هآرتس – بقلم نيتع احيطوف – لماذا يستهزئون بازرق ابيضطوال الوقت
هآرتس – بقلم نيتع احيطوف – 30/9/2020
“ ربما حان الوقت للفطام من الانجذاب لسياسة السكاكين الدموية والسماحلسياسة لطيفة ومعتدلة ومترددة وكذلك ايضا اعتذارية، لكنها مدفوعة (هذا هوالامر المهم) بنوايا حسنة وتسعى الى تحسين الوضع – ولتطل من بين الشكوكالقليلة التي لا تزال تتركها الوقاحة الاستبدادية “.
في جلسة الحكومة يوم الاربعاء، على بعد خطوة من بدء الاغلاق، القىوزير العلوم والتكنولوجيا من ازرق ابيض، ياي يزهار، خطاب غير عادي. فقدعدد اخفاقاته واخفاقات اصدقاءه في الحكومة وقال إنه يجب عليهم أنيصغوا اكثر الى المهنيين. في نهاية الاسبوع نشرت في “ملحق هآرتس” مقابلة اجراها نير غونتاج مع وزيرة شؤون المساواة الاجتماعية من ازرقابيض، ميراف كوهين. هذه مقابلة كلها اعتذار وطلب للصفح عن الاثم. “أنااريد طلب العفو ممن خاب امله من دخولنا الى هذه الحكومة. من الواضح ليأن هناك الكثير من الاشخاص الذين خيبنا املهم. أنا اطلب العفو وأريدالتوضيح بأن هذا تم على حسابه لأن البديل كان اكثر سوء“، قالت كوهين.
بعد انتهاء عيد الغفران نشر وزير السياحة من ازرق ابيض، اسافزمير، منشور اعتذار في الفيس بوك كتب فيه: “هذه حقا حكومة يصعبالعمل فيها، لكننا عرفنا ذلك قبل انضمامنا، وبوصلتنا الداخلية ما زالتمتوجهة نحو الداخل، داخل هذه الفوضى، على الاقل كي يكون الامرمتزن… مع ذلك، بعد نصف سنة أنا اريد طلب العفو لأن النوايا في جهةوالنتائج في جهة اخرى. مهما كانت النوايا حسنة فان النتائج بعيدة عن أنتكون مرضية“.
يمكن أن يتلاشى ازرق ابيض في الانتخابات القادمة. ولكن يجبالتساؤل، اذا كانت ستنقضي معه ايضا المحاولة الحقيقية لاستخدام سياسةاقل عنف وأقل تقيد بالشعارات، سياسة ليس بالضرورة مدفوعة بالغروروالاعتبارات النفعية. سياسة في جوهرها، عفوا على ذلك، مصلحة المواطنين.
من الجدير أن نلفت الانتباه الى الاجماع المحيط بوزراء ازرق ابيض: من اليمين يهاجمونهم لأنهم ساذجين، لا يوجد لهم عمود فقري، ضعفاء مقابلبيبي الصلب، لهذا هم لا يناسبون السياسة الاسرائيلية؛ مثلا هم يظهرونمثل لصوص اصوات انتهازيين؛ في الوسط يهاجمونهم لأنهم “لا يتمتعونبالاشتباكات والمعارك مع رئيس الوزراء ومبعوثيه العنيفين“، مثلما قال عضوالكنيست عوفر شيلح (يوجد مستقبل) عن بني غانتس في مقابلة مع رفيتهيخت (“هآرتس“، 16/4).
هذا يذكر بـ “التفوق الذي يحظى به دعاة حماية البيئة“، يتهمونهمبالسطحية والضعف، وبالاساس بأنهم لا يفهمون قواعد لعب “الكبار“، اربابالمال والسلطة، أو طبيعة الانسان الذي فقط يريد الشر، ويريد التدميروالخراب. ولكن رجال البيئة وربما ايضا رجال ازرق ابيض، بالضبط يعرفونجيدا، لكنهم رغم الفهم يحاولون الدفع قدما بجوانب اخرى من الانسانية.
صحيح انه في هذه الاثناء فان يد السياسة الوقحة وغير المعقدة وغيرالمصقولة لدونالد ترامب وبنيامين نتنياهو في هذه الايام هي اليد العليا. ولكنازمة الكورونا تثبت أن هذا العنف الذي هو ربما يكون مناسب لحواراتتلفزيونية وتغريدات في تويتر، يتلقى فشل ذريع في ادارة الازمات. ربما حانالوقت للفطام من الانجذاب لسياسة السكاكين الدموية والسماح لسياسةلطيفة ومعتدلة ومترددة وكذلك ايضا اعتذارية، لكنها مدفوعة (هذا هو الامرالمهم) بنوايا حسنة وتسعى الى تحسين الوضع – ولتطل من بين الشكوكالقليلة التي لا تزال تتركها الوقاحة الاستبدادية.