ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  نحاميا شترسلر – عملية نتنياهو السياسية

هآرتس – بقلم  نحاميا شترسلر – 18/5/2021

” يبدو أن الامر لا يتعلق هنا بعملية عسكرية مع اتفاق سياسي في نهايتها، بل بعملية سياسية لنتنياهو حقق فيها الآن هدفه وهو تفجير حكومة التغيير والذهاب الى انتخابات خامسة “.

في يوم الجمعة الماضي تعرفنا للمرة الاولى على “مترو حماس”. وهو شبكة انفاق متشعبة في شمال القطاع استخدمتها حماس من اجل الحركة والاستعداد للقتال. الانفاق تم قصفها منذ ذلك الحين مرات كثيرة بالطائرات القتالية التي أنزلت عليها مئات الاطنان من القنابل.

عشية يوم السبت الماضي ارسل الجيش الاسرائيلي لجميع قنوات التلفاز قادة قواعد سلاح الجو التي شاركت في الهجوم. وقد تحدثوا عن خطة لامعة وتنفيذ محكم وانجاز غير مسبوق من تدمير انفاق المترو. وتحدثوا عن كيفية ارسال 160 طائرة دفعة واحدة من بضع قواعد، كانت تحمل 450 قنبلة ذكية ودقيقة وزن كل واحدة منها طن من المواد المتفجرة ويمكنها اختراق جوف الارض والانفجار هناك. كبار الضباط وصفوا كيف أن هذه القنابل دمرت واغلقت ثغرات الخروج للانفاق، لذلك تسببت بموت كل من كانوا داخلها. 

الامر كما يبدو يتعلق بعملية عسكرية مشروعة، لكن على ماذا كل هذا التفاخر؟ لم تكن هناك معركة بطولية مع عدو متساوي في القوة، يوجد له سلاح جو وبطاريات صواريخ مضادة للطائرات. لا يوجد لدى حماس كل ذلك. حماس لا تحصل كل سنة على 3.5 مليار دولار من اجل التسلح العسكري المتقدم جدا. وهي لا يمكنها فعل أي شيء ضد سلاح الجو خاصتنا. فعلى ماذا كل هذا التفاخر؟ من الذي قمنا بهزيمته؟ وعلى أي جيش انتصرنا؟.

هذا الامر ذكرني باسطورة الاخوين غريم. ذاك الخياط الشجاع الذي قتل بصفقة واحدة سبع ذبابات. ومن كثرة الانفعال كتب على حزامه: “سبعة بضربة واحدة”. ولكن الجميع اعتقدوا أن الامر يتعلق ببطل كبير قتل سبعة اشخاص بضربة واحدة. ولكن في الحقيقة هذه كانت ذباب. في سفر الامثال مكتوب: “لا تفرح بسقوط عدوك”، والقصد هو أنه يجب الحفاظ على الاخلاق عند سقوط العدو. لأنه في نهاية المطاف هذا العدو هو مخلوق وموته هو ضرورة حربية وليس هدف بحد ذاته. كل هذا صحيح بشكل خاص اذا تذكرنا أنه اضافة الى جنود حماس الذين قتلوا فقد فقدوا حياتهم في غزة، حتى كتابة هذه السطور، 174 مدني بريء، بينهم 47 طفل. وبالطبع القلب يتفطر على القتلى الاسرائيليين العشرة الذين بينهم طفلين.

ايضا من غير الواضح حتى الآن أن حماس قد خسرت في المعركة. صحيح أن متحدثين كثيرين في وسائل الاعلام، بما في ذلك جنرالات سابقين، يتحدثون بدون توقف عن الانجازات الكبيرة: تدمير مخازن الصواريخ والورشات وقتل قادة كبار وقصف ابراج، لكن هكذا تحدثوا بالضبط ايضا بعد عملية الجرف الصامد في 2014، التي بعدها واصلت حماس اطلاق الصواريخ في كل مرة ارادت ذلك وتسلحت بـ 14 ألف صاروخ جديد، استخدمت بعضها فقط في هذه المرة.

اضافة الى ذلك، منذ قيام الدولة لم نتعرض لهذا العدد الكبير من الصواريخ في قلب اسرائيل، وهي خطوة شلت الحركة والاقتصاد في نصف الدولة. ايضا حماس اصبحت “حارس الاسوار” للقدس والاقصى. بل نجحت في اثارة المواطنين العرب. واذا تم اجراء انتخابات الآن في الضفة الغربية فان حماس ستحقق فوز كبير والسلطة الفلسطينية ستمحى.

على أي حال، الرابح الاكبر من عملية “حارس الاسوار” هو بنيامين نتنياهو. قبل انتخابات نيسان 2019 قال: “لقد نصحوني بالقيام بخطوة تشعل الشرق الاوسط من اجل الفوز، لكنني رفضت”. صحيح أنه رفض في حينه لأنه كان على ثقة بفوزه، لكن الآن حيث محاكمته في ذروتها فان كل شيء اصبح مسموح. لو أنه أراد لكان أوقف اعمال الشغب التي يقوم بها اليهود المسيحانيين في الشيخ جراح ومنع دخول رجال الشرطة الى الحرم واطلاق قنابل الصوت داخل المسجد الاقصى. لأن هذا هو الذي دفع حماس الى البدء بالاطلاق، ودفع عدد من المواطنين العرب الى الانتفاض. ومن هناك كانت المسافة قصيرة الى تراجع نفتالي بينيت الذي اعلن عن التخلي عن يئير لبيد والعودة الى نتنياهو.

في الختام، يبدو أن الامر لا يتعلق هنا بعملية عسكرية مع اتفاق سياسي في نهايتها، بل بعملية سياسية لنتنياهو حقق فيها الآن هدفه وهو تفجير حكومة التغيير والذهاب الى انتخابات خامسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى