ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  ميراف ارلوزوروف – هل كانت توجد حياة مشتركة؟ الدماء تتدفق في شوارع المدن المختلطة، وهذا ليس بالصدفة

هآرتس – بقلم  ميراف ارلوزوروف – 20/5/2021

” المدن المختلطة كان يمكن أن تكون نموذج للحياة المشتركة والمساواة في الفرص للعرب. ولكن اهمال الدولة وتمييز رؤساء البلديات اليهود ضد السكان العرب واندماج السكان العرب الضعفاء وغياب التمثيل السياسي، كل ذلك حول المدن المختلطة الى قنبلة موقوتة اجتماعيا وقوميا “.

فقط قبل نصف سنة احتفلت مدينة اللد بصعود درجة في التصنيف الاقتصادي – الاجتماعي للسلطات في اسرائيل. من مستوى 3، الذي هو أحد المستويات المنخفضة جدا للسلطات اليهودية غير الاصولية، الى مستوى 4. في هذا الاسبوع وبعد قتل شخصين من سكان اللد، واحد يهودي والآخر عربي، نتيجة اعمال العنف المتبادلة التي اندلعت في اوساط المجموعتين السكانيتين في المدينة، فان هذا التحسن ظهر عديم الاهمية. الدماء التي تتدفق في شوارع اللد بلا توقف تضعها في منزلة المدن السيئة في اسرائيل، هذا رغم موقعها المريح في المنطقة الوسطى.

اللد هي حالة متطرفة لما تبين أنه احد الظواهر المؤلمة لاسرائيل وهو فشل المدن المختلطة. سواء بالصدفة أم لا، فان الفوضى الدموية التي اندلعت بالاساس في شوارع المدن المختلطة من خلال اضاءتها بضوء مضحك، مفهوم “التعايش”، الذي حلق فوق هذه المدن من قبل.

نحو 1.5 مليون عربي يعيشون في اسرائيل، من بينهم 130 ألف، 8 في المئة من عدد السكان العرب، يعيشون في مدن مختلطة (لا يشمل ذلك العرب في شرقي القدس). هناك 6 مدن مختلطة وهي يافا وحيفا واللد والرملة وترشيحا العليا والناصرة العليا (نوف هغليل). المدن الاربعة الاولى هي مدن مختلطة في الاصل، والاخرى تحولت الى مختلطة نتيجة توحيد السلطات (ترشيحا العليا) أو نتيجة هجرة العرب اليها (الناصرة العليا).

في حيفا وفي الناصرة العليا يوجد مجموعة كبيرة وقوية من السكان العرب، الذين انتقلوا للسكن فيها بسبب الاكتظاظ غير المحتمل في المدن العربية والرغبة في تحسين مستوى الحياة. ليس بالصدفة أنه في هاتين المدينتين حافظ التعايش على نفسه حتى في الاسابيع الاخيرة. ولكن في اللد والرملة ويافا وعكا، هذه قصة مختلفة كليا. هي مدن ضعيفة فيها مجموعات سكانية عربية ضعيفة تسكن الى جانب مجموعة سكانية يهودية ضعيفة، والاثنتان تجران بعضهما نحو الاسفل. يبدو أن الانتقال الى المدن المختلطة كان يمكن أن يؤدي الى تحسين نسبي في وضع العرب، بالتأكيد بالمقارنة مع وضعهم في المدن العربية المنفصلة. السبب الرئيسي لذلك، مثلما تشير د. نسرين الحاج يحيى، وهي باحثة المجتمع العربي في المعهد الاسرائيلي للديمقراطية، هو تحسين الامكانيات التي تقف امام المرأة العربية حتى في مجال الثقافة ومجال التشغيل. هكذا، نسبة تشغيل النساء العربيات في المدن المختلطة تبلغ 53 في المئة مقابل متوسط يقل عن 40 في المدن العربية المنفصلة. 

سبب آخر يجلبه الانتقال الى المدن المختلطة هو الاستثمار في ميزانية التعليم، المدن اليهودية هي بالضرورة أقوى من المدن العربية، لذلك هي قادرة على أن تستثمر اكثر في جهاز التعليم حتى لصالح السكان العرب فيها. 

ولكن هنا تنتهي الافضليات، والواقع يثبت أن الامل في أن تقارب اليهود والعرب من بعضهم سيؤدي الى الاندماج، تبدد. عمليا، المدن المختلطة تحولت الى بؤرة الفشل للمجتمع العربي، 20 في المئة من حالات القتل فيها في العام 2020 كانت في مدن مختلطة، رغم أنهم يشكلون نسبة 8 في المئة من اجمالي عدد السكان العرب، واصبحت بؤرة للعداء بين اليهود والعرب. توجد لذلك عدة اسباب.

الميزانيات لم تصل

أولا، الفجوة. من المعروف أن الفقر أقل اثارة من الفجوات الاجتماعية. وفي المدن المختلطة الفجوة بين اليهود والعرب كبيرة ويومية. الفجوة في اجور النساء العربيات والنساء اليهوديات في المدن المختلطة تبلغ 500 – 1700 شيكل شهريا، وفي اوساط الرجال يمكن أن تبلغ 2500 شيكل شهريا. لن يتفاجأ أحد من أن الفجوات الاكبر كانت في اللد والرملة وعكا (بنفس الترتيب). وحسب معطيات د. نسرين فانه في الاعوام 2012 – 2017 فجوة الاجور بين العرب واليهود في المدن المختلطة لم تتقلص. وفي اوساط الرجال زادت بصورة دراماتيكية.

ايضا انجازات التعليم تدل على فجوات كبيرة. معدلات الحصول على البغروت في المدارس الثانوية العربية اقل بنحو 30 في المئة مقارنة مع المدارس الثانوية اليهودية في الاحياء المجاورة. هذا بالاساس لأن الاستثمار المتوسط في الطالب في التعليم العربي اقل بنحو 33 في المئة مقارنة بالاستثمار المتوسط في الطالب اليهودي في الحي المجاور. وحقيقة أن طلاب الثانوية في المدن العربية المنفصلة يحصلون على ميزانيات اقل كما يبدو لا تعزي.

ثانيا، الاحتكاك المستمر مع السكان اليهود، في حالة المدن المختلطة الاشكالية، احتكاك مع مجموعة سكانية يهودية ضعيفة ومعادية، يخلق الغليان بدلا من التقارب. د. نسرين تشير الى انتقال الى انوية توراتية للسكن في اللد بتشجيع من رئيس البلدية، يئير رفيفو، كشرارة اشعلت الحريق في المدينة. 

ثالثا، المدن المختلطة تم نسيانها في المخططات الحكومية للدفع قدما بالمجتمع العربي. 

رابعا، تمييز البلدية الداخلي ضد السكان العرب. في هذه النقطة يوجد فرق كبير بين بلدية تل ابيب – يافا التي استثمرت بشكل كبير في سكان يافا وبين مدن ضعيفة مثل اللد والرملة وعكا. 

خامسا، النتيجة هي غياب صوت وغياب تمثيل وغياب قيادة للعرب في المدن المختلطة. على الاقل يوجد للمدن العربية المنفصلة قوة سياسية ممثلة بالقائمة المشتركة التي تعرف كيف تحقق انجازات في الكنيست، في حين أنه لا يوجد للعرب في المدن المختلطة من يمثلونهم ومن يهتمون بهم، وايضا لا يوجد من يقودهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى