هآرتس – بقلم ياريف اوفنهايمر – روغل، هل تقارن حقا بين ساعر وميرتس؟
هآرتس – بقلم ياريف اوفنهايمر – 17/12/2020
“ بدون يسار فان كلمة “احتلال” لن تسمع أبدا، ودوامة صمت ستسيطر على الخطاب العام وستبقى حركات مثل “السلام الآن” و”نحطم الصمت” بدون تمثيل أو حلفاء في الكنيست “.
يصعب علي التصديق أن روغل الفر سيصوت لحزب لأحد خريجي شبيبة “هتحياه”، جدعون ساعر. مقال الفر “من الافضل التصويت لساعر على التصويت لميرتس” يعكس الاحباط من صورة الاستطلاعات التي يشاركه فيها الكثيرون. ولكن هذا الاحباط من المحظور أن يتحول الى افلاس قيمي وفكري على هيئة التوصية بالتصويت لساعر.
ألفر على حق عندما لا يتجاهل أن اجزاء كبيرة مما اعتبر ذات يوم معسكر السلام يتسلون بفكرة اعطاء اصواتهم لساعر، الذي يقع على يمين بنيامين نتنياهو والذي سخر وزارة التربية والتعليم لصالح جولات للطلاب في الخليل وأيد قانون الدكاكين واغلاق المدن في ايام السبت. ولكن يجب علينا أن لا نوهم انفسنا، هذا ليس “فقط ليس بيبي” الذي يجعل اعضاء اليسار يفكرون بالتصويت لساعر. هذا التوجه هو نتيجة تغيير فكري اكثر عمقا. عندما تسمي معظم احزاب اليسار نفسها بالوسط وتتزين بورقة تين من اليمين وتكنس الموضوع السياسي من اجل أن لا تعتبر “يسارية” فان الفرق بين اليسار واليمين يتم طمسه. جميعهم يمين. في حين أن الخلاف الرئيسي حول مسألة الاحتلال والمناطق يتم اخفاؤها من قبل “يوجد مستقبل” و”ازرق ابيض” و”العمل” فان ساعر حقا يمكنه أن يكون اكثر اقناعا من جميع بدائل اليسار.
وفي حين أن مواقف اليمين تزداد حدة والأجندات التي كانت تعتبر في الماضي متطرفة مثل الضم وشرعنة البؤر الاستيطانية والصعود الى الحرم، تتغلغل الى التيار العام، فانهم في اليسار الذي يرتدي قناع الوسط يخفون الموضوع ويبحثون عن ذرائع بيروقراطية تقريبا من اجل الامتناع عن الضم والبناء في المستوطنات. وعندما لا يكون نقاش ايديولوجي فان امكانية أن يحل ساعر محل نتنياهو تغري الكثيرين.
ولكن ليس الجميع في اليسار يقومون خطهم. بالضبط ميرتس ومعظم “القائمة المشتركة” يواصلون حمل الاعلام واسماع صوت آخر في الكنيست. والى جانب الاعتراف بالجميل وتصويت الضمير هناك اسباب اساسية بأنه من الاصح التصويت لميرتس من التصويت لحزب آخر، فقط غير بيبي، بالتأكيد عندما تكون جميعها يمين. السبب الاول يكمن في حقيقة أنه في ظل غياب حزب وسط كبير، توجد لليسار الايديولوجي فرصة كبيرة كي يزداد حجمه في الكنيست القادمة ويشكل قوة سياسية مطلوبة، حتى من اجل تشكيل تحالف لاستبدال نتنياهو. وحزب يسار كبير يعني اعتماد اللاعبين الآخرين على مواقفه وتحوله للمرة الاولى منذ سنوات الى كفة الميزان.
السبب الثاني يتعلق بدور اعضاء الكنيست بصفتهم ممثلين لافكار ومواقف. فكلما زاد عدد اعضاء الكنيست المتماهين مع اليسار سيزداد تأثيرهم الجماهيري، حتى من مواقع المعارضة، عن طريق الاستجوابات والخطابات وطرح مواضيع على جدول الاعمال، وبالطبع الظهور في وسائل الاعلام. وبدون يسار فان كلمة “احتلال” لن تسمع أبدا، دوامة صمت ستسيطر على الخطاب العام وستبقى حركات مثل “السلام الآن” و”نحطم الصمت” بدون تمثيل أو حلفاء في الكنيست.
يجب علينا أن نتعلم من المستوطنين: العمل كقطاع وجعل ذيل الكلب يتحرك وخلق قوة سياسية يسارية كبيرة بما فيه الكفاية كي لا يقوم ائتلاف بدونها. والدفع قدما على الصعيد العام بأجندات طلائعية من اجل تحويلها الى تيار عام في الغد. بالضبط اختفاء احزاب الوسط يخلق ارضية خصبة للاحزاب الايديولوجية من اليسار. ولا توجد في هذه المرة أي معضلة تكتيكية أو استراتيجية، الايديولوجيا يجب أن تتحدث. ميرتس افضل من ساعر. من المحظور المقارنة.