ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم هجار شيزاف – سكان متسبيه كرميم توقعوا تسوية، الآن يشعرون بأنه تم خداعهم

هآرتسبقلم هجار شيزاف – 30/8/2020

سكان البؤرة الاستيطانية متسبيه كرميم المخصصة للاخلاء ما زالوايؤمنون بحسن نية الدولة، ويوجهون غضبهم الى محكمة العدل العليا. وهم على قناعة بأن اخلاءهم لن يفيد أحد. وفي هذه الاثناء لا توجد لديهمأي نية للمغادرة “.

في العام 2011 عندما كان بناء بيوت البؤرة الاستيطانية متسبيهكرميم قد أوشك على الانتهاء، سارعت ياعيل ودورون ليشم الى هناك من اجلالدخول اليها. “قبل أن تصدر المحكمة العليا أمر مؤقت، قال دورون. وفينفس السنة قدم ثلاثة فلسطينيين عن طريق المحامي حسام يونس التماسللمحكمة العليا وادعوا أنهم هم اصحاب الارض القانونيين التي اقيمت عليهاالبؤرة.

الامر المؤقت الذي يتحدث عنه ليشم هو أمر بوقف اعمال البناء في المنطقةالى حين البت في الاستئناف، بعد أن اعترفت الدولة بأن الامر يتعلقبأراضي فلسطينية خاصة وأنه كان من المحظور تخصيصها للهستدروتالصهيونية التي قامت بنقلها الى المستوطنين.

بيت أبناء عائلة ليشم ظهر مثل أي بيت في الضواحي، المنطقةالمكشوفة حوله، قال دورون، هي نتيجة تجميد البناء. “تقريبا مر عقد كانمحظور فيه علي أن أزرع حتى ولو شجرة، قال ليشم. “حتى الآن لا توجدلدي حديقة“. الامر، قالوا في متسبيه كرميم، منع هذا التجمع من التطور. الكنيس يستخدم ايضا كقاعة للمناسبات. كل عائلة تضطر الى أن يكونلديها سيارتين من اجل نقل الاولاد الى المدارس في مستوطنات اخرى،والكثير من السكان غادروا هذه البؤرة الاستيطانية.

قبل سنتين قرر أبناء عائلة ليشم شق طريق توصل الى بيتهم. المحكمةالمركزية حكمت في حينه بأنه يمكن تسوية متسبيه كرميم حسب نظامتنظيمالسوق، الذي يسمح بأن يبقي بؤر استيطانية اقيمت على اراض خاصة فيمكانها اذا تم تخصيصها بحسن نية. نحن تشجعنا.

في هذا الاسبوع صبت المحكمة العليا المياه الباردة على قرار المحكمةالمركزية وأمرت باخلاء الارض خلال ثلاث سنوات. قضاة المحكمة رفضواادعاء الدولة بحسن النية، وقرروا بأنها خصصت الارض التي كانت مسجلةكأراض خاصة، من خلال غض النظر. في متسبيه كرميم تعيش 45 عائلة،16 عائلة منها في بيوت ثابتة و29 عائلة في كرفانات. القرار لا يسري على12 مبنى. ولكن السكان يوضحون بأن اخلاء البيوت التي يدور الحديث عنهايعني نهاية البؤرة الاستيطانية.

قرار الحكم الذي اثار الغضب في اليمين اعتبر في متسبيه كرميمكقرار مشوب بتحيز سياسي واضح. “في نهاية المطاف الامر سينقلب علىالمحكمة العليا، قال ليشم. “هم يعيشون على كوكب آخر ومقطوعين عنالشعب. وعندما نسأل كيف يصلحون ظلم بظلم، يقولون لنا بأن الفلسطينيهو الساكن الاصلي. ولكن أين نحن في الصورة؟ هل نحن لصوص؟ ألانستحق العدل؟“.

الزوجان ليشم لديهما خمسة أولاد، وقد جاءا الى متسبيه كرميم منالقدس في 2007 وسكنا في البداية في كرفان كبير. الزوجة تعمل معالجةبالفنون وهو كان مدير عام مستوطنة بركان وسكرتير متسبيه كرميم. والآن هويعمل في مشروع تشجيع الهجرة. دورون الذي تعلم في غوش قطيف يقولإن قرار الانتقال الى متسبيه كرميم جاء في اعقاب الانفصال، من خلالالادراك بأن مشروع الاستيطان بحاجة الى التعزيز. “الانتقال للسكن هنامعناه قرار ايديولوجي، قال. “باستثناء عدد من الاشخاص المستقلين، يجبعليك السفر طوال اليوم الى العمل ذهابا وايابا. في اليوم التالي على اصدارالحكم جرى في الحديقة الصغيرة في البؤرة الاستيطانية احتفال بعيد ميلادشخص معين. وبين البالونات حاول المشاركون في الاحتفال ابقاء الاخباروراءهم. “نحن نفضل أن نفرح وأن نفعل شيء من الحياة، قالت احدىالمشاركين. “لكننا حزينون جدا“.

من المهم لسكان متسبيه كرميم التوضيح بأنه خلافا للصورة الشائعة،هم لم يقرروا بأنفسهم الاستيطان في التلة تحت جنح الظلام. أحد رؤساءالبؤرة الاستيطانية امرأة اسمها شيري، وهي معلمة في مدرسة ثانوية فيمستوطنة معاليه افرايم. هي وزوجها كوبي ترعرعا في مستوطنة كوخافهشاحر التي تقع على بعد مئات الامتار عن البؤرة الاستيطانية. متسبيهكرميم تعتبر بشكل رسمي حي في كوخاف هشاحر، ومن أجل الوصول اليهايجب المرور بالمستوطنة الأم.

عندما تزوجنا عشنا سنتين في عيلي. وقد عدنا من اجل أن نقيممتسبيه كرميم، قالت شيري غور آريه عن اقامة البؤرة الاستيطانية في العام1999. “في كوخاف هشاحر أرادوا تشجيع الاولاد الذين يريدون مواصلةالعودة. وقد قاموا بجمعنا وسؤالنا ما الذي يجب فعله كي يحدث هذا“. هكذا،حسب اقوالها، تم اتخاذ قرار اقامة البؤرة الاستيطانية.

في البداية اقيمت البؤرة الاستيطانية فوق تلة اخرى جنوب كوخافهشاحر. عائلة غور آريه عاشت في كرفان هناك بضعة اشهر الى أن وافقرئيس الحكومة في حينه، اهود باراك، ورؤساء مجلسيشععلى نقله الىداخل حدود كوخاف هشاحر. اجراءات التخطيط تم وقفها بعد أن تبين بأنالمكان المخصص هو جزء من منطقة تدريب. وعندها بدأ المستوطنون فيوضع الكرفانات في المكان الحالي للبؤرة الاستيطانية. قائد المنطقة الوسطىفي حينه، موشيه يعلون، شهد في المحكمة المركزية بأنه رافق بصورةشخصية اقامة البؤرة الاستيطانية رغم أن ذلك تم بدون مصادقة. في المكانالاصلي تعيش الآن بضع عائلات في بؤرة استيطانية باسم معاليه شلومو. “عندما انتقلنا فحصنا بالطبع عما يدور الحديث. ولكن بصورة واضحةسمحوا للدولة بأن تقوم بالعمل، قال شيري آريه.

الآن العائلة تعيش في بيت ثابت، والذي استكمل بناءه قبل سنتين علىتقديم الالتماس ضد البؤرة الاستيطانية. يوجد لكوبي حقل مزروع بأشجارالزيتون. وعندما تتحدث زوجته عن تعلق اولادها بالمنطقة تقوم باقتباسقصيدة بني عكيفا: “أيدينا مغموسة في ذرات التراب“. بيت العائلة الحجرييوجد في الصف الاول من البيوت في البؤرة الاستيطانية. ومن المظلةالموجودة في الحديقة تظهر جفعات هبلادين، الطرف الأقصى في البؤرةالاستيطانية، وهار هكوبا، مثلما يسمي المستوطنون الجبل الذي يسمىبالعربية قبة النجمة. في يوم صاف يمكننا أن نرى الاردن كله من هنا، تقولسوريت إبنة شيري آريه.

اعتراف الدولة بأن متسبيه كرميم اقيمت على اراض خاصة استقبلفي اوساط سكان البؤرة بالدهشة. “لقد كنا مصدومين. دولة اسرائيل قامتبنقلنا الى هنا. ومرة أخرى، هل أعطى شخص غير مسؤول توقيعه؟“. معذلك، هي غير غاضبة على الدولة. “توجد في الدولة جهات كثيرة، ويوجد منيحاولون المساعدة، ومن بينهم اييلت شكيد ونفتالي بينيت، قال السكان. “الغضب موجه لقضاة المحكمة العليا الذين بالنسبة لهم هذا نقاش حولالاراضي. هم ينظرون الى الامور من الناحية التقنية وليس الانسانية. الناسيرتكبون الاخطاء، لكن من يدفع الثمن هو نحن وليس الجهات التي اخطأت“.

غور آريه قالت إن السكان لم يبلوروا بعد برنامج منظم لمواجهة هذاالقرار. ولكنهم ينوون محاولة تجنيد الكنيست والجمهور من اجل الغاء شرقرار الحكم هذا. الانتقال نفسه ليس هو الذي يقلقنا. “أنا على ثقة بأنهستكون هناك جهات ستعالج الامر. وأنا قلقة أكثر من التداعيات على اولادناومما سيفكرون فيه  عن الدولة، قالت سوريتأنا لست غاضبة. ولكن عندماسمعت عن القرار شعرت بأنه يجب علي قلب شيء ما“.

سكان متسبيه كرميم قالوا إن الملتمسين الفلسطينيين بشكل عام لميثبتوا بأنهم أصحاب الارض، رغم أنه في هذه المرحلة لا يوجد أي نقاش حولأن الامر يتعلق باراض خاصة. وحسب اقوال القانونيين المطلعين على الملف،فان الملتمسين هم ورثة أو مشترين لم يتم تسجيلهم. “عندما جئنا الى هناكانت التلة ارض بور تماما، قالت غور آريه. الشعور هو أن هذا الالتماسهو لمنظمات يسارية. نحن لم نشاهد أي فلسطينيين يتجولون هنا“. عمليا،دخول الفلسطينيين الى المنطقة التي توجد فيها البؤرة الاستيطانية منع بأمرعسكري في العام 1975. وحسب وثيقة من نفس العام، فانه حتى ذلك الوقتكانت هناك زراعة في المنطقة.

الاخلاء، قال السكان، لن يفيد أي أحد. “اذا اخطأت الدولة فيمكن حلالامر بصورة منطقية، قال دورون ليشم في تطرقه لنظام التعويضاتالمنصوص عليه في نظام السوق. “ولكن بالنسبة للفلسطينيين هذا امرمبدئي“.

كمثال علىالاخلاء العبثي، يذكر السكان اخلاء عمونه. ويشيرونالى أن الفلسطينيين لم يعودوا من اجل فلاحة الارض التي تم اخلاءها. وهكذا، عند اخلاء البؤرة الاستيطانية في 2017 اصدر قائد المنطقةالوسطى أمر محدث يمنع دخول أي شخص الى المنطقة، بما في ذلكاصحاب الارض الفلسطينيين. في 2019 قدم اصحاب الارض وجمعيةيوجد حكمالتماس من اجل الغاء الامر، الذي تم تمديد فترة سريانه فيكانون الاول الماضي. “هل سيأتون لفلاحة ارض تبعد 200 متر عن كوخافهشاحر؟، قال شاي ميمون عن الملتمسين ضد متسبيه كرميم. “قرار الحكمهذا لا علاقة له بالواقع“.

ميمون، الذي هو مدير مشروع في القدس وأب لخمسة اولاد، انتقلالى متسبيه كرميم من مستوطنة تلمون بسبب توقه للحياة الجماعية، وهويعيش في كرفان في هذه البؤرة منذ ثماني سنوات. وحسب قوله، السكانعلقوا الآمال على قرار الحكم بعد أن الغت المحكمة العليا القانون المخصصللسماح بمصادرة اراض خاصة لفلسطينيين. “حيوت وملتسر كانا ايضا فيالتركيبة التي الغت قانون التسوية. وهناك المقولة كانت أنه في حين أنالقانون غير متزن، هناك حل متزن يسمح في حالات معينة بشرعنة بيوت فيالمستوطنة. قضاة المحكمة العليا كذبوا على الجمهور. فقد قالوا إنه سيكونبالامكان بواسطة نظام السوق، الشرعنة. والآن هم لا يفعلون ذلك“.

رفيت مرملشتاين، مديرة مدرسة الشبيبة في بسغوت، تعيش مع زوجهاواولادها التسعة في كرفانين ربطا معا. وعن سؤال ما الذي ابقاهم فيمتسبيه كرميم بعد الامر المؤقت اجابت: “أنا ايضا سألت نفسي نفس السؤالاحيانا. ولكن الايمان بعدالة الطريق وحقيقة أننا لم نأت الى هنا علىمسؤوليتنا، جعلني اؤمن بأنهم سيتوصلون الى نوع من الاتفاق وسيقومونبشرعنة ذلك“. وهي تعتقد ايضا بأن الدولة قد خصصت الارض بحسن نية. ولكنها محبطة من هذا السلوك منذ ذلك الحين. “أنا غاضبة لأنه خلال كل هذهالسنين لم يجدوا أي طريق قانونية للشرعنة. أنا اشعر أن الدولة لم تتحملالمسؤولية وأننا نحن من ندفع الثمن“.   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى