ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم نير حسون – بعد ايام من الهدوء سلسلة مناسبات قد تشعل من جديد مواجهات في القدس

هآرتس – بقلم  نير حسون – 4/5/2021

الايام العشرة الاخيرة في شهر رمضان ويوم القدس في الاسبوع القادم والاحتجاج على اخلاء عائلات في الشيخ جراح – كل ذلك يزيد اليقظة في مدينة القدس. الشرطة قامت بابلاغ نشطاء الحرم بأنه سيتم اغلاق الحرم امام دخول اليهود في الايام القريبة القادمة “.

بعد مرور اسبوع على رفع حواجز الشرطة من منطقة باب العامود وبعد بضعة ايام من الهدوء النسبي في المواجهات بين رجال الشرطة وبين الفلسطينيين في المنطقة، فان التوتر في شرقي المنطقة عاد الى الازدياد. سبب ذلك هو الخوف من دخول المستوطنين الى بيوت في حي الشيخ جراح بعد أن تعرضت عائلات فلسطينية كثيرة في الحي الى سلسلة من القضايا القانونية واصبحت معرضة لخطر الاخلاء الفوري من بيوتها. وهناك حوار حذر في الموضوع في الشبكات الاجتماعية وفي الشارع. ومؤخرا قامت الشرطة بتفريق مظاهرات بالقوة في الحي واعتقلت عدد من المتظاهرين. في احدى المظاهرات مساء أول أمس اصيب يهودي من سكان المدينة بحجر القي على رأسه واحتاج الى تلقي العلاج.

ولكن هذا التوتر ليس التوتر الوحيد الذي يمكن أن يشعل من جديد المواجهات في المدينة. سلسلة المناسبات، بعضها تم الاحتفال به وبعضها سيتم الاحتفال به في الايام القريبة القادمة، تزيد اليقظة في المنطقة. أمس بدأت الايام العشرة الاخيرة في شهر رمضان والتي تعتبر أيام توتر في كل سنة. وكوسيلة حذر ابلغت الشرطة النشطاء في الحرم بأنه سيتم اغلاق الحرم امام دخول اليهود في هذه الايام، باستثناء يوم القدس الذي سيصادف في يوم الاثنين القادم، وهو يوم آخر يزيد التوتر في المنطقة بسبب “مسيرة الاعلام”، التي يقوم فيها عشرات آلاف الشباب اليهود المتدينين بالسير في شوارع البلدة القديمة، ويسيرون ايضا في الحي الاسلامي. اضافة الى ذلك، في الاسبوع القادم سيحتفل المسلمون بليلة القدر، التي فيها حسب التقاليد نزل القرآن على النبي محمد، والتي فيها يجتمع كل سنة مئات آلاف المصلين في الحرم. ايضا اعلان الرئيس محمود عباس عن تأجيل الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني يزيد التوتر.

النصف الاول من شهر رمضان تميز بقرار الشرطة اغلاق الدرج الذي يؤدي الى باب العامود بالحواجز، الذي اعتاد مئات الفلسطينيون على الجلوس عليه في ليالي شهر رمضان. هذه الخطوة التي تم تفسيرها بالرغبة في تنظيم حركة المشاة الذي يدخلون الى البلدة القديمة اثارت الغضب في شرقي القدس، ونسب لها كثيرون المواجهات التي حدثت مؤخرا في المكان. على مدى عشرة ايام استخدمت الشرطة خراطيم المياه العادمة والفرسان وقنابل الصوت، وقامت باعتقال الكثير من الفلسطينيين المحتجين. في عدد من الحالات تم توثيق رجال الشرطة وهم يقومون بضرب شباب فلسطينيين بلا سبب. في المقابل، حدث عدد من المهاجمات لفلسطينيين ضد يهود وبالعكس، حيث وصلت ذروة التوتر في المظاهرة التي اجرتها جمعية اليمين المتطرفة لاهافاه في شوارع المدينة.

في الاسبوع الماضي قرر المفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي، رفع الحواجز وفتح الدرج. هذا القرار اعتبر انتصار كبير للشارع الفلسطيني في القدس. فرحة الانتصار ورفع الاعلام الفلسطينية في المكان أدت الى استمرار الاحتكاك مع الشرطة، لكن هذه استبدلت مؤخرا بمهرجانات رمضان الشعبية. في المقابل، بلدية القدس بدأت بتنظيم مهرجانات ثقافية في المكان سعيا الى تهدئة النفوس.

مع ذلك، الى جانب الاحتفالات سمعت مؤخرا ايضا دعوات لتوسيع النضال الشعبي واستغلال زخم الانتصار في موضوع الحواجز من اجل الدفع قدما بقضايا اخرى توجد على أجندة سكان شرقي القدس. دعوات مشابهة سمعت ايضا بعد المواجهات حول البوابات الالكترونية التي تم وضعها على مداخل الحرم في 2017. وبعد أن اضطرت اسرائيل الى ازالة هذه البوابات ظهرت دعوات الى استخدام الاحتجاج الشعبي الذي تبلور بهدف الاحتجاج ضد هدم البيوت واخلاء عائلات من احياء في شرقي القدس لصالح المستوطنين.

ولكن هذه المحاولة في ذلك الحين فشلت، والاحتجاج لم يتجاوز حدود البلدة القديمة والمطالبة بالدفاع عن الوضع القائم في المسجد الاقصى. مؤخرا في الشيخ جراح يبدو أن محاولة توسيع الاحتجاج تنجح بشكل قليل. في يوم السبت تظاهر في المكان نشطاء عرب من أم الفحم ومن اماكن اخرى ضد اخلاء العائلات. وفي صباح أول أمس نشرت دعوات من اجل المجيء الى الشيخ جراح بعد صلاة المغرب في المسجد الاقصى، والمئات استجابوا وجاءوا للاحتجاج في الحي.

في موازاة ذلك، جرت أول أمس في المحكمة العليا جلسة استماع حول طلب الاذن بالاستئناف، قدمته اربع عائلات من الشيخ جراح ضد اخلاء بيوتها لصالح المستوطنين. القاضية دفنه براك ايرز ضغطت على الطرفين من اجل التوصل الى اتفاق بروح الاتفاق الذي عقد بين السكان وجمعيات اليمين في الثمانينيات. الاتفاق في حينه تضمن اعتراف الفلسطينيين بملكية اليهود على البيوت، وفي المقابل اعترف المدعون بالسكن المحمي للفلسطينيين هناك. أي أنه لا يمكن اخلاءهم حتى موت السكان الاصليين.

الاتفاق الحالي كان يمكن أن يشمل بنود مشابهة – اعتراف الفلسطينيون بملكية اليهود على البيوت مقابل الاعتراف بحق سكنهم المحمي. هذا الاتفاق يمكن أن يؤجل عمليات الاخلاء المتوقعة، لكنه سيعزز على المدى البعيد سيطرة اليهود على الحي. القاضية براك ايرز طلبت من الطرفين محاولة التوصل الى تفاهمات حتى يوم الخميس القادم. ولكن محاولات النقاش بين المحامين للطرفين لم تنجح حتى الآن ويبدو أنه لم يتم التوصل الى اتفاق. في يوم الخميس ستبت براك ايرز في مسألة هل ستسمح للفلسطينيين بالاستئناف على قرار المحكمة المركزية لاخلائهم من بيوتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى