ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  نحاميا شترسلر –  أنت تعرف أنني لست فاسدا

هآرتس – بقلم  نحاميا شترسلر – 26/11/2019

هذا حدث قبل بضعة اشهر، في يوم جمعة بعد الظهر. بنيامين نتنياهو الذي كان في الطريق من القدس الى منزله في قيصاريا، اجرى مكالمة هاتفية. ظهر بأنه متألم: أنت تعرف أنني لست فاسدا، أنت تعرف أنني عملت دائما من اجل مصلحة الدولة… اذا هل بسبب عدد من السجائر التي تلقيتها من صديق كان يجب أن يقوموا بقتل شخصيتي بهذه الصورة؟ نتنياهو رد على مقال كتبته في نفس يوم الجمعة وفيه اتهمته بالفساد. اقواله في الاسبوع الماضي ردا على تقديم ثلاث لوائح اتهام ضده ذكرتني بتلك المحادثة، ولكن في هذه المرة كان اكثر انفعالا وغضبا وتطرفا بكثير في هجومه على الشرطة وعلى النيابة العامة: “محاولة لقلب الحكم”، “فرية كاذبة”، “عملية ملوثة وممنتجة”، “لم يبحثوا عن الحقيقة، بل بحثوا عني” – اقوال معيبة لا اساس لها تسعى الى تقويض سلطة القانون وتؤدي للفوضى.

ولكن يجب أن لا يكون هناك شك. نتنياهو يعتقد حتى الآن بأنه ليس فاسدا وأن كل افعاله كانت لا تشوبها شائبة. وعلى أمر واحد يمكنني الموافقة: أنه لم يأت الى منصبه وهو فاسد. هو لم يصل الى الحكم من اجل الحصول على مغلفات اموال حسب الاسلوب الجنوب امريكي. ولكن السنوات الكثيرة التي تولى فيها رئاسة السلطة (13.5 سنة) قادته نحو الغطرسة وفقدان الحذر. هو ايضا يعاني من مرضين شديدين: مرض البخل والاستحواذ الاعلامي. هذان المرضان تم احتضانهما في جسمه سنوات كثيرة الى أن اندلعا في السنوات الاخيرة وتحولا الى فيروسات مفترسة افترسته.

طوال سنوات رأى في الاشخاص المحيطين به محامون “اغبياء”، رجال اعمال “اقزام” وسياسيون في بداية طريقهم. ولكن في الوقت الذي قاموا فيه بجمع الملايين، احضر الى البيت 25 ألف شيكل في الشهر وهذا جعله يُجن. صحيح أنه يجب أن نضيف الى الراتب التقاعد الذي سيحصل عليه، ونفقات عائلته التي تتحملها الدولة، وصيانة منزله الخاص في قيساريا وايضا الطائرة الرسمية التي ثمنها 700 مليون شيكل. ولكن مع ذلك، هو شعر بأنه مضطهد. 

لذلك، عندما اعطاه ارنون ملتشن وجيمس فاكر السيجار الثمين كهدية، وزجاجات الشمبانيا الوردية، ومجوهرات ثمينة يبلغ ثمنها 700 ألف شيكل، هذا ظهر له معقول وجدير. حيث أنه اذا حصل شخص عادي من صديقه على قطعة حلوى كهدية فانه هو الذي ينقذ كل يوم شعب اسرائيل يستحق الحصول على اضعاف ذلك. 

إن الاستحواذ مع وسائل الاعلام كان مرضه الثاني. لقد اراد الحصول على وسائل اعلام مؤيدة ومحتضنة له – منها جميعا. هو لم يكن مستعدا لأن يستوعب أن وسائل الاعلام هي في اساسها كلب الحراسة للديمقراطية، وهي تهاجم أي سلطة مهما كانت، حيث أنها هي نفس وسائل الاعلام التي هاجمت واسقطت حكم مباي بسبب الفساد، واسحق رابين في ولايته الاولى، واهود اولمرت منذ فترة غير بعيدة. إن توقه الى اعلام محتضن أدى به في كانون الاول 2014 الى الالتقاء مع نوني موزيس لمناقشة صفقة ظلامية بحسبها هو يعمل على تقليص المنافسة من جانب “اسرائيل اليوم”، في حين أن موزيس سيهتم بخفض نغمة الانتقاد له على صفحات “يديعوت احرونوت”. هذه صفقة رشوة واضحة من جانبهما. رغم أن المستشار القانوني للحكومة قرر بأن يقدم للمحاكمة بتهمة الرشوة فقط موزيس.

هذا اللقاء اثبت أن السنوات الطويلة في الحكم، والاعتقاد بأن كل شيء يستحقه، قادته ايضا الى فقدان ميزة ميزته جدا في السابق وهي الحذر. لقد سجل المحادثة المدينة مع موزيس، لكنه نسي أن يمحوها، الامر الذي مكن من تقديم لائحة الاتهام. 

نفس الاستحواذ لوسائل اعلام ايجابية قادته الى صفقة رشوة اخرى، مع شاؤول الوفيتش. لقد منح مصادقات وتسهيلات تعاقدية لالوفيتش ومجموعة “بيزك” بمبلغ 1.8 مليار شيكل. وفي المقابل، طلب وحتى حصل على تغطية اكثر ايجابية في “واللاه”.

الآن تحول الى عبء: على الليكود وعلى الدولة وعلى امكانية العودة الى الوضع الطبيعي. شخص وطني حقيقي كان سيقدم استقالته ويذهب الى البيت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى