ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم نوعا لنداو – بيبي ينتظر بايدن

هآرتس – بقلم  نوعا لنداو – 21/8/2020

على الرغم من الصداقة الحميمة بين نتنياهو وترامب إلا أن انتخاب جو بايدن لن يكون أمر فظيع بالنسبة لشخص مثل نتنياهو يعرف السياسة الامريكية. وحتى اللوبي الصهيوني سيكون عليه من الاسهل التعامل مع شخص متوقع، خلافا لترامب “.

بالضبط قبل سنتين وبعد وقت قصير من احتفال نقل السفارة الامريكية الى القدس، بالضبط عندما ظهر أن العلاقات بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الامريكي دونالد ترامب في ذروة مجدها، همس شخص ما حينها في محادثات مغلقة في اللوبي المؤيد لاسرائيل “الايباك”، بأن ادارة ترامب ليست بالضرورة بشرى رائعة جدا لحكومة نتنياهو.

“ترامب هو شخص غير متوقع. فهو لم يترعرع في مصنع السياسيين الامريكيين التقليدي، وهو ليس أحد ابناء البيت في ايباك، ومن يؤثر عليه في واشنطن اكثر هو اللوبي المسيحاني الافنغلستي. نتنياهو سيضطر الى مدحه والحذر منه في نفس الوقت، وهذا لن يكون أمرا سهلا”. لقد صدقت هذه النبوءة. قضية طائرات اف35، سواء حدثت أم لا، هي فقط المثال الاخير على التعقيد المخيف في العلاقة.

خلال الفترة السابقة لترامب في البيت الابيض حاول نتنياهو كل ما في استطاعته لخلق صورة من الصداقة الحميمة والوثيقة، غير القابلة للاهتزاز. ولكن الواقع لم يكن دائما بسيطا مثل الشعارات.

من وراء الكواليس مرات كثيرة فاجأ ترامب نتنياهو بتصريحات وطلبات غير متوقعة، تناقض سياسته المعلنة، والامر احتاج الى بذل جهود كثيرة لسفير الولايات المتحدة في اسرائيل، دافيد فريدمان، والسفير الاسرائيلي في الولايات المتحدة، رون ديرمر، من اجل كي جميع التجعدات والوصول الى صورة افضل.

في المؤتمر الصحفي المشترك الاول بين الاثنين في 2017 كان من الواضح كيف أن ننتنياهو، الخبير في تقديم صفحة الرسائل، التزام بالسيناريو الذي أعده مسبقا، في حين أن ترامب، الفنان في اطلاق الرصاص من الكم، أدخله في ورطة امام العدسات.

في بث مباشر قال له ترامب “الطرفان سيضطران الى التنازل، أنت تعرف هذا جيدا”. وطلب منه “أن يكبح قليلا المستوطنات”، واوضح ايضا بأنه رغم أن الامر لا يهمه، سواء كان في نهاية المطاف دولة واحدة أو دولتين في منطقتنا، مع ذلك يبدو له أن حل الدولتين “سيكون هو الاسهل” من بين الحلين. وهذه تصريحات جعلت نتنياهو يضحك بشكل محرج الى جانبه وكأن ما قيل هو نكتة.

منذ ذلك الحين كان هناك الكثير من هذه الاحداث العلنية، خاصة اللقاء في الامم المتحدة الذي فيه اوضح ترامب امام العدسات بأن حل الدولتين هو الحل المفضل عليه، مثلما تبين في النهاية، في مقابلات قال فيها إن “المستوطنات تعقد بدرجة كبيرة، ودائما عقدت عملية صنع السلام”. حتى عن الهدية التي اعتبرت الهدية الاكبر التي قدمت لنتنياهو والتي تم تسويقها كهدية شخصية حتى، نقل السفارة الامريكية، قال ترامب في الاسبوع الماضي بأنه فعل ذلك من اجل الافنغلستيين “المتحمسين لذلك أكثر من اليهود”.

حتى نتنياهو نفسه كشف بين حين وآخر بصورة خاطفة عن الصعوبات. مثلا عندما في زيارته الى ليطا قال في الاحاطة للمراسلين بابتسامة بأن “الدفع قدما بصفقة القرن لا يرى أنه أمر مستعجل”. صياغة بنود الصفقة احتاجت من نتنياهو طاقة كبيرة كان من ناحيته يفضل أن لا يبددها، لكن في نهاية المطاف ايضا خطة الدولتين لترامب نجح في بيعها للقاعدة اليمينية مثل شراب الليمون الحلو بمساعدة مناورة الضم.

صفقة طائرات اف35 التي ستباع، أو لا تباع، لاتحاد الامارات هي نظرة اخرى لهذه الصعوبات التي جرت في الغالب من خلف الكواليس، حيث أن نتنياهو مقيد: هو لا يستطيع أن يهاجم صديقه ترامب بشكل علني ولا بأي حال من الاحوال. كل شيء يجب حله بهدوء.

من التفاصيل والشهادات المعروفة حتى الآن يبدو أن اتحاد الامارات والولايات المتحدة ضغطتا على اسرائيل لفترة طويلة من اجل الموافقة على الصفة. وهذا ما يتضح ايضا من اقوال وزير خارجية الامارات وكذلك من حقيقة أن نتنياهو اهتم بنشر توثيق طويل ومفصل على معارضته.

لماذا جرت كل هذه اللقاءات بهذا الشأن؟ لأنه كان هناك ضغط امريكي. الآن يتبين أنه سواء اعطى نتنياهو موافقته بالصمت أم لا، فان ترامب بالضرورة لم يراهن عليه. “بالتأكيد توجد لديهم الاموال للدفع مقابل ذلك”، قال أمس الرئيس بعيون لامعة، “هم يريدون شراء طائرات اف35، ويبدو أن هذا هو ما سيحدث، هذا الامر تحت الفحص”.

على ضوء كل ذلك وغيره يمكن بالتأكيد أن نتخيل سيناريو فيه بهدوء تام، في الليل قبل النوم، نتنياهو ينتظر في الخفاء جو بايدن. المرشح للرئاسة من قبل الحزب الديمقراطي ونائبته المرشحة كمالا هاريس، هما أسهل بكثير ازاء الاعيب الايباك، ولديهما سجل موثوق في دعم عام لاسرائيل.

صحيح أنهما لن يسحبا بادرات حسن نية ضخمة من اكمامهما مثل سفارات جديدة، وصحيح أن يوجد لهما جناح انتقادي جدا تجاه اسرائيل في الحزب، ضمن امور اخرى، بسبب وقوف نتنياهو الى جانب ترامب الذي خلق معسكر مناهض، ولكنهما أكثر مؤسساتية بكثير ومتوقعون ويسهل العمل معهما.
بشكل خاص بالنسبة لمن يعرف السياسة الامريكية مثل نتنياهو، اذا بقي بعد الانتخابات، واذا تم انتخاب بايدن، لن يكون الامر فظيع جدا بالنسبة له مثلما كان يريد أن يظهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى