ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم هند العتيبة – السلام مع اسرائيل هو فرصة ولكنه ، ليس بديلا عن سلام اسرائيلي – فلسطيني

هآرتس – بقلم  هند العتيبة ، مديرة العلاقات الاستراتيجية في وزارةالخارجية في دولة الامارات – 14/9/2020

من وجهة نظر الكاتبة فان السلام بين اتحاد الامارات واسرائيل هو فرصة هامة، لكنه ليس بديلا عن سلام اسرائيلي – فلسطيني “.

هذه كانت تغريدة بسيطة ارسلت في يوم الجمعة، 21/8، بعد اسبوع على التغيرات الكبيرة. اتفاق السلام بين اتحاد الامارات واسرائيل هو انتصار دبلوماسي يجلب للمنطقة أمل جديد – هناك شيء معين غير موجود فيه بوفرة. لقد سنحت فرصة تاريخية بعد عشرات السنين من عدم الثقة والسلام المضلل. وبعد انتهاء اسبوع من العمل الحثيث، تغريدتي كانت رسالة سلام كتبت بالانجليزية والعبرية والعربية. وقد جاء فيها “سبت مبارك.

الرد كان سريعا، مسلمون ومسيحيون ويهود ومؤمنون بديانات غير توحيدية ومواطنون من الامارات ومن اسرائيل وموظفون في البيت الابيض ومواطنون عاديون، عبروا عن أملهم بالتعايش الذي يقوم على الحوار والتهدئة والالتزام. صوت المعارضين، القلائل في عددهم، صمت. رسالة التسامح العابرة للأديان تردد صداها جيدا. لأن ما أشعل هذا التغيير كان التعطش لمستقبل أفضل.

دبلوماسيون مخضرمون تفاوضوا، من خلال تدخل امريكي كبير، حول السلام بين اتحاد الامارات واسرائيل؛ وقد تم توجيههم من قبل زعماء الدولتين. في احتفال التوقيع الذي يمكن أن يتم التوقيع عليه غدا، فان الرئيس الامريكي ورئيس حكومة اسرائيل ووزير خارجية الامارات سيعطون للاتفاق طابعه الرسمي أمام أنظار كل العالم.

مع ذلك، سلام حقيقي بين الدول يمكن فقط أن يتحقق اذا كانت شعوب هذه الدول تتطلع الى تغيير حقيقي. ومطلوب من اجل ذلك آباء يريدون أن يحصل احفادهم على مستقبل مليء بالأمل أكثر من الذي شهده الاجداد. موقف اتحاد الامارات هو موقف قاطع: نحن نطمح الى سلام دافيء مع اسرائيل والى علاقات متبادلة عميقة واتصالات متواصلة وفرص تفيد الطرفين. منذ اقامة اتحاد الامارات في 1971 قمنا ببناء مجتمع متنوع ومتسامح ينظر الى المستقبل، ونحن متحمسون لتحقيق ثمار السلام.

طلاب من اسرائيل لديهم حب استطلاع لزيادة المعرفة عن الامارات وعن منطقة الخليج، يمكنهم الدراسة في جامعاتنا. وطلاب من الامارات يمكنهم الدراسة في صفوف اسرائيلية والتعلم مع نظرائهم من الشرق الاوسط. يجب تحطيم المواقف المسبقة والتابو التي كانت موجودة طوال سنوات وجاءت من معلومات خاطئة في كل المجتمعات وفي كل المجموعات العمرية. شبابنا الذين يدركون قوة السلام والفرص الاقتصادية التي يعرضها سيكونون هم الزعماء والقادة.

اتحاد الامارات ستستقبل بأذرع مفتوحة اشخاص من جميع الديانات. في السنة الماضية بعد زيارة البابا التاريخية في اتحاد الامارات ولقائه مع الامام الاكبر في الازهر، أعلنا عن اقامة “بيت عائلة ابراهيم” في أبو ظبي، وهو مسجد وكنيسة وكنيس الى جانب بعضهم البعض. مطاعم في الفنادق ستقدم قريبا وجبات حلال للضيوف. في اطار علاقات التطبيع الجديدة سيتنافس رياضيون فيما بينهم دون ازعاج سياسي. يجب على المبادرين ورجال العلم والهايتيك التعاون والتخطيط لايجاد حلول لمستقبل افضل. وفي المقام الاول ادوية لوباء الكورونا. طائرات لشركات “الامارات” أو “الاتحاد” التي ستهبط في تل ابيب وطائرات “ال عال” التي ستطير من دبي أو أبو ظبي ستكون مشاهد عادية. وعندما سيفتتح معرض “اكسبو 2021” في دبي، فان الجناح الاسرائيلي سيكون مفتوح أمام كل الدول. اسرائيلي قام بزيارة متحف “لوفر أبو ظبي” سيندهش من رؤية العرض المستمر، الواحد الى جانب الآخر، لقرآن من القرن السابع وتوراة من الفترة القوطية وكتاب توراة يمني من القرن الخامس عشر، والمواطن في الامارات سيشيد بضحايا الكارثة في “يد واسم” وسيظهر التعاطف الانساني.

نساء قياديات هن جزء لا ينفصل عن السلام الآخذ في التطور. عند اقامة اتحاد الامارات اعطى الأب المؤسس الشيخ زايد ووالدة الأمة الشيخة فطيمة بنت مبارك أولوية للمساواة بين الرجال والنساء. وقد أعلنا عن دعمهما لتوفير التعليم للجميع، والنتائج تظهر اليوم. في اتحاد الامارات تقف نساء على رأس وزارات حكومية وسفارات ونقابات. وهن مهندسات في الذرة وعالمات في الصواريخ. التعاون بين القيادة في اسرائيل والقيادة في الامارات سيغير وجه المنطقة.

السلام بين الدولتين هو فرصة هامة، لكنه ليس بديلا عن السلام الاسرائيلي – الفلسطيني. التزامنا العميق وطويل المدى تجاه الشعب الفلسطيني بقي قويا. وبصفتنا الدولة العربية الثالثة التي تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، سندعم بقوة حل الدولتين وحق الفلسطينيين في الكرامة وتقرير المصير. الاسرائيليون والفلسطينيون هم جيران قريبين ومطلوب حل عادل ودائم للنزاع الذي استمر عشرات السنين. هذا الحل كان يجب أن يتم ايجاده قبل فترة طويلة.

في احتفال التوقيع في البيت الابيض، تحت الاعلام التي ترفرف وعلى صوت عزف الاناشيد الوطنية، سيبدأ شرق اوسط جديد في التشكل. زعماؤنا سيتصافحون وسيحظون بالهتاف بسبب عملهم الشجاع، لكن مسؤولية السلام ملقاة على الشعبين في الامارات وفي اسرائيل. عليهما مواصلة هذه الاجندة التي تثير الالهام.

عيد رأس السنة يقترب، ويا ليت السنة القادمة تكون سنة سلام وتقدم، سنة أمل وتسامح. ايضا هذه الدعوة سأرسلها بدون شك كتغريدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى