ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم نوعا لنداو – النزهة العربية التي كشفت الحقيقة

هآرتس – بقلم  نوعا لنداو – 9/2/2021

في هذه الايام التي فيها المجتمع العربي في اسرائيل يتم السعي وراءه اكثر من أي وقت مضى من قبل المحرض السابق ضدهم، بنيامين نتنياهو، يجب القول شكرا للبنى وعائلتها الذين تحلوا بالشجاعة بما فيه الكفاية من اجل مساعدتنا في اعادة رؤية المناطق وما يحدث فيها باسمنا وبأموالنا “.

عائلة عربية في اسرائيل قامت بنزهة في الغابة. الأم والأب والجد والجدة والاولاد. فجأة جاء مواطن اسرائيلي مسلح مع اصدقائه وطلب منهم مغادرة المكان. لماذا؟ لأن كل شيء هو له. أين كتب ذلك؟ اجاب: في التوراة. وعندما رفضوا بدأ يأخذ اغراض الاولاد ويسكب مياه الشرب على المنقل الذي قاموا باشعاله وصمم على أن يغادروا. الأم والجد غضبوا. الأب الذي كان يحمل الطفلة حاول الفصل بين الرجل المسلح وبين عائلته من خلال الطلب من زوجته أن تهدأ من اجل الاولاد.

هذه الحادثة التي تم تصويرها ونشرها أول أمس في صفحة الأم في الفيس بوك، لبنى عبد الهادي، هي حادثة مثيرة للغضب ومربكة. منذ متى يهدد يهود مسلحون بهذا الشكل عائلة عربية في حضن الطبيعة؟ أين الشرطة؟ العائلة تصمم في الفيلم أمام المهاجمين: نحن اسرائيليون مثلكم، ومسموح لنا أن نكون هنا. اجاب أحدهم: “أنتم عرب وليس اسرائيليين. لقد عملنا معكم معروف في أننا أبقيناك”. وطلب منهم ايضا “العودة الى الناصرة”.

العقل يرفض استيعاب هذه الحادثة، الى أن يتبين موقع المشهد، المواطنون هم مستوطنون، الأم وعائلتها من الناصرة، لكن الأب الشاب هو من الخليل، المكان هو في الضفة الغربية قرب قرية جيبيا وقرب من البؤرة الاستيطانية “مزرعة تسفي” على الجهة المقابلة. وعندما يتبين لنا المشهد فجأة يبدو كل شيء منطقي أكثر. المستوطنون، الذين كان المسلح من بينهم ويعتمر قبعة منظمة “حارس يهودا والسامرة” والممولة من قبل الدولة، اعتقدوا أن العائلة فلسطينية، وببساطة فعلوا معها ما يفعلونه كل يوم في الغرب المجنون للمناطق.

هم لم يتوقعوا أن هؤلاء سيردون عليهم بلغة عبرية طليقة، هم لم يتوقعوا أن يتمسك هؤلاء بحقوقهم، ولم يتوقعوا أن يفهم هؤلاء بأن هذه منطقة لم تسجل في أي طابو، وبالتأكيد لم يتوقعوا منهم التجرؤ على التشاجر معهم. اولاد أمام بنادق. في نهاية المطاف فعل المستوطنون ما اصبح ايضا روتين: اتصلوا مع الجيش كي يقوم بالعمل الاسود بدلا منهم. العائلة استمرت بالتمسك بحقوقها، لكن الجنود لم يرتبكوا من تعقد الوضع، وقاموا بطرد العرب – الاسرائيليين بناء على طلب اليهود – الاسرائيليين، دون أن يشرحوا ودون أن يتراجعوا. لأنه هكذا تسير الامور في المناطق. “أنا لا أريد استخدام القوة الزائدة”، هدد أحد الجنود. المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي رد كالعادة بأن يتم التحقيق في الحادثة. ولكن من الذي سيقوم بالتحقيق مع المستوطنين؟.

الاسرائيليون في معظمهم لم يسمعوا عن الاحداث العنيفة في منطقة مزرعة “تسفي”، وهي بؤرة استيطانية بنيت على اراضي دولة واراضي خاصة. ايضا عندما يسمعون ذلك فانهم لا يستوعبونه حقا. فقط بفضل جرأة الأم العربية التي لديها الجنسية الاسرائيلية والتي وقفت تدافع عن حقها وقامت بالتصوير، فان هذه الحادثة الصغيرة نجحت في أن تخترق للحظة غطاء الروتين واللامبالاة. في الأدب يسمون ذلك “تغريب”. عندما يصبح الوضع المألوف “غريب” بحيلة فنية. وبهذا يجعل من الممكن اعادة فحص الواقع. هذا ما كشفه لنا وجود عائلة عربية لديها الجنسية الاسرائيلية في نزهة في المناطق: العنصرية. لم يعد هناك اسرائيليون يواجهون الفلسطينيين في حرب قومية، بل يهود أمام عرب، ببساطة. اليهود هم سادة البلاد مع بنادق، والعرب مطلوب منهم الذهاب بعيدا بحيث لا تتم رؤيتهم أو أنهم “سيساعدونهم” في ذلك.

في هذه الايام التي فيها المجتمع العربي في اسرائيل يتم السعي وراءه اكثر من أي وقت مضى من قبل المحرض السابق ضدهم، بنيامين نتنياهو، يجب القول شكرا للبنى وعائلتها الذين تحلوا بالشجاعة بما فيه الكفاية من اجل مساعدتنا في اعادة رؤية المناطق وما يحدث فيها باسمنا وبأموالنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى