ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم نوعا لنداو – الفشل الاردني لنتنياهو وخصومه

هآرتسبقلم  نوعا لنداو – 16/3/2021

التوتر الذي ساد مؤخرا في العلاقات مع الاردن هو مثال واضح علىسلوك المعارضة في اسرائيل وتعاملها مع قضايا الخارجية والامن. لأنه لايوجد أي تمايز لموقفها عن موقف نتنياهو “.

أحد الأخطاء الكبيرة للمعارضة الاسرائيلية في السنوات الاخيرة هوالامتناع عن وضع بديل واضح لبنيامين نتنياهو في مواضيع الخارجيةوالامن. ولأن سياسيين كثيرين شعروا بأنه في هذا المجال سيكون منالصعب جدا هزيمته فقد قاموا بتطبيق المثل الشعبي وقرروا الانضمام اليهبجموعهم. هكذا، قبل وقت طويل من اقتحام شعارفقط ليس بيبيلحياتنا،الذي يركز الحملة على شخص وليس على نهج، تنازل معظم خصومه عنالتميز الايديولوجي عنه في مجالات حاسمة مثل الاتفاق النووي مع ايرانوالاستراتيجية غير القائمة في قطاع غزة وتحالفات مشكوك فيها مع زعماءغير ليبراليين في ارجاء العالم.

وقد ساعدهم في ذلك بصورة غير قليلة ايضا شغف الاعلام فياسرائيل لتغطية المؤامرات السياسية، الهامشية والشخصية، الذي تفضلهوسائل الاعلام على الانشغال بأمور أوسع تتعلق بالعلاقات الدولية. علىسبيل المثال، معظم الوقت لا يمكن التمييز بين المواقف السياسية والامنيةليئير لبيد وبينها وبين مواقف نتنياهو، حتى لو قمنا باستخدام المايكرسكوب،لا سيما في السنوات التي حرص فيها لبيد على الادعاء مرارا وتكرارا بأنالمشكلة الرئيسية مع رئيس الحكومة هي بالاجمال الحقيقة الغامضة بأنهحدث له شيء ما“.

من اجل أن لا يظهروا، لا سمح الله، كيساريين، تنازل السياسيون عنالانتقاد الذي ليس دائما من  اللطيف اسماعه للجمهور في هذه المواضيع،لصالح تسريبات ومقابلات لشخصيات رفيعة في اجهزة الامن والخارجية،باسمهم أو بدون اسمهم، يتولون مناصبهم حاليا أو سابقين. هؤلاء يتموصفهم على الفور كموظفين يسعون الى التقويض، ومن غير المهم ما هومستواهم. واذا ما كانوا يشغلون مناصبهم يتم اسكاتهم بالتهديد بالتحقيقمعهم بتهمة التسريب، وبهذا بشكل عام يتم استنفاد النقاش العام فيالموضوع.

أحد هذه المواضيع الذي يحظى بتطرق خفيف من المعارضة، هذا فقطفي وقت ازمة عالمية وحتى في حينه بصعوبة كبيرة، هو العلاقات بين اسرائيلوالاردن. نتنياهو نسج واحتفل بتطبيع العلاقات مع دول،اتفاقات ابراهيم،لكن خبراء في اجهزة الامن والخارجية يحذرون منذ سنوات كثيرة من ازمةآخذة في الاشتداد مع الجارة الاقدم التي توجد في الشرق. قضية العناقلرجل الحراسة في السفارة في عمان واعادة الجيوب في تسوفر ونهرايمكانت فقط نقاط الغليان في الـ 25 سنة سلام الآخذ في البرود.

جوهر المشكلة، ويتفق مع ذلك الكثيرين من خلف الكواليس، هو التركيزالحصري على التعاون الامنيالاستخباري وحماية الحدود على حسابالمجال الاجتماعيالاقتصادي الذي تم اهماله بشكل كامل. اعلانات الضمصبت المزيد من الزيت على رؤوس الاردنيين المشتعلة، وايضا التأكيد علىالوصول الحر الى الحرم، المضمون الآن للاماراتيين والبحرينيين، تم اعتبارهاكتهديد للمكانة التاريخية للعائلة المالكة في الاردن. بسبب كل ذلك رد الاردنعلى العقبات التي وضعتها اسرائيل امام زيارة الامير الاردني في الحرم عنطريق تعويق رحلة الطيران الاستعراضية لنتنياهو الى الخليج.

لكن الفضيحة الاكبر هي طريقة رد نتنياهو وهي اغلاق المجال الجويالاسرائيلي أمام الطائرات الاردنية كانتقام أخذه بنفسه بدون التشاور مع الجهاتذات الصلة، مثلما كشف عن هذا الامر الصحافي بن كسبيت. اذا كان الموظفونالذين تسلموا التعليمات لم يرفعوا العلم الاسود الذي رفرف فوقها فان ذلك كانسيشكل خرق واضح لاتفاقات السلام. جواب نتنياهو على سؤال اييلا حسون فيهذا الشأن كان متغطرسا ومتعاليا: “الاردن بحاجة الى علاقات ليس أقل منا،قال نتنياهو ضاحكا.

قبل اسبوع على الانتخابات المصيرية لا يبدو أن المعارضة تنقض علىهذه القضية، باستثناء عدة ردود خفيفة سيتم نسيانها في الغد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى