ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم نير حسون – اياد الحلاق اخترق جدران اللامبالاة الاسرائيلية ، وسبب ذلك ليس لطيفا

هآرتس – بقلم  نير حسون – 22/10/2020

بدون الاحتجاجات يمكن الافتراض بأن قتل اياد الحلاق ايضا كان سينتهي بدون تقديم للمحاكمة – على شاكلة حالات اخرى لفلسطينيين اطلقت النار عليهم بدون تشكيلهم أي خطر. وتحويل الحلاق الى رمز تحقق فقط لأنه كان عاجزا تماما “.

اياد الحلاق لم يفهم، ولم يكن قادرا بصورة مطلقة على أن يفهم، لماذا يلاحقه رجال الشرطة الى غرفة القمامة التي تقع قرب باب الاسباط في صباح يوم 30 أيار. فعليا، ابناء عائلته قالوا إنه لم يكن يعرف أنه يوجد في العالم يهود وعرب ونزاع بينهم. ولم يكن يعرف ماذا يعني شرطي وما هو السلاح.

حسب قسم التحقيقات مع رجال الشرطة فان كاميرات الحماية المركبة في غرفة القمامة لم توثق ما حدث. التحقيق اظهر أنه في اليوم السابق للحدث قام أحد العمال بفصل الكهرباء عن الكاميرا. ولكن بيان قسم التحقيقات مع رجال الشرطة والذي نشر أمس يتوافق مع شهادة معلمة في مدرسة اياد، وردة أبو حديد، التي هربت هي ايضا الى غرفة القمامة عندما سمعت اطلاق النار في الشارع. “لقد صرخت على رجال الشرطة: إنه معاق. والذين سألوا: أين المسدس، أين المسدس. أبو حديد اجابت: أي مسدس”. الحلاق حاول النهوض، كما يبدو من اجل الاشارة الى أبو حديد وأن يشرح لهم بأنها تعرفه أو التوجه اليها طالبا المساعدة. الشرطي الشاب من بينالاثنين اعتبر ذلك حركة تشكل خطرا فأطلق النار عليه وقتله. أمس اعلن قسم التحقيقات مع الشرطة بأنه ينوي تقديم الشرطي للمحاكمة لتسببه بالقتل برعونة، مع مراعاة الاستماع.

إن حادثة اياد الحلاق ليست حادثة استثنائية. الامر غير الاستثنائي هو بالتحديد التحقيق السريع نسبيا وقرار تقديم الشرطي للمحاكمة. وحسب منظمة “بتسيلم”، خلال فترة تزيد قليلا عن السنتين كانت هناك 11 حادثة اطلقت فيها النار على فلسطينيين وقتلوا على أيدي قوات الامن رغم أنهم كانوا في حالة هرب ولم يشكلوا أي خطر، معظمهم اطلقت النار على ظهورهم، ولم يقدم في أي من هذه الحالات أحد من مطلقي النار، من الجنود أو من رجال الشرطة، للمحاكمة.

الحلاق لم تطلق النار عليه بسبب أنه متوحد، بل اطلقت النار عليه لأنه فلسطيني. مصيره حسم عندما تم تشخيص سلوكه مثل سلوك خطير، والشرطي صرخ في جهاز الاتصال بأن الامر يتعلق بمخرب. يمكن بالتأكيد الافتراض بأن قتل الحلاق ايضا كان سينتهي بدون تقديم للمحاكمة لولا الصدى الجماهيري الذي رافق هذه الحادثة. الحلاق ليس فقط اخترق جدران اللامبالاة الاسرائيلية، بل تحول ليصبح رمز. الى جانب “بيبي الى البيت” و”اذهب الى السجن” – “العدالة لاياد”، كان احد الشعارات المشهورة جدا في المظاهرات الجماهيرية امام بلفور. رمز الحلاق، أيدي تمسك بمزهرية صغيرة، جزء من صورته في نشاطات العناية بالحدائق في المدرسة التي كان يتعلم فيها، تم رسمها على لافتات كثيرة.

السؤال المهم هو لماذا بالذات اياد الحلاق اخترق جدران لامبالاة الجمهور الاسرائيلي ووسائل الاعلام الاسرائيلية. الجواب ليس لطيفا. الحلاق هو حالة مريحة، مريحة جدا. فعجزه لكونه طفل في جسد شخص بالغ، نجح في جعل الجمهور الاسرائيلي يرى انسانيته. ايضا نحن، مثل الحلاق نفسه، يمكننا أن لا نميز بين اليهود والعرب. ولكن خلافا للحلاق، نحن ننجح في القيام بذلك في حالات نادرة جدا.

فقط عندما تكون الضحية عاجزة بما فيه الكفاية لاستبعاد أي احتمال حتى من الناحية النظرية بأن يكون لديها نوايا خبيثة، فقط في حينه ننجح في رؤيته من خلف التصنيفات القومية له. في غرفة الحلاق لم يكن بالامكان ايجاد حتى الدليل الضعيف على شكل نسخ من صحيفة “اسرائيل اليوم” التي تم اكتشافها في غرفة يعقوب أبو القيعان. إن الصراخ المبرر في قضية الحلاق يكشف الصمت المدوي في جميع القضايا الاخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى