) الى أيدي شخص قومي متطرف، مسيحاني وعنصري. خلافا للمتملقين لنتنياهو فان ساعر هو ليكودي حقيقي. وربما يكون الليكودي الاخير. ايديولوجي يميني محافظ، صقر من ناحية سياسية، يعارض دولة فلسطينية ويؤيد ضم المناطق. وموقفه من الجهاز القضائي بعيد جدا عن القدسية. وهو يؤيد الاصلاحات، لكن ليس بتخريب المسمى التجاري. وفي نهاية كل ذلك هو رجل دولة وليبرالي. القائمة التي سيشكلها ستحمل هذه الصفات ايضا، مع بعض الميل الى مركز الخارطة السياسية.

المرشحون المحتملون هم بالطبع: المخلصون له في قائمة الليكود، شيرن هيسكل وميخال شير. يفعات شاشا بيتون هي ايضا مرشحة، وكذلك صديق ساعر القديم تسفي هاوزر وشريكه في قائمة “ديرخ هآرتس”، يوعز هندل. ستكون بالطبع شخصيات من الخارج. والسؤال الاكثر اثارة للاهتمام يتعلق بغادي آيزنكوت. فهما عملا معا في مكتب رئيس الحكومة السابق اريئيل شارون (سكرتير للحكومة وسكرتير عسكري) ومن ذلك الحين وهما على اتصال.

ساعر لن يكون غانتس ولن يزحف بأي شكل من الاشكال نحو حكومة نتنياهو القادمة. فقد جاء ليرثه، لا أن يتحول الى شبكة امان له. ويمكن الافتراض بأنه لن يوافق على الجلوس تحت يئير لبيد. وبالخطوة التي اتخذها هو يأخذ على مسؤوليته مخاطرة كبيرة: على سبيل المثال، اذا لم يتم اجراء الانتخابات فهو سيبقى في الخارج وسينتظر لفترة لا يعلمها أحد. كل شيء متعلق بالارقام. من الآن سيتم قياسه في الاستطلاعات. وبعد ذلك في صناديق الاقتراع. ومن يعرف، ربما أن “مؤامرة القرن” الكاذبة والمهووسة التي الصقها نتنياهو بساعر وبرئيس الدولة رؤوبين ريفلين قبل سنتين تقريبا (التي تقول بأن الاخير سيمنح صديقه القديم التفويض لتشكيل الحكومة) ستتحول الى واقع: التفويض سيعطى لساعر بصورة شرعية. هذه ليست المرة الاولى التي يحول فيها نتنياهو بيديه افكاره الرهابية الى نبوءة تحقق ذاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى