هآرتس – بقلم ينيف كوفوفيتش – بعد سنوات من المعارضة في الجيش الإسرائيلي، كوخافي اقتنع بتأييد حلف دفاع مع الولايات المتحدة

هآرتس – بقلم ينيف كوفوفيتش – 2/2/2021
“ رئيس الاركان سمح في السنة الماضية لجهات رفيعة في الجيش بأن تعبر عن دعمها لمبادرة نتنياهو وهي تأييد حلف دفاع مع الولايات المتحدة، ولكن هذه المبادرة تم اهمالها منذ ذلك الحين ولم يعد أي شخص يطرحها كخيار منذ سيطر وباء الكورونا على الاجندة العالمية “.
رئيس الاركان افيف كوخافي اقتنع في السنة الماضية بتأييد حلف دفاع مع الولايات المتحدة، الذي اراد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو دفعه قدما خلافا للموقف التقليدي لجهاز الامن. وفي النقاش الذي جرى بمشاركة نتنياهو قالت جهات كبيرة في الجيش الاسرائيلي وبمصادقة كوخافي، بأن التأييد المحتمل لهذا الحلف مقبول عليه. الكثير من الضباط الكبار ما زالوا يعارضون هذه المبادرة التي تم اهمالها منذ الانتخابات في شهر آذار الماضي. ومن الجيش جاء ردا على ذلك: “نحن لن نتطرق لنقاشات سرية مع المستوى السياسي”.
إن انضمام اسرائيل الى حلف دفاع مع الولايات المتحدة طرح في حملة الليكود الانتخابية للكنسبت الـ 22 في ايلول 2019. نتنياهو اراد موضعة نفسه كزعيم له قامة عالمية عالية، وكمقرب في المقام الاول للرئيس الامريكي في حينه دونالد ترامب. هذا الموضوع برز جدا في انتخابات آذار الماضي. نتنياهو قال إن هذا الحلف هو “أمر عظيم”، لكنه اعترف بتشكك الجهات المهنية ذات الصلة، وترامب أكد بشكل علني على أنه ناقش ذلك الامر مع رئيس الحكومة.
حلف دفاع يعزز العلاقات الامنية بين الاعضاء الموقعين عليه، ويلزمهم بشكل علني بالدفاع عن بعضهم البعض وتنسيق الهجمات والخطوات الاخرى. في عشرات السنين الماضية، وايضا في نقاشات حول مبادرة نتنياهو الاخيرة، قالوا في جهاز الامن بأن الانضمام لهذا الحلف سيقيد خطوات اسرائيل. وحسب اقوال الجهات الامنية رفيعة المستوى فان التعاون مع الامريكيين مثمر أصلا، ولكن عيوب هذا الحلف أكبر من فائدته.
مصادر سياسية وامنية مطلعة ذات علاقة بالنقاشات التي جرت في السنة الماضية قالت للصحيفة بأنه رغم مواقف الجهات المهنية التي فحصت المبادرة، وافقت شخصيات رفيعة في الجيش على اعطاء موافقتها لهذه الخطوة. وحسب هذه المصادر، تم ارسال وثيقة الى مكتب رئيس الحكومة تطرح موقف الجيش الايجابي من هذا الحلف. ولكنهم في جهاز الامن لا ينفون بأنه كان يوجد تغيير في الموقف الذي طرح في النقاش مع نتنياهو. وقد قالوا في الجيش بأنه لم يتم ارسال الوثيقة وأن الموقف الذي تم طرحه لم يكن موقف رسمي. مصدر امني رفيع سابق قال إن هذا الموقف لا يمكن طرحه بدون مصادقة رئيس الاركان مسبقا. وهذا المصدر قدر بأن التغيير الذي طرحه كوخافي تمت الموافقة عليه بسبب الضغط الذي استخدم عليه. “حرية عمل الجيش الاسرائيلي تم الحفاظ عليها كأمر مقدس”، شرح المصدر واضاف “من الصعب فهم كيف ولماذا جعلوا هؤلاء الاشخاص يغيرون موقفهم”.
حلف أحادي الجانب
في النقاشات التي جرت في السنة الماضية حذرت جهات امنية رفيعة من أن الانضمام للحلف يمكن أن يظهر كأمر استفزازي بالنسبة لروسيا ويقيد نشاطات سلاح الجو في سوريا. وقيل ايضا بأن هذا الحلف سيلزم اسرائيل بأخذ مصالح الولايات المتحدة في العراق في الحسبان. هذا التقدير يتوقع أن يمنع مهاجمة اهداف ايرانية في العراق، المنسوبة لاسرائيل في وسائل الاعلام الاجنبية. تخوف آخر تم طرحه يتعلق بقدرة الولايات المتحدة على مطالبة الجيش الاسرائيلي بعدم استخدام الوسائل القتالية الامريكية في الحالات التي تنوي فيها اسرائيل العمل بصورة لا تتساوق مع مصالح واشنطن في الشرق الاوسط.
غادي آيزنكوت، الذي سبق كوخافي في هذا المنصب، قال في كانون الاول 2019 بأن “دولة اسرائيل، الآن وفي المستقبل القريب، لا تحتاج الى حلف دفاع. وهذا ليس أمر يجب تطويره”. رؤساء الاركان الثلاثة الذين واجهوا نتنياهو في الانتخابات الاخيرة، بني غانتس وغابي اشكنازي وموشيه يعلون، عارضوا بشكل علني هذه المبادرة. وحذروا من أنها “ستقيد قدرة الجيش الاسرائيلي على الدفاع أمام التهديدات التي تواجهها”، كما كتب غانتس. بعد الانتخابات انضم غانتس واشكنازي للحكومة برئاسة نتنياهو، وتم تعيين غانتس وزيرا للدفاع ورئيس بديل للحكومة.
رجالات رئيس الحكومة وصفوا في بعض النقاشات الحلف كحلف أحادي الجانب، دفاع عن اسرائيل فقط، وبدون التزام الجيش الاسرائيلي بالمشاركة في مهمات الجيش الامريكي. وعلى ذلك رد رجالات جهاز الامن بأنه ربما ستطالب ادارة امريكية مستقبلية بالتطبيق المتبادل للحلف ولن تكون ملزمة بالتفاهمات التي تم التوصل اليها في فترة نتنياهو وترامب.
بعد بضعة ايام على انتخابات الكنيست الـ 23 سيطر وباء الكورونا على الاجندة العامة في اسرائيل وفي العالم. نتنياهو توقف عن التحدث علنا عن حلف دفاع، ومكانة ترامب ضعفت الى أن خسر في الانتخابات في تشرين الثاني لجو بايدن، الذي دخل الى البيت الابيض في الشهر الماضي. مصدر سياسي له علاقة بالمحادثات قال إنه “منذ سنة لم يكن هناك أي نقاش في هذا الموضوع. ولكن لا أحد يطرح هذا الامر حتى كخيار”.