ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  نوعا لنداو – الرد الجبان لبينيت ..!

هآرتس – بقلم  نوعا لنداو – 31/8/2021

” بينيت يقوم باستنساخ سلوك نتنياهو المنافق. وبدلا من ذلك كان يجب عليه أن يقوم باستغلال هذه الفرصة وقول الحقيقة للجمهور وهي أنه لا يوجد امامنا أي سبيل لتجاهل السلطة الفلسطينية لأن الفلسطينيين يعيشون داخلنا ومعنا والى جانبنا، وسيبقون هكذا دائما. لذلك يجب علينا البحث عن حل للنزاع وعدم الهرب منه. ولكن بينيت غير قادر على فعل ذلك لأنه أسير لقاعدته المتخيلة “.

بعد 12 سنة من حكم نتنياهو ما زالت اسرائيل تعاني من المرض العام الذي ورثها اياه: أن يفعل شيء والادعاء علنا بخصوصه دون أن يرف له جفن، أن يفعل بالضبط عكس ذلك. مثلما هو مسموح لنتنياهو باجراء اتصالات حول تشكيل حكومة مع “راعم”، لكن في المقابل أن يضلل الجمهور بكذبة أن الامر يتعلق بـ “بمؤيدين للارهاب” غير مسموح الزواج معهم، هكذا ايضا الاتصالات الجارية، التي تديرها اسرائيل بدون توقف مع جيرانها في السلطة الفلسطينية، هي من جهة حقيقة قائمة ومن جهة اخرى طابو سياسي. في اسرائيل 2021 اصبح من المنطقي جدا اجراء مفاوضات علنية مع حماس، وحتى تجنيد الاموال من اجلها. ولكن، لا سمح الله، أن نكشف لأحد ما بأننا في الحقيقة نتحدث ايضا مع محمود عباس.

اللقاء العلني الذي اجراه وزير الدفاع، بني غانتس، مع الرئيس الفلسطيني في رام الله، رغم أنهم لم يتجرأوا على نشر أي صورة منه، استهدف أن يفكك بدرجة معينة التحايل الذي تجذر في الرأي العام الاسرائيلي والذي بحسبه لا يوجد وممنوع أن يوجد أي حوار مع السلطة الفلسطينية. والحقيقة بالطبع هي عكس ذلك. فالعلاقات فعليا بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وهي علاقات القوة غير المتساوية بالطبع، هي وثيقة اكثر من أي وقت مضى على مستوى القيادة وعلى المستوى الميداني. 

في نهاية المطاف لا توجد أي احتمالية للعيش معا في هذا الفضاء دون تعاون بهذا المستوى أو ذاك، على الصعيد الامني والاقتصادي والاجتماعي، في كل مجالات الحياة. توجد لحكومات اسرائيل مصلحة مستمرة وواضحة ايضا في السيطرة على السلطة ومنع انهيارها ايضا. بعد سنوات صمم فيها نتنياهو على اخفاء هذه العلاقات بقدر الامكان، من خلال القاء اساس الانشغال بذلك على وزارة الدفاع أو وزارة المالية (هل هناك أحد ما زال يتذكر موشيه كحلون؟)، الحكومة الجديدة تفعل الآن الامر المفهوم ضمنا وتخرج مرة اخرى هذه العلاقات من الصندوق. فقط هكذا سيكون بالامكان مقاربة المشكلة الاساسية التي خلقتها الحكومة السابقة وهي تعزيز حماس على حساب السلطة الفلسطينية.

بنفس القدر الذي فيه هذه الخطوة هي معقولة ومرغوبة جدا، وتعكس واقع كل عاقل يعرف أنه لا يمكن التملص منه، هكذا يأتي رد بينيت الصبياني بشكل خاص على هذه الاحداث مخيب للآمال: “اللقاء بين بينيت وأبو مازن تمت المصادقة عليه مسبقا من رئيس الحكومة. الحديث يدور عن لقاء موضوعه قضايا جارية لجهاز الامن مقابل السلطة الفلسطينية. لا توجد عملية سياسية مع الفلسطينيين ولن تكون ايضا”. الترجمة هي: “أنا رئيس الحكومة، وأنا الذي أصادق على الامور. لقد تحدثنا مع أبو مازن فقط حول مسائل امنية، الامن هو أمر هام، التحدث عن الامن مسموح. اذا يجب أن لا تقلقوا، نحن لا نتحدث معهم، لا سمح الله، ولن نتحدث معهم الى الأبد، عن السلام”. 

بينيت هو رئيس حكومة، الذي بصورة استثنائية كان يجب أن يكون معفي من التزلف الشعبي لقاعدته. وذلك لسبب بسيط وهو أنه لا توجد له قاعدة كهذه. هو رئيس حكومة تولى السلطة مع عدد قليل من المقاعد في اعقاب ظروف خاصة. مع ذلك، بدلا من أن يكون قائد شجاع، كما تسمح له الظروف أن يكون لو أنه فقط اراد ذلك، هو يصمم على تهدئة المصوتين غير الموجودين لديه بخصوص أمر ليس فقط أنه محتم ازاء الواقع، بل هو ايضا الامر الصحيح والجدير. 

بدلا من استنساخ السلوك المنافق لنتنياهو في هذه المواضيع، كان يجب على بينيت أن يقول الحقيقة للجمهور وهي أنه لا توجد امامنا أي سبيل لتجاهل السلطة الفلسطينية، وايضا لا يجب ذلك. هم يعيشون داخلنا ومعنا والى جانبنا، وهكذا سيكون الامر دائما. يجب علينا العثور على حل للنزاع وعدم الهرب منه. التاريخ منحني فرصة استثنائية من اجل العمل بصورة منفصلة عن الالتزامات الشعبوية. وأنا سأستغلها لصالح مستقبلنا جميعا. ولكنه غير قادر على فعل ذلك لأنه أسير لقاعدته المتخيلة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى