ترجمات عبرية

هآرتس– بقلم نداف شرغاي – بطل الخيالات ومختلق الروايات المتعصب

هآرتس– بقلم نداف شرغاي – 11/11/2020

عريقات كان ممثلاً مخلصاً للرواية المختلقة للفلسطينيين وفضل دائماً الوقوف خلف الحقيقة الخاصة به، إننا نأمل أن يتغيير الفلسطينيون في يوم ما، ولكن حتى ذلك الحين عليهم أن يخترعوا بديلاً عن عريقات “.

موت صائب عريقات هو خسارة كبيرة للدعاية الإسرائيلية؛ خسارة ذخر إعلامي من الدرجة الأولى، بالنسبة لكل من يرى في يهودا والسامرة أراضي الوطن القديمة والمتجددة للشعب اليهودي في دولة إسرائيل.

عريقات كان عدواً حقيقياً لم يختبئ خلف أقنعة ولم يتلاعب بالكلمات. لقد قال بصورة صريحة ما أخفاه زعماء فلسطينين آخرين: عريقات وعد العالم بان “الفلسطينيون لن يقبلوا في يوم من الأيام بإسرائيل كدولة يهودية”. وقال بأن هذا المطلب “مضحك” و “يخالف القانون الدولي”. لقد طالب بأن يطبق فعلياً “حق العودة إلى حدود إسرائيل الموجودة داخل الخط الأخضر”، حتى أنه ذكر الرقم المختلق 7 مليون، كعدد للاجئين الفلسطينيين الموجودين في انحاء العالم.

عريقات أيضاً عظم شأن “شهداء” قتلة، وكتب رسائل تمجيد لمخربين قتلة من بينهم قاتل الوزير رحبعاب زئيفي. كما أنه حتى قام بزيارات عزاء في بيوة عائلات مخربين قتلوا أو جرحوا في عمليات. عريقات أيضاً ساعد في نشر الفرية الموجهة ضدنا بشأن المعركة في جنين، المعركة القاسية التي خاضها الجيش الإسرائيلي من اجل اجتثاث الإرهاب الفلسطيني خلال عملية السور الواقي (2002). لقد نشر حينئذٍ إشاعة كاذبة عن مذبحة مزعومة ارتكبتها إسرائيل.

ولكن الأكثر من كل هذا، علينا أن نذكر (لصالحه) مساعدته للدعاية الإسرائيلية بفضل الاختلاقات التاريخية التي كانت محببة جداً عليه والتي  آمن بها، كما يبدو من كل قلبه. عريقات نفى العلاقة اليهودية بالحرم وفي أحد المرات أبعد الحرم حتى نابلس.

لقد صرخ في وجه الوزيرة تسيفي لفني بأنه هو وعائلته الكنعانية كانوا يعيشون في أريحا قبل 3 آلاف سنة من قدوم بني إسرائيل بقيادة يهوشع بن نون إلى المدينة. عريقات ادعى بنفس القدر من الاقتناع الذاتي بأن “يسوع هو “الشهيد الفلسطيني الأول”. لقد تجاهل بأن مفهوم (فلسطين) ظهر لأول مرة في التاريخ عندما غير الرومان اسم إقليم يهودا إلى سوريا- فلسطين، كعقاب لليهود بعد تمرد باركوخبا، أي بعد أكثر من 130 عام من ولادة يسوع. من ناحية تسلسل أحداث تاريخية فإن فإن الجمع بين كلمتي “يسوع” و”فلسطيني” هي أمر غير ممكن.

حقيقة خاصة به باحث القوميات المعروف أنتون سميث فرّق في أحد المرات ما بين نوعين من بناء الهوية القومية:

النوع الأول وهي شعوب لديها أساس من الثقافة والتاريخ، والثانية شعوب بدون أي نواة كهذه، والتي هي ملزمة باختراع كل شيء من جديد: التاريخ، قال في أحد المرات في سياق آخر المستشرق البروفيسور يتسحقرايتر، ليس دقيقاً دائماً، وفي حالات قصوى هو اختراع.

إن حالة صائب عريقات كانت كما يبدو حالة قصوى من هذا النوع. لقد كان ممثلاً مخلصاً للرواية المختلقة للفلسطينيين، وفضل تقريباً دائماً الوقوف خلف الحقيقة الخاصة به. إسرائيل “حظيت” بخصم أيدلوجي عنيد، والذي كان أسهل بكثير بالنسبة لها مقارنة بخصوم فلسطينيين آخرين، والذين أظهروا شيئاً وأخفوا أشياء كثيرة لأسباب تكتيكية. علينا أن نأمل، من أجلنا أن يتغيير الفلسطينيون يوماً ما، ولكن في هذه الأثناء عليهم أن يجدوا بديلاً مناسباً لعريقات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى