ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ميخائيل سفارد – طفرة جديدة لاحتلال طويل المدى : احتلال جيل الفا

هآرتس – بقلم  ميخائيل سفارد  – 9/9/2021

” مثلما تسمى السرقة التي يرافقها العنف سطو، فان الاحتلال غير المؤقت اذا رافقه المستوطنون فهو يعتبر ابرتهايد. وهذا بسيط جدا. “.

“لا توجد أي عملية سياسية مع الفلسطينيين وهي لن تكون” (مصدر في محيط رئيس الحكومة نفتالي بينيت). “هذه الحكومة لن تضم مناطق ولن تقيم دولة فلسطينية” (رئيس الحكومة بينيت في مقابلة مع “نيويورك تايمز”). في البداية كان الاحتلال قصير العمر، مثل ذبابة صيف، اختراقه لمجالات حياة الآخرين والتصاقه بمواردهم كان يمكن أن ينتهي قبل الخريف. وكان يمكن أن ينضم الى الآباء عند مجيء اعياد تشرين. موشيه ديان ربما قال إنه ينتظر مكالمة من الملك حسين، ملك الاردن. ولكن الحقيقة هي أن هاتفه مثل هاتف يغئال الون واريئيل شارون ومناحيم بيغن وغيرهم كان في حالة “صامت”. 

هم لم ينتظروا أي أحد. لذلك، المؤقت طال وامتد الى أن تمخض عنه حفيد نادر جدا في العصر الحديث. عرابه – محكمة العدل العليا – وضع له اسم: “الاحتلال طويل المدى”. لم يعد مجرد ذبابة مزعجة، بل اصبح انسان آلي من الفولاذ يمكنه الصمود امام الكوارث الطبيعية والملوثات البيئية وله بطارية طويلة العمر. ولكن هو ايضا، حسب تعليمات المنتج وكل السوابق، كان يمكن أن ينهي منذ زمن دورة حياته.

لكن “مدى طويل الأمد” طال وامتد على طول عقود. معجزة مصباح الزيت. لقد فاق ثورة التلفزيون متعدد القنوات والانترنت والهاتف المحمول. لقد شاهد سور برلين يسقط. والابرتهايد في جنوب افريقيا ينهار. والاحتلال في العراق وفي افغانستان يأتي ويذهب. لقد شاهد جيل “الاكس” يصل الى نهايته وجيل “واي” يفعل العجائب، وها هو جيل “زد” سيتجند ويجرب بنفسه فنون الاحتلال. إن “مدى طويل الامد” لا يصل الى النهاية. 

من تفحص بشكل جيد الاحتلال العجوز طويل المدى وتسمع رئيس الحكومة وهو يقول إنه لا توجد ولن توجد أي عملية سياسية مع الفلسطينيين. وتسمع الصمت الذي يصم الأذن والذي ينطلق من بديله ومن كل الوسط – يسار، الذين لا يقولون “مرحبا، نحن نعتقد أننا بحاجة الى عملية سياسية، نحن نعتقد أنه بالتحديد الآن يجب انهاء الاحتلال”. ومن تنظر الى رئيس الدولة الذي كان في السابق من رؤساء الوسط – يسار والذي يزور في اليوم الاول من السنة الدراسية مؤسسات التعليم في مستوطنات. والتي تشاهد كل هذه الامور، بالتأكيد التي هي مكشوفة لوسائل الاعلام التقليدية – بالتأكيد هي ستلاحظ أن الاحتلال طويل المدى قد تغير. وأن جين “المؤقت” الذي كان هناك منذ بداية تطور الاحتلال، حتى في ايام الاحتلال قصير العمر، قد حدثت فيه طفرة. لم يعد الامر يتعلق باحتلال مؤقت، قصير أو طويل، بل بطفرة مختلفة كليا: احتلال دائم. احتلال جيل “الفا”.

“احتلال دائم” هو امر بديهي مثل “طهارة السلاح” و”مستوطنة معتدلة”. الاحتلال، حسب تعريفه، يمكن أن يكون مؤقت. الاحتلال هو أمر شاذ بالنسبة للسيادة. قبله سيادة وبعده سيادة، وفي الوضع غير الطبيعي الذي يتطلب من الطرفين، قانونيا واخلاقيا، العمل على انهائه.

عندما يعلن رئيس الحكومة بأنه لن يعمل على انهاء الاحتلال، ولا حتى عن طريق ضم، (الذي يلزم باعطاء حقوق مواطنة للواقعين تحت الاحتلال) فهو يقول إنه قد قرر بشكل نهائي ابقاء ملايين رعايا الاحتلال الاسرائيلي في وضع لا توجد لهم حقوق فيه. هم ليسوا جزء من أي سيادة، أو شركاء في تشكيل مستقبلهم – الى الأبد. الاستثناء هو يريد أن يحوله الى قاعدة. عندما يتجاهل وزراء ميرتس هذه التصريحات وكأن الامر يتعلق بشيء عابر وفعليا بصعوبة هم يصرحون حول الامور “الاحتلالية” ويركزون على شؤون وزاراتهم، وعندما رئيسة حزب العمل ترفض استخدام كلمة “احتلال”، وحزبها لا يؤدي اليمين من اجل النضال لانهائه، وعندما فقط صوت من يؤيدون الاحتلال الخالد يُسمع، فان الاحتلال يغير وجهه. الوعي هو الذي يحدد الواقع. 

هذه ليست النهاية. لأنه عندما نأخذ في الحسبان أن تثبيت الاحتلال يحدث في واقع فيه يوجد في نفس المنطقة مستوطنون لهم حقوق كاملة، لا يكون مناص من استخدام المفهوم الذي يصف بصورة دقيقة جوهره: الابرتهايد. مثلما أن السرقة المرافقة بالعنف تسمى سطو فان الاحتلال الذي هو غير مؤقت والذي يرافقه المستوطنون هو ابرتهايد. هذا بسيط جدا.

فقط في الاسبوع الماضي شرعنت المحكمة العليا وجود قوانين تفتيش مختلفة تحمي دخول بالقوة الى بيوت فلسطينيين وبيوت يهود في الضفة. كل ضباط في الجيش الاسرائيلي مسموح له أن يقرر الدخول الى بيت فلسطيني تقريبا لأي سبب. في حين أن الدخول الى بيت ابن الشعب المختار يحتاج الى أمر تفتيش وقع عليه قاض قام بفحص وجود دلائل وذريعة تم النص عليها في القانون. هذا تفاح وذاك اجاص، قال القضاة حول الالتماس الذي قدمه ستة سكان فلسطينيين وجمعية “يوجد حكم” وجمعية “اطباء من اجل حقوق الانسان” – هناك منظومتان قانونيتان كاملتان ومنفصلتان تسريان على هؤلاء وعلى اولئك. لذلك، لماذا ستكون قوانين التفتيش متساوية؟. وبكلمات اخرى، القاعدة هي التمييز. لذلك، لماذا نجعل هناك استثناء من المساواة في التفتيش؟ أو بحسبي: قوانين التفتيش للبيض تختلف عن قوانين التفتيش التي تسري على السود. لأن هؤلاء بيض واولئك سود.

انتهت سنة بسوئها وستبدأ سنة مع بركتها. ولعنتنا الكبرى، حتى لو تجاهلناها ولم نتحدث عنها ولم نتصفحها، لن تنتهي، وهي تتمثل في أننا محتلين. لذلك، الامنية المهمة التي يجب أن نتمناها هي أن الحركة من اجل انهاء الاحتلال سترفع رأسها وتتوقف عن الخوف والخجل وتزأر.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى