هآرتس – بقلم نحاميا شترسلر – خطة نتنياهو للفوز في الانتخابات
هآرتس – بقلم نحاميا شترسلر – 29/12/2020
“ من المضحك الثناء على العملية البطولية المتمثلة بالحصول على التطعيمات من وراء خطوط العدو تحت النيران. والمضحك اكثر هو الاستخذاء لبيبي، الذي يعتبر التطعيم بالنسبة له أحد البنود المهمة في خطته للفوز في الانتخابات، والتي ترتكز على اشغالنا بالتطعيمات وابراز دوره البطولي في الحصول عليها من اجل تأجيل محاكمته واشعار الجمهور بأنه أنقذه من الكورونا “.
لقد كنت ذبابة على الحائط عندما اتصل نتنياهو مع مدير عام شركة “فايزر”. بيبي: “مرحبا، يا البرت هايكر، نحن بحاجة الى اربعة ملايين طعم”.
المدير العام: “انظر، السعر العادي هو 19 دولار لكل طعم، لكن هذا لكم سيكون 29 دولار لأنكم لم تطلبوا التطعيمات مسبقا.قم بارسال شيكل نقدي لي. لا يوجد لدي وقت للتحدث فكل العالم يتصل معي”.
بيبي: “شكرا، شكرا، أنا أقترح أن ندفع 39 دولار. المال ليس مشكلة. فهو ليس مالي. وعلى أي حال ليست لدينا ميزانية أو أي قيود للانفاق. الامر الوحيد المهم بالنسبة لي هو الخروج بسرعة الى وسائل الاعلام”.
المدير العام: “لقد أردت أن تعرف بأنه لم يحدث معي حتى الآن أن هناك زبون عرض علي سعر أعلى مما طلبت، لكن هذا غير مهم. لقد اتفقنا على 39 دولار للطعم نقدا”.
عندها، في اللحظة التي انتهت فيها المكالمة قفز بيبي الى الاستوديو القريب منه وهناك تحدث كيف أنه عمل بصورة صعبة ووصل الليل بالنهار وبصق الدم الى أن توصل في الثانية الاخيرة الى حل مدهش وهو ضعف السعر لنفس البضاعة، ضعف ما دفعته اوروبا.
في خطاباته التي لا تحتاج الى شرح عن التطعيمات، نتنياهو نسي أن يذكر ايضا عشرات الملايين التي بذرها على المعهد البيولوجي في نيس تسيونا. لقد زار الموقع والتقط الصور وقال إن النتائج ايجابية، وأن فاعلية اللقاح عالية. وهكذا بالتدريج سيكون لدينا لقاح اسرائيلي. الساذجون صدقوا، هذه هي قوة هذا المحتال – اللدود، الذي لا يتذكر الآن أبدا أين تقع نيس تسيونا.
لذلك، من المضحك الثناء على “العملية” البطولية من اجل الحصول على اللقاح من وراء خطوط العدو تحت النيران. والمضحك اكثر هو الاستخذاء لبيبي والتملق له ورقص رقصة “كم كنت جميل” وامتداح “المسؤول عن العملية” (“هل يمكن قول كلمة طيبة”، جدعون ليفي، 27/12). ما هي هذه العملية. التطعيم هو اللبنة الاولى في استراتيجية نتنياهو من اجل الفوز في الانتخابات القادمة. وهذه الخطة توجد لها اربعة بنود. البند الاول هو اغلاق طويل، يفضل حتى 4 شباط، وهو موعد تقديم القوائم للكنيست. في هذه الفترة، التي هي أكثر من شهر بقليل، بيبي سيسيطر على وسائل الاعلام، سيظهر بتواتر عال وسيتحدث عن موضوع الاغلاق والاصابة بالمرض والتطعيم، وسيدس دعاية انتخابية في كل مرة. الحديث يدور عن اغلاق سياسي يخفض مستوى الاصابة بالمرض وينزل ضربة اقتصادية شديدة على رجال الاعمال المستقلين واصحاب المصالح التجارية والعاطلين عن العمل، الذين سيهوون الى الحضيض – الى هاوية سحيقة وسوداء من الخسائر والديون. الاغلاق سيسمح ايضا بتأجيل المحاكمة.
البند الثاني: التطعيم. الجهد الاساسي سيكون تطعيم سريع، خلال شهر، لجميع المواطنين فوق سن الستين والمرضى بأمراض مزمنة. وعندما سيحدث ذلك سيكون انخفاض كبير في الاصابة الخطيرة، حيث أن 95 في المئة من الوفيات هم فوق سن الستين سنة.
البند الثالث: الاعلان عن الانتصار. في بداية شهر شباط سيأتي اعلان الانتصار الكبير لبيبي على الكورونا. وسيخبرنا كيف أنقذنا من الوباء مثلما انقذنا من ايران. وسينسى أن الوباء استمر في ضربنا مدة عشرة اشهر لأنه كان مذعور ولم يكن قادر على الصمود امام الضغوط. وهو ايضا لن يخبرنا كيف خضع للاصوليين ولم ينفذ خطة “الاشارة الضوئية” ولم يعالج قضية مطار بن غوريون والبلدات العربية. فقد كان له هدف واحد فقط وهو الغاء محاكمته.
البند الرابع: خطة اقتصادية جديدة. قبل منتصف شهر شباط سيعلن بيبي عن “خطة اقتصادية جديدة”، هدفها اخراج القطاع الخاص من هوة عميقة الى نور كبير. هذه الخطة سيرافقها فتح كامل للتجارة والفنادق والمطاعم والثقافة. تنفيس البخار سيكون كبير والامتنان سيصل الى عنان السماء وسيتم غناء اغاني تمجيد له. الخطة التي سيعرضها ستكون جميعها توزيع كبير للاموال: للمستقلين والمصالح التجارية والعاطلين عن العمل ورفع الاجور في القطاع العام وزيادة المنح للسلطات المحلية ورجال الصناعة والتجار واصحاب الفنادق والمتدينين والمستوطنين. هذه ستكون رشوة انتخابات بأعلى مبلغ شاهدناه هنا في أي يوم من الايام.
عندها، في 23 آذار سنذهب الى صناديق الاقتراع ونحن مسحورين بالمحتال اللدود من اجل أن نشكر من انقذنا من الموت المحتم. جدعون ليفي سيركض على رأس هذا المعسكر.
* *****