ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم نوعا لنداو – الاتفاق مع الامارات أخرج من الظل 25 سنة من الاتصالات الدبلوماسية الهادئة

هآرتس – بقلم  نوعا لنداو – 4/9/2020

الكثيرون تفاجأوا من التطبيع مع الامارات، لكن ليس الذين عملوا 25 سنة على بناء شبكة العلاقات بين الدولتين “.

اتفاقات التطبيع بين اسرائيل واتحاد الامارات فاجأت بصورة كاملة الكثيرين في اسرائيل، ووصفت اكثر من مرة بأنها انجاز شخصي لرؤساء الدول الذين قاموا بحياكة التفاصيل سرا فيما بينهم. ولكن مثلما في أي عملية سياسية معقدة، التي في نهايتها الزعماء يحسمون ويقطفون الثمار، فان اشخاص كثيرين وخطوات كثيرة مهدت الطريق منذ سنوات من اجل الوصول الى الاحتفال الرسمي الذي سيجري في البيت الابيض.

في الحالة الخاصة لاتحاد الامارات فان 25 سنة من الجهود الدبلوماسية الهادئة مهدت الطريق للاتفاق العلني. وخلافا للعلاقات مع الاردن ومصر، التي تجري في الغالب على أيدي جهات امنية والتي اهملت في المجالات المدنية، فانه هنا بنت وزارة الخارجية بهدوء وبطء ايضا علاقات مدنية مثمرة، موازية لتلك العلاقات الامنية. الآن حيث تحولت العلاقات بين الدولتين الى علنية فان عدد من ذوي العلاقة بهذه العمليات يمكنهم التحدث عنها بحرية اكبر.

الياف بن يمين، مدير التنسيق في مكتب مدير عام وزارة الخارجية، مسؤول عن العلاقات الخاصة بين اسرائيل وبين الدول العربية والاسلامية التي لا توجد لها علاقات رسمية معها. “كل شيء بدأ اوسلو، حيث جاء شمعون بيرس وقال لنا افتحوا الباب امام العالم العربي”، قال الياف واضاف “هناك بدأت الاتصالات. لقد بدأنا الحوارات معهم في واشنطن ونيويورك وأبو ظبي بمباركة الشخصيات الكبيرة، رويدا رويدا وبهدوء. وقد تم تشكيل طاقم خاص وكنا على الخط معهم، معظم النشاطات كانت في البداية اقتصادية من اجل أن ينمو من هناك المجال السياسي”.

واضاف الياف “في العام 2002 تم تسجيل اختراقة عندما أرادوا انشاء بورصة للالماس، وشاهدوا في بورصة رمات غان نموذج. وقد أجرينا معهم محادثات حول ذلك وعشرات التجار الاسرائيليين دخلوا في النشاطات هناك. اكثر من اربعين تاجر مسجلين الآن. في كل سنة هناك معرض كبير للمجوهرات ويمكن أن نرى فيه ايضا عدد غير قليل من الاسرائيليين المتدينين. هذا كان احدى المحطات الاولى. اضافة الى ذلك استثمرنا هناك في المساعدة في التطوير الزراعي وفي مجال المياه. حتى بعد قضية المبحوح، انتهاء الازمة تحول الى فرصة. في 2017 تم فتح ممثلية لنا في وكالة الامم المتحدة للطاقة المتجددة في أبو ظبي. الموافقة كانت أن نكون هناك برعاية الوكالة. ولكن هذا شمل لافتة وعلم في الداخل. كل ذلك كان انطلاقة مهمة”.

ضيوف ودبلوماسيون

الدكتور دان شوحم بن حيون هو رئيس البعثة الاسرائيلية لوكالة الامم المتحدة في أبو ظبي الآن، ومبعوث خاص للبحث التطبيقي. حتى الآن قلل من ظهوره في وسائل الاعلام بسبب الحساسية التي توجد في اقامة العلاقات. البعثة التي يترأسها كانت موطيء قدم رسمية وعلنية اولى لاسرائيل في الخليج الفارسي. وحسب قوله فان “اسرائيل أيدت اقامة الوكالة في اتحاد الامارات. وعندما تم فتحها حصلنا على فرصة كي نفتح هناك ممثلية متشعبة. هذه فرع لمنظمة دولية مقرها في أبو ظبي. وأنا اعتقد بأننا تصرفنا بحكمة عندما حرصنا خلال كل هذه السنين على التمسك بهذا التفويض الذي منح لنا. وقد عملنا هناك بالاساس بالقدرة على عرض التكنولوجيا الاسرائيلية في الدولة في مجال الطاقة المتجددة والبناء الاخضر”.

واضاف بن حيون بأن “القدم الثانية لنا كدبلوماسيين كانت ايضا فهم الدولة والثقافة وسلم الاولويات لديهم وعما يتحدثون وكيف يتحدثون. في شبكة العلاقات من المهم فهم الطرف الآخر، ما الذي يعتبره مهم، هذا ألف باء في هذا الموضوع. الامر الهام ليس فقط ماذا أريد، بل ايضا ماذا يريد الطرف الآخر. لذلك، حضورنا العلني على الارض كدبلوماسيين اسرائيليين الى جانب مجال العمل في الوكالة ساهم ايضا في التعرف مباشرة وبدون وسطاء على النظام الاجتماعي والاقتصادي وكيفية اتخاذ القرارات في الدولة، كمراقبين وكمراقبين لهم. ضيوف. عندما تكون ضيف فأنت تحترم وتوافق على الشروط المرافقة لكونك ضيف ودبلوماسي”.

بن حيون قال: “قدرة الطرفين على فهم بعضهما واحترام بعضها ساهم في بناء الثقة المتبادلة قبل الخطوة التالية. عندما تكون دبلوماسي جدي ومهني فأنت تبث لهم بأنه من الجيد الاستمرار. وقد رأوا بأنه يوجد لديهم حليف جدي. لقد كانت هناك صورة اسرائيلية دقيقة وحضورنا سمح لنا ولهم بالتعرف على بعضنا البعض. وفهمنا العميق لما هو هام بالنسبة لهم ساعد على بناء الاطار لعلاقات ستمكن السفارة التي ستقام من أن تكون اكثر تركيزا. على سبيل المثال، نحن فهمنا كم هي مهمة لهم مجالات الامن والغذاء والزراعة الصحراوية. هذه المجالات هي ايضا القاعدة الآن لاتفاقات التطبيع القادمة. هذه الخطوة هامة لنا وأنا اعتقد بأنها مهمة لهم ايضا. هم يلتزمون بذلك بصورة داخلية عميقة”.

بن يمين قال: “الاتفاق الحالي هو وليد هذه الجهود واندماج للفرص التي نضجت. لقد ارادوا بمبادرة منهم المزيد من الحوار معنا. معاهد البحث لديهم، مثلا، اشركتنا في الحوارات الاستراتيجية. من هذا المجال الاقتصادي تم التقدم الى الاتصالات السياسية والعلاقات الشخصية المباشرة والافضل مع شخصيات رفيعة ورئيسية، وحتى زيارات سرية متبادلة، أو استشارات طبية ومعرفة حميمة. هكذا فان البيان الذي جاء قبل ثلاثة اسابيع لم يولد في فراغ”.

علاقات علنية

التقدم في العلاقات خلال هذه السنين كان له ايضا جوانب مكشوفة. مثلا، زيارات بعثات رياضية اسرائيلية في اتحاد الامارات وزيارات لوزراء والمشاركة في معرض “وورد اكسبو 2020” بمشاركة دول كثيرة، الذي كان يمكن أن يقام في دبي وعرض اختراعات وتكنولوجيا رائدة في مجالات مختلفة. ولكن تم تأجيل هذا المعرض حاليا في ظل وباء الكورونا. بصورة موازية، ساعدت وزارة الخارجية نحو 500 شركة اسرائيلية على الدخول الى سوق الامارات، منها الكثير من شركات التكنولوجيا الامنية مثل شركة“ام.اس”او” التي تسوق برامج التجسس. جانب علني آخر في السنة والنصف الاخيرة كان الاهتمام الكبير الذي اعطته وزارة الخارجية لاعداد الرأي العام.

“طاقم الدبلوماسية العامة الرقمية في وزارة الخارجية فتح صفحة في تويتر للخليج وعملوا هناك كثيرا من اجل تحريك الرأي العام في الدولتين”، قال بن يمين واضاف “القيادة فهمت أن الرأي العام هناك مستعد لذلك بعد الكثير من سنوات بناء البنية التحتية المناسبة. الناس هناك انتظروا فقط أن يتم فتح السد. من المفهوم أن الادارة الامريكية ايضا لعبت دورها. خلال السنين كانت لنا علاقات ممتازة مع السفراء الامريكيين في الامارات ومع سفيرهم في الولايات المتحدة. والدعوة الى معرض “اكسبو” في أيار الماضي كانت لبنة اساسية اخرى في هذه البنية التحتية التي بنيت من قبلنا. وقد اجرينا لمدة سنتين مفاوضات حول هذه الدعوة”.

على سؤال هل الرغبة في شراء طائرات “اف35″ والانتخابات هي على الابواب في الولايات المتحدة، وربما في اسرائيل ايضا، لم تؤثر هي ايضا على هذه الاحداث، اجاب بن يمين: “يمكن القول بأن اتفاق التطبيع هذا اكتمل بعد أن اصطفت جميع النجوم في صف واحد. صحيح أن لهم رغبة في طائرات اف35، وهذا ليس أمر جديد. وصحيح أنه كانت هناك مسألة السيادة (على المستوطنات في الضفة)، هل ستتم أم لا، وهناك زعماء يريدون عرض انجاز – كل هذا صحيح، لكن كان هناك تراكم لامور بعيدة المدى التي انتظمت”.

وحسب قوله “الموضوع الاقتصادي، مثلا، يلعب دور جوهري جدا. ايضا الكورونا خلقت فجأة مسرع مناسب للتعاون المدني العلني. هذه أسس تبنى بصبر وهدوء خلال سنوات، من الاسفل الى الاعلى، من اجل تهيئة النفوس في البداية، خلافا لما حدث مع الاردن ومصر. فقد كنا معهم في حوارات حول تبادل معارض فنية، على سبيل المثال”.

واضاف بن يمين بأن “امور كهذه لا نراها مع الاردن ومصر. وحقيقة أن لنا معهم هذه العلاقة الدبلوماسية – المدنية طوال هذه السنين، وهي تشمل اتصال مع الجمهور، وبالتأكيد العلاقة الاقتصادية والتجارية، والعلاقة من كلا الجانبين –  ساعدت في تمهيد الارضية للاتفاق. رجال اعمال اثرياء وذوي اتصالات هناك جاءوا الى القيادة وقالوا لها هيا، دعونا نتقدم”. لقد رأينا ذلك اكثر فأكثر، بما في ذلك عن طريق “اكسبو”، الامر الذي يساعدنا على الاتصال مع الشركات هناك. نحن نؤمن بالخطوات من اسفل الى اعلى وببناء بنية تحتية – هكذا تم خلق الارضية الناضجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى