ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  ميراف ارلوزوروف  –  “أريد أن نكون مستقلين اقتصاديا،خذوا منحة التوازن واسمحوا لنا بالتطور”

هآرتس – بقلم  ميراف ارلوزوروف  – 10/11/2021

” انشاء منطقة تشغيل قرب شارع رقم 6 كان يمكن أن يزيد مداخيل باقة الغربية ويحولها الى مدينة مزدهرة للطبقة الوسطى. ولكن الخطة التي تم دفعها قدما من قبل رئيس البلدية رائد دقة تم وقفها في ادارة التخطيط “.

رائد دقة، رئيس البلدية الجديد لباقة الغربية، غاضب. دقة غاضب من موظفة مهمة ومؤثرة في حكومة اسرائيل، وهي رئيسة ادارة التخطيط داليا زلبر.

هذا بسبب أن زلبر لم تصادق على طلب البلدية انشاء منطقة تشغيل كبيرة قرب شارع رقم 6. من ناحية دقة الامر يتعلق بصفعة لجهود باقة الغربية من اجل أن تصبح المدينة العربية الكبيرة الاولى التي تنجح في الوصول الى تصنيف اقتصادي – اجتماعي متوسط، العنقود 5. باقة الغربية مصنفة الآن في العنقود 3، وهناك مدن عربية معدودة مصنفة فوقها في العنقود 4، تقريبا كل المدن العربية الاخرى في اسرائيل هي فقيرة جدا وتوجد في عناقيد ادنى، من 1 الى 3.

تطلع دقة الى رفع باقة الغربية من مكانة مدينة بائسة الى عنقود الطبقة الوسطى، هو خطوة اختراقية. هذا التطلع يمثل التغيير الذي تمر به السلطات المحلية في المجتمع العربي، الذي يعتبر دقة أحد ممثليه الشباب. وقد انتخب لهذا المنصب فقط قبل سنتين بعد مسيرة مهنية طويلة كمهندس برمجة في شركة “اميدوكس”، التي عمل بعدها في التعليم.

“عندما سجلت لتعلم الهندسة، العائلة قالت لي إن هذا هدر للوقت. لأنه لا أحد سيقوم بتشغيلي”، قال دقة. “في الوقت الذي انهيت فيه الدراسة كان لي عرض عمل في اميدوكس. وقد عرفت أن الامكانية الكامنة المدفونة في المجتمع العربي هي امكانية كبيرة، فقط يجب اعطاءها الفرصة من اجل التجسد. الخطوة التالية لي كانت الانتقال الى مجال التعليم وفتح مسارات تكنولوجيا في المدارس في باقة. الآن يوجد لنا مئات من الخريجين الذين تعلموا البرمجة في المدارس، وفي المدينة تعمل ايضا كلية تكنولوجيا”.

رغم أنه لم تكن له تجربة سابقة بالسلطات المحلية ورغم انتمائه لعائلة صغيرة من باقة، إلا أنه انتخب باغلبية ساحقة لرئاسة البلدية. “لقد جئت مع رسالة فوق عائلية”، قال. “قمت بتشكيل قائمة من الشباب في باقة بعنوان “باقة أولا”، ومع رسالة أنه قد حان الوقت لتطوير هذه المدينة”.

باقة الغربية مدينة فتية توجد في وسط البلاد على شارع رقم 6؛ توجد فيها كلية للتعليم وكلية تكنولوجيا ومئات الاكاديميين. كل شيء موجود هنا، بما في ذلك الدافعية والرغبة في الاندماج. وانتخابي يدل على أن المجتمع العربي قد تغير، وهو يعتبر نفسه مجتمع عصري يبحث عن ادارة عصرية، وهو ناضج لاجتياز العائق القبلي”.

متزنة، مثقفة وفي مكان استراتيجي

النضج الاجتماعي العربي لا يرفع العوائق الاخرى التي تقف امام طموحات دقة واحتمالاته لتحقيقها. باقة الغربية هي من المدن العربية الناجحة في اسرائيل. توجد فيها كليتان اكاديميتان، السكان مثقفون (55 في المئة من خريجي الثانوية العامة في المدينة لديهم شهادة بغروت تؤهلهم للقبول في مجال الاكاديميا)، وموقع استراتيجي، واحداث اجرامية قليلة نسبيا.

من ناحية اقتصادية وضع باقة متزن. تحت ادارة دقة ارتفعت نسبة جباية الارنونا الى 75 في المئة. وحتى أن المدينة حصلت مؤخرا على شهادة تميز من وزارة الداخلية على ادارتها المالية، وهي تبدو افضل من معظم المدن العربية، مع شوارع واسعة، شارع رئيسي مع عدد كبير من المحلات التجارية وفروع شبكات قطرية، وحدائق للعب الاطفال واستثمار كبير في الحفاظ على النظافة، الامور التي تعتبر امور مفهومة ضمنا في مدن يهودية، لكن تقريبا هي غير موجودة في البلدات العربية.

اذا كانت الحال هكذا فلماذا باقة ما زالت توجد في العنقود الاقتصادي – الاجتماعي 3؟ يبدو أن الامر ينبع من تضافر ضائقة الاراضي وغياب امكانية كامنة لمداخيل من المصالح التجارية. في هذه الاثناء دقة منشغل في زخم تخطيط جديد للمدينة، بما في ذلك توسيع وبناء احياء جديدة على حساب الاراضي الخاصة للسكان، والقليل من اراضي الدولة. ولكن هذا الامر لا يحل غياب مناطق تشغيل وتجارة، التي يمكن للبلدية أن تجبي منها الارنونا التجارية. عمليا، الآن المداخيل الذاتية (التجارية) لباقة هي نحو ثلث اجمالي مداخيلها، 1800 شيكل للفرد في السنة، بعيدا اسفل متوسط المداخيل التجارية التي تبلغ 2800 شيكل للفرد في السنة في المدن اليهودية الفقيرة. ومن اجل المقارنة، الدخل التجاري المتوسط لمدن يهودية في العنقود 5، الذي يتطلع دقة الى أن يأخذ باقة اليه، هو 3800 – 5000 شيكل للفرد في السنة. 

من اجل الوصول الى هناك فانه يجب على باقة أن تخلق لنفسها محركات نمو، أي مداخيل تجارية من مناطق تشغيل. فقط 3 في المئة من اراضي التشغيل في اسرائيل تعود للبلدات العربية، رغم أنه في هذه البلدات يعيش 15 في المئة من السكان في اسرائيل. سبب ذلك هو ضائقة الاراضي القاسية وغياب قدرات تخطيط وتنفيذ، وربما ايضا نقص في العلاقات المطلوبة. “معظم المقاولين للبناء في اسرائيل هم من العرب، ولكن تقريبا لا توجد أي مبادرات للبناء في البلدات العربية. نحن لا نعرف كيف ندفع قدما ونبادر. وهذا يمنع تحقيق الامكانية الكامنة في المجتمع العربي في اسرائيل”، قال دقة.

اللجنة القطرية حطمت حلم دقة

من اجل التغلب على هذه الصعوبات اختار دقة مدير عام يهودي للبلدية له تجربة، وهو كوبي الون، الذي كان في السابق المدير العام لبلدية كفر قاسم، والذي كان المدير العام اليهودي الاول في سلطة محلية عربية وقاد كفر قاسم الى ثورة ادارية واقتصادية. وقد بادر دقة والون الى اقامة منطقة تشغيل مشتركة بين باقة وجارتها الصغيرة جت، مع المجلس الاقليمي منشه الذي يحيط بهما. خطة انشاء منطقة التشغيل الجديدة والتي تضم 1400 دونم وتقع غرب شارع 6، كان متفقا عليها من قبل السلطات الثلاثة. لزيادة الامان تم تجنيد شركات كبيرة ايضا اظهرت الاهتمام بالاستثمار في هذا المكان؛ اصحاب الاراضي الخاصة في باقة، الذين مرت الخطة في اراضيهم وافقوا هم ايضا، وحتى أنه تحدد توزيع المداخيل المتوقعة حسب نصيبهم النسبي بالنسبة لعدد السكان. باقة كان يمكن أن تحصل على 47 في المئة من المداخيل، الامر الذي كان سيساعدها على زيادة الدخل السنوي للفرد الى مستوى مدينة في العنقود الاقتصادي 5. 

المدير العام الون غاضب من ادعاء آخر سمع في مؤسسات التخطيط، وكأن دقة معني باغناء سكان باقة بواسطة تغيير استخدام الاراضي الزراعية وتحويلها الى اراضي للتشغيل. “نحن نريد أن يتمتع السكان من ارتفاع سعر الارض. الهدف هو أن تتحول باقة الى المدينة العربية الاولى التي تستفيد من مداخيل الطبقة الوسطى، لماذا مسموح للمدن اليهودية التطلع الى ذلك، لكنه محظور على العرب؟.

في هذه الاثناء يؤكد الون ودقة بأنهما لن يستسلما. “حتى نحن سنصل الى الحكومة من اجل تغيير الخطة الهيكلية 38″، اذا كانت هناك حاجة الى ذلك. حتى هذا التصميم يشير الى الروح الجديدة التي تهب في السلطات المحلية العربية”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى