ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  يهوشع براينر  – توثيق سجانين يضربون سجناء مكبلين على مدى ساعات –  احد لم يعتقل، الملف أُغلق

هآرتس – بقلم  يهوشع براينر  – 10/6/2021

” في ليلة في شهر آذار من العام 2019، التي فيها تم طعن اثنان من السجانين في سجن كتسيعوت، ضرب بالهراواة حوالي 55 سجين من قبل عشرة سجانين على الاقل، وبقوا مكبلين وهم على الارض على مدى ساعات. قائد السجن تمت ترقيته بعد ذلك واصبح قائد منطقة في مصلحة السجون “.    

الاضواء في قسم 3 في سجن كتسيعوت في النقب بقيت مضاءة في تلك الليلة. وقد رمي على الارض، واحد تلو الآخر، نحو 55 سجين فلسطيني وهم مكبلين. كاميرات الحماية في القسم وثقت سجانين وهم يتجمعون حولهم ويضربونهم بالعصي ويقومون بركلهم وهم مكبلي الايدي الى الخلف. وقد تم منع السجناء من الحركة أو التحدث وبقوا هكذا على مدى ساعات.

عشرات السجانين تواجدوا في قسم سجناء حماس في السجن في تلك الليلة، الامر الذي تحول الى احد الاحداث الاكثر عنفا التي حدثت في السجون في اسرائيل، مثلما وصف ذلك مصدر كبير في مصلحة السجون. على الاقل عشرة سجانين تم توثيقهم وهم يضربون السجناء، لكن في الوحدة القطرية للتحقيق مع السجانين في وحدة لاهف 433 حققوا فقط مع اربعة منهم قبل اتخاذ قرار اغلاق الملف. الذريعة: “شخص مجهول”. 

هذا حدث في 24 آذار 2019. التوتر بين السجناء الامنيين والسجانين كان في حينه في الذروة، على خلفية قرار مصلحة السجون تركيب انظمة تكنولوجية في السجن استهدفت منع اجراء مكالمات بالهواتف المحمولة المهربة التي توجد بحوزة السجناء. وقبل ذلك، في نفس المساء، قام أحد سجناء حماس بطعن سجانين واصاب ثالث اصابة بالغة. السجانان تم نقلهما الى المستشفى وبعد ذلك اقتحم القسم سجانون آخرون.

في توثيق كاميرات الحماية في القسم ظهر عدد من السجانين وهم يهاجمون سجناء باللكمات والهراوات والركل، دون استفزاز منهم. بعد ذلك تم تجميع السجناء وتكبيلهم في القسم بين الخيام، وهناك تم ضربهم بالهراوات. وقد ورد من مصلحة السجون لوسائل الاعلام بأنه في المكان تطورت اعمال شغب بعد حادثة الطعن التي اجبرت السجانين على السيطرة على القسم. ولكن في التوثيق لم تظهر أي اعمال شغب، بل عنف شديد من قبل السجانين. حوالي 15 سجين تم نقلهم في تلك الليلة الى مستشفى سوروكا، اثنان منهم كانا في حالة حرجة. 

امير سلوم (26 سنة) من شعفاط كان يقضي في حينه عقوبة اربع سنوات سجن في القسم بسبب مهاجمته لشرطي والتسبب بالضرر واحراق، على خلفية قومية، ومخالفات سلاح. في الشكوى التي قدمها تحدث عن توتر كبير بين السجناء والسجانين، وصل الى الذروة في تلك الليلة. “لقد قرروا نقلنا من قسم 4 الى قسم 3. فجأة، في منتصف عملية النقل، سمعنا شخص يصرخ “طعن، طعن”. وخلال دقائق دخل السجانون من وحدة متسادا (وحدة السيطرة الخاصة في الشباك)، وبدأوا باطلاق كرات معدنية كهذه. نحن هربنا الى اقصى القسم”، قال.

لكن رد مصلحة السجون لم يقتصر فقط على استخدام وحدة متسادا، بل دخل الى القسم ايضا سجانون من وحدة “كيتر”، المسؤولة هي ايضا عن السيطرة على الاخلال بالنظام. وحسب اقوال السجناء هؤلاء كانوا هم السجانون الاكثر عنفا. “لقد قاموا بتكبيلنا وأحد منا لم يعارض. بعد ذلك، ببساطة، بدأوا يضربونا بالهراوات”، قال سلوم. “قاموا برمينا في وسط القسم وكأننا لا شيء وقاموا بضربنا دون أن نستطيع الدفاع عن انفسنا. وقد كسروا فكي واسناني وأنفي”. وحسب قوله، كان هؤلاء هم سجانون معروفون بالنسبة للسجناء، وكانوا يلتقون معهم كل يوم. “هذا لم يمنعهم من ضربنا بدون شفقة. كنا على يقين من أنهم سيقتلوننا هناك”، قال واضاف “الجميع قاموا بالصلاة. وفقط بعد أن شاهدوا الدماء حولي، أمر احد الضباط بنقلي الى العيادة، وفي الطريق الى هناك قاموا بضربي”.

سجين آخر في القسم أصيب في تلك الليلة وصف في الشكوى عنف شديد ومفاجيء من قبل السجانين. “احد السجانين ضربني بهراوة من الحديد، 7 – 8 ضربات تقريبا. طوال الوقت قال لي هل أنت بطل لتهاجم السجانين؟”. وحسب قوله، تم اخلاءه الى الساحة الكبيرة في القسم وهو مكبل. “بقيت هكذا بضع ساعات. بسبب الضرب تم كرس 6 اسنان لي وتم فتح رأسي في اربعة اماكن. بعد ثلاث ساعات قاموا بتكبيلنا كل اثنين معا وبقينا هكذا حتى الصباح. ايضا أخذوا الفرشات والملابس، وهكذا نمنا ثلاثة ايام، بدون أي شيء. بقينا ورؤوسنا نحو الاسفل. ومن رفع رأسه تلقى الضربات”.

السجين علي دعنة، الذي يقضي عقوبة بالسجن مدة 20 سنة بسبب محاولة قتل ومساعدة في قتل، قال في الشكوى أن السجانين قاموا بحملة انتقام ضد السجناء. “لقد تلقيت ضربات قاتلة من سجانين ملثمين وأنا ملقى على الارض”، قال واضاف “هذا كان انتقام. قلت إنني مريض بمرض عضال. واجابوني بأن هذا لا يهمهم، واستمرار في ضربي”.

سجين آخر قال في الشكوى بأنه كان مكبل من ذاك المساء وحتى الساعة التاسعة من صباح اليوم التالي، “السجانون من وحدة كيتر واصلوا ركلنا وضربنا طوال الوقت وشتمونا بشتائم عنصرية. أحد الضباط قال للسجانين: شطبوا وجوههم”. سجين آخر من الذين قدموا شكاوى قال “لا يمكن وصف ما مر علينا في تلك الليلة. أحد الضباط صرخ: أنا اريد دماء. بقينا هناك طوال الليل ونحن مكبلين وملابسنا مبللة لأنهم لم يسمحوا لنا بالذهاب الى المرحاض. كل شيء موثق وأنا آمل أن لا يمر هذا مرور الكرام”. 13 سجين قدموا شكاوى بعد تلك الليلة. وجميعهم طلبوا اجراء تحقيق مناسب.

“يبدو أن هذا هو أنا”

رغم أن الحادثة وثقت إلا أنهم في الشرطة لم ينجحوا في العثور على جميع السجانين الذين كانوا في القسم في تلك الليلة. محققو الشرطة قالوا إنه لم يكن بالامكان تشخيص السجانين من كاميرات الحماية. فقط اربعة سجانين تم التحقيق معهم بتهمة المهاجمة. تلك كانت تحقيقات قصيرة مع محاولات قليلة من جانب المحققين لمعرفة هوية سجانين آخرين كانوا يوجدون في القسم. ورغم أن السجناء الذين قدموا الشكاوى صرحوا بأنه يمكنهم تشخيص السجانين الذين هاجموهم إلا أنه لم يتم اجراء عملية تشخيص.

السجان الون بايخ من وحدة كيتر قال في التحقيق معه بأن “تكبيل السجناء تم باستخدام قوة معقولة لتنفيذ المهمة”. وهو لم يسأل عما حدث في ساحة القسم، والتحقيق معه تركز على حادثة اخرى في تلك الليلة.

قائد وحدة كيتر في سجن كتسيعوت، البرت غولدبرغ، دافع في شهادته عن سلوك السجانين. “بعد عملية الطعن تم اخلاء معظم السجناء الى قسم 3، وبدأ معظم السجناء باعمال الشغب، حتى الذين كانوا خارج القسم”، قال واضاف “لقد تم اتخاذ القرار باشراك قوات طواريء من اجل تهدئة الوضع… حسب معرفتي، كان هناك حرص على استخدام القوة لتنفيذ المهمة، ولم يكن هناك أي انحراف عن ذلك”. المحققون عرضوا على غولدبرغ التوثيق في تلك الليلة، لكنهم طلبوا منه فقط أن يشخص لهم أحد السجانين الذي ظهر وهو يضرب سجناء بهراوة. غولدبرغ لم يعرف اسمه وهكذا انتهى التحقيق معه.

التحقيق مع سجان آخر هو هرتسل مرغولين، الذي شخص وهو يضرب سجناء، كان قصير القامة بشكل خاص. في بداية التحقيق قال إنه لا يشخص نفسه في الفيلم الذي تم عرضه عليه. ولكن قبل نهاية التحقيق غير روايته. “لا يمكنني القول بصورة مؤكدة أن هذا الشخص هو أنا”، قال للمحققين معه. “لقد عملت حسب الاوامر والاجراءات. كل مرة كان هناك أمر مختلف، مرة أن نكبل ومرة أن نجعلهم ينزلون على الارض”. 

ضابط التحقيقات في الوحدة القطرية للتحقيق مع السجانين، النقيب فاليريه بلوبشتاين، اوصى النيابة العامة باغلاق التحقيق لأنه “في اطار معالجة الملفات تم تسلم فيلم الفيديو الذي لا يمكن فيه تشخيص السجناء. المشتكون لم يذكروا اسماء السجانين الذين هاجموهم باستثناء اسم وحدة كيتر ومتسادا. في اطار معالجة الملفات تم التحقيق مع سجانين. على خلفية ما ذكر أعلاه لم تتم معرفة أي مخالف للقانون.

في رسالته للنيابة العامة اوصى ضابط التحقيقات، النقيب يهودا اهاروني، باغلاق التحقيق. نائب المدعي العام في لواء الجنوب، يوآف كيشون، وافق على توصيات الشرطة وتم اغلاق التحقيق. من كان قائد سجن كتسيعوت اثناء الحادثة، افيحاي بن حمو، تمت ترقيته في شهر شباط الى رتبة مفتش، وتم تعيينه قائدا لمنطقة الوسط. 

في اعقاب اغلاق التحقيق قدمت جمعية موكيد لحقوق الفرد، التماس للنيابة العامة جاء فيه “الحادثة في كتسيعوت هي حادثة عنف صارخ وجماعي ضد اشخاص مكبلين وعاجزين”، قالت المحامية نادية دقة من الجمعية. “محاولة سلطات التحقيق التهرب من المسؤولية رغم التوثيق في كاميرات الحماية، هي شهادة على ضعف الوحدة القطرية للتحقيق مع السجانين”. 

وقد جاء من شرطة اسرائيل ردا على ذلك: “خلافا لما قيل، التحقيق اجري بصورة ممأسسة وبمهنية من خلال جمع شهادات وأدلة من موقع الحادثة. وتم التحقيق تحت التهديد مع عدد من السجانين. جميع مواد التحقيق تم تحويلها الى النيابة العامة كي تتطلع عليها، والتي بدورها قررت اغلاق الملف”.

وقد جاء من مصلحة السجون الرد: “بعد عملية طعن السجانين على الفور بدأت اعمال شغب في أحد اقسام السجن بمشاركة عشرات السجناء، التي جعلت السجانين يعملون على ضبط العدائية والعمل على استقرار الوضع من اجل منع حادثة اخرى للمس بالطاقم. في موازاة التحقيق مع منفذي الحادثة تقرر من ناحية اولية لمعالجة الحادثة اشراك وحدة التحقيق مع السجانين من اجل فحص الادعاءات التي طرحها السجناء. بعد التحقيق تقرر في وحدة التحقيق مع السجانين اغلاق الملف. طبقا لذلك وعلى ضوء ظروف الملف وعدم وجود البينات، الفحص انتهى”.

ومن النيابة العامة ورد: “بشأن قرار اغلاق عدد من الملفات بشأن السجانين، قدم قبل بضعة ايام التماس سيتم فحصه كالعادة. لذلك، لا نستطيع التطرق للامر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى