ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم نوعا لنداو – لا غانتس ولا ترامب ، المفتاح للضم كان وسيبقى في يدي نتنياهو

هآرتس – بقلم نوعا لنداو  – 26/4/2020

الاتفاق الائتلافي يسمح لنتنياهو بالاعلان عن الضم في شهر تموز، لكن ايضا يمكنه تجاهله مثلما فعل حتى الآن. سيل الادانات في الايام الاخيرة يوضح بأن موقف العالم لم يتغير “.

في نهاية فترة انتظار، وبمناسبة الانتخابات التي ترفض الانتهاء، اعطى في الاسبوع الماضي بني غانتس الاشارة لفتح سلسلة حملات ضد الضم. هذا بعد أن تبين أنه في الاتفاق المكتوب بين ما تبقى من حزبه وبين الليكود توجد احتمالية عرض قانون لضم اسرائيلي رسمي في شهر تموز القادم.

البند 28 في الاتفاق يخفي ذلك بزخرفات كلامية: “رئيس الحكومة ورئيس الحكومة البديل سيعملان معا وبصورة منسقة من اجل الدفع باتفاقات سلام مع كل جيراننا”. ايضا “في كل ما يتعلق باعلان الرئيس ترامب”. ولكن رغم هذا النص عديم المعنى لكلمة “سلام” فان البند 29 واضح – بدء من تموز يستطيع رئيس الحكومة أن يقدر للنقاش ” الاتفاق الذي سيتم التوصل اليه مع الولايات المتحدة بشأن فرض السيادة”. وعلى ازرق ابيض يمنع اعاقة الاقتراح في اللجان. صيغة قانون الضم تحتاج الى مصادقة نتنياهو، الامر الذي يمنحه القوة في البت هل سيكون هناك ضم، واذا كان فكيف سيكون ذلك – ويمكنه ايضا من أن يتخلى عن الفكرة لاحقا. ولكن من ناحية مبدئية، الحكومة القادمة بالتأكيد لا تستبعد هذه الاحتمالية تماما.

الاتفاق الذي وقع بين ازرق ابيض وبين بقايا حزب العمل هو اتفاق اكثر غرابة. المباديء السياسية فيه هي: 1- اعادة جثث الجنود والمدنيين المحتجزين في غزة “كشرط مسبق لكل اتفاق أو مشروع أو تسوية تتعلق بقطاع غزة”. 2- وضع اجندة جديدة امام حماس” و”اعادة الردع الاسرائيلي امام منظمات الارهاب”. 3- “الطرفان سيعملان معا للحفاظ على اتفاقات السلام وعلى الاتفاقات الامنية والسياسية لدولة اسرائيل”. الوزير المستقبلي ايتسيك شمولي قال إن الصياغة الاخيرة ستمنع فعليا الضم لأنه في الغور خطوة كهذه ستخرق الاتفاق مع الاردن. هذا ظهر كتبرير ضعيف ازاء الغوص في تفاصيل التفاصيل في باقي البنود، مثل البند الذي يتناول الدفع قدما لقانون التخليد الرسمي لذكرى بيرل كتسنلسون، وهي بادرة حسن نية رمزية مناسبة، حيث أن كتسنلسون أيد “تبادل السكان”، أي ترانسفير للفلسطينيين.

إن اطلاق صفقة القرن خلقت تشويش معين. “خطة السلام لترامب عملت على شرعنة ضم جميع المستوطنات ومنطقة اخرى حولها، لكن رئيس الولايات المتحدة اوضح بأنه يجب على اسرائيلي أن تفاوض بصورة متوازية مع الفلسطينيين والحفاظ لدولتهم المستقلة على المنطقة المتبقية. ايضا صهر الرئيس، غارد كوشنر، الذي ترأس الطاقم المسؤول عن الخطة، برد حماسة المستوطنين من الضم في عدة مقابلات استهدفت تهدئة العالم العربي. نتنياهو نفسه تلقى ضربة من البيت الابيض عندما سارع الى التبجح بالمصادقة الفورية على الضم وتلقى ضوء احمر. كما هو متوقع، وبضغط من السفير الامريكي في اسرائيل، دافيد فريدمان، حصل رئيس الحكومة على جائزة ترضية على شكل لجنة مشتركة اسرائيلية – امريكية ستبدأ برسم الخرائط استعدادا للضم المستقبلي. اللجنة تم تشكيلها حقا واعضاؤها التقوا عدة مرات. ليس واضحا حتى الآن كم تقدمت في عملها، لكن تسريبات عن نشاطها يتم تسريبها لوسائل الاعلام المتماهية مع المستوطنين من اجل الاشارة اليهم بأن الموضوع لم يتم نسيانه.

رد المجتمع الدولي على الخطة انقسم الى قسمين: في البداية دعم مبدئي لتحريك العملية السياسية. وبعد ذلك ادانة مركزة للضم. منذ ذلك الحين انتظر العالم بهدوء التطورات وغانتس كان هو الاول الذي وفر له ذلك. عند نشر الاتفاق الائتلافي قبل النقاش الدائم في الامم المتحدة على اسرائيل والفلسطينيين، جاء يوم الخميس وابل من الادانات الاشد من سابقاتها. وزير الخارجية للاتحاد، جوزيف بوريل، بريطانيا، المانيا، فرنسا، ايرلندا ودول اوروبية اخرى، عرضوا موقف واضح ضد كل ضم أحادي الجانب، وسفير فرنسا في الامم المتحدة اعطى اشارات لتداعياته على العلاقات مع اسرائيل عندما صرح بأن “خطوة كهذه لن تمر بصمت”. في عدد من الدول يفحصون الآن ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها في حالة نفذت اسرائيل الضم الفعلي.

كالمعتاد، الادانات لم تحظ باهتمام واسع. وحقيقة أن الولايات المتحدة ناقشت مع اسرائيل عملية الضم هي النبأ الهام، نبأ الشخص الذي عض كلب. وموقف باقي العالم يثير اهتماما أقل. ربما أن الكورونا سيطرت على الخطاب، وربما أن اوروبا الجريحة التي لا تنجح في الوصول الى اجماع في شؤون السياسة الخارجية، اصبحت غير ذات اهمية في نظر الاسرائيليين، وربما أن التوبيخات الدبلوماسية من نوع “نحن ندين بشدة”، استنفدت نفسها. في هذا السياق يجدر التذكير بأن التأخير في اخلاء قرية الخان الاحمر الفلسطينية لا ينبع فقط من نزوة لنتنياهو، مثلما يعتقد عدد من رجال اليمين بالخطأ. القرية هي دليل على أن العالم بالتأكيد يمكنه ممارسة ضغط ناجع على اسرائيل عندما يريد.

الى جانب الحملة الدبلوماسية، ايضا في اسرائيل بدأت الجمعيات في أن تزيد قبل تموز نشاطها ضد الضم. هذه المنظمات منقسمة الى معسكرين، الذين يعتقدون بأن الضم قد حدث على الارض وقانون رسمي سيكون فقط مصادقة خطيرة بحكم القانون؛ والذين يعتقدون بأن الضم سيكون حد فاصل سينهي نهائيا حل الدولتين. الطرفان يوجدان في شرك: اذا مر الضم فعلى ماذا سيكون الصراع على الارض في اليوم التالي. هل على حقوق متساوية للفلسطينيين في دولة واحدة؟.

غانتس نفسه نشر هذا الاسبوع رسائل بموجبها فهم أن الولايات المتحدة لن تسمح بالضم. لذلك اضيفت كما يبدو  اقوال وزير الخارجية الامريكي بومبيو، الذي أوضح بأن الامر يتعلق بـ “قرار اسرائيلي”. من الواضح للجميع أن الولايات المتحدة لن تفرض الضم على اسرائيل، وبعد أن أوصى ترامب بحقن مواد التنظيف ضد الكورونا، يجب التشكيك في أنه يوجد لديه أي موقف ثابت حول أي موضوع. مفتاح الضم كان ولا يزال لدى نتنياهو. بقي فقط أن نعرف هل سيذيبه مثلما فعل حتى الآن، حيث سيكون غانتس في دور الذريعة المناوبة أم أنه في هذه المرة الانذار هو حقيقي؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى