ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ميخائيل سفارد – افي عاد هكوهين، كيف وقعت على الالتماس

هآرتس – بقلم  ميخائيل سفارد – 12/1/2021

الالتماس الذي وقع عليه رئيس كلية للقانون يطالب بمنع حصول سكان غزة على التطعيمات الى أن تعيد حماس جثامين الجنود والمدنيين الذين تحتجزهم “.

يوجد نوعان من المحاماة. محاماة “عادية”، التي من يعمل فيها يسمى في العادة “اليد الطويلة للزبائن”، (والاكثر انتقادا يسمونهم “مرتزقة”)، ومحاماة موجهة لهدف اجتماعي، التي في اطارها تمثيل الزبائن هو جزء من مهمة لتعزيز قيم ومصالح اجتماعية عامة. على الاغلب ليس من الصحيح محاكمة الاوائل على الادعاءات التي يطرحونها باسم زبائنهم، حيث أن الجميع يستحقون تمثيلهم وما شابه. وفي المقابل، يمكن واحيانا يجب فعل ذلك عندما يدور الحديث عن المحامين الاجتماعيين بسبب تفاخرهم بأن يكونوا في نفس الوقت ممثلون ونشطاء مستقلون، خاصة عندما تكون طريقهم، حتى لو كانت مرصوفة بالنوايا الحسنة، تؤدي الى جهنم. أنا اريد التوجه بشكل شخصي الى أحد هؤلاء.

في هذا الاسبوع واجهني التماس قدمته عائلة غولدن التي ابنها الملازم هدار غولدن قتل في عملية الجرف الصامد وجثته موجودة حتى الآن في أيدي حماس. حماس كعادتها تحتفظ بالجثة كورقة مساومة وتطالب باطلاق سراح سجناء في المقابل. سيقال ما هو مفهوم ضمنا: حماس ترتكب جريمة مقيتة بأنها تمنع عائلة غولدن من دفن ابنها وتثبت مرة اخرى بأن الامر يتعلق بمنظمة لا تستبعد فعل أي شيء وحشي وغير انساني من اجل تحقيق اهدافها. وحقيقة أن حكومة اسرائيل تبنت نفس الممارسة، وكذلك هي تتاجر اليوم بجثث قتلى فلسطينيين، تثبت أن احد الاثمان الصعبة للارهاب هو الضرر الذي يتسبب به للعمود الفقري الاخلاقي لضحاياه.

على أي حال، نضال عائلة غولدن وندائها بأن حكومة اسرائيل يجب عليها أن تعمل على اعادة جثة ابنها، هي صرخة محقة وصحيحة. ولكن ضائقتها التي تستحق التماهي لا يمكن أن تبرر المس بالأبرياء. هذا بالضبط ما يريده الالتماس الذي تم تقديمه باسمها للمحكمة العليا. يجب فرك العيون من اجل التصديق بأنه “في الالتماس الذي تم تقديمه، حتى باسم العيادات القانونية في كلية “شعاري مشباط ومداع”، توجد مطالبة باصدار أمر يحظر نقل لقاح الكورونا لسكان غزة الى أن تعيد حماس جثث قتلى الجيش الاسرائيلي والمدنيين الذين تحتجزهم.

“عدم استغلال هذه الفرصة”، كتب في الالتماس – نعم فرصة، الوباء المتفشي – “سيؤدي باحتمالية عالية الى أن تذهب الجهود التي تم بذلها هباء، هذا اذا بذلت، من اجل اعادة الابناء الى البيت… في المقابل، الامتناع عن ارسال لقاح الكورونا الى قطاع غزة، حتى اعادة الابناء، يمكن أن يكون خطوة مؤقتة فقط، حيث أنه فورا عند اعادة الابناء سيكون بالامكان ارسال التطعيمات المطلوبة”.

هيا نفهم للحظة ما قيل هنا. الملتمسون يريدون استغلال حقيقة أن غزة توجد تحت حصار اسرائيلي منذ 13 سنة، ولا تستطيع تطوير جهاز صحة مستقل جدير بهذا الاسم، وأنها تعتمد بشكل كامل على افضال اسرائيل، واتخاذ صحة وحياة مليوني شخص يعيشون فيها كرهائن حتى اعادة القتلى والمدنيين الذين تحتجزهم حماس.

في تراثنا قيل إنه يجب أن لا تحكم على شخص الى أن تصل الى مكانه. أنا غير مقتنع بأنني اوافق على تبسيط هذا المثل، لكن لأنه في الجهود المبذولة من اجل منع التطعيمات عن الغزيين، يشارك ليس فقط ابناء العائلة الثكلى، بل ايضا محامي يبدو لي أنه يمكنني مناقشته. محامي العائلة هو أحد المحامين ورجال القانون الهامين والرائعين في اسرائيل: البروفيسور افيعادهكوهين. هكوهين هو رئيس كلية شعاري مشباط ومداع، المحامي والباحث القانوني وكاتب المقالات الغزيرة، الذي كان شريكا في نضالات كثيرة من اجل حقوق الانسان، من بينها ضد اقصاء النساء والتمييز ضد شرقيين في المجتمع الاصولي، وكل ذلك من خلال الرؤية الارثوذكسية التي يتبناها. هكوهين هو عضو في عدد غير قليل من اللجان العامة ونشاطاته الاجتماعية واسعة جدا. هكوهين هو ما يسمى لدينا “انسان قيمي” (وهو تعبير غبي، لكن أنتم تعرفون ماذا اقصد). وليس مستغربا أنه مع سجل كهذا فان اسمه تم ذكره اكثر من مرة كمرشح لمنصب قاضي في المحكمة العليا. وبين رؤيتي ورؤية كوهين توجد فجوات، احيانا كبيرة، لكنني أحترمه وأقدره.

لذلك، عندما رأيت توقيع هكوهين على التماس عائلة غولدن دهشت وتملكني حزن كبير. هذا الحزن زاد عندما تغلغل في البصيرة التي يمثلها هكوهين في هذا الملف من قبل العيادة القانونية للمؤسسة التي يعلم فيها. أي أن هذه الحالة هي جزء من التعليم القانوني الذي يقدمه لطلابه.

كيف يا افيعاد، كيف ساعدت في خطوة اجرامية كهذه؟ هل حقا هذا هو ما تريده؟ أن يموت آلاف الغزيين بسبب عدم اعادة حماس التي تسيطر عليهم الى زبائنك جثة ابنهم؟ ولا تقدم لنفسك تسهيلات. هذا بالضبط ما طلبته من المحكمة العليا. صحيح أنك تحفظت، حتى بصورة متشددة، من أن الامر الذي طلبته هو منع تحويل التطعيمات “لابعد مما يقتضيه القانون الدولي”. ولكن من يقرأ الالتماس الذي كتبه قلمك يفهم أن هذا هو ضريبة كلامية، وأنك تريد أن تلزم حكومة اسرائيل بفعل ما هو مطلوب من اجل أن تعرض للخطر صحة وحياة مئات آلاف الغزيين، كأداة ضغط من اجل تحقيق هدف اعادة الابناء.

أنا، على سبيل المثال، اعتقد أن غزة توجد تحت الاحتلال. وهو يختلف عن الاحتلال الموجود في رام الله، والذي يختلف عن الاحتلال الموجود في منطقة التماس. ولكن كله احتلال. لذلك، على كاهل اسرائيل تقع المسؤولية العليا عن صحة وحياة جميع الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي قطاع غزة. ربما أنت لا تفكر بهذه الطريقة، لذلك أنت تعتقد أن هناك فجوة بين “ما يقتضيه القانون الدولي” وبين التأكد من حصول جميع سكان غزة على اللقاح، وهذه الفجوة هي التي تسعى الى استغلالها.

في الالتماس كتبت أن العائلة عرفت أن هناك نية لتحويل التطعيمات وتقديم العلاج للمرضى في القطاع. ليت هذا كان صحيحا. حكومة اسرائيل هي أقل انسانية بكثير مما يظهر لك. ردا على الالتماس اوضحت النيابة العامة في الدولة بأنه حتى الوقت الحالي لا توجد أي نية لفعل ذلك. ولكن لنفترض أنه توجد نية، أنت تسمي هذه الخطوة – اعطاء تطعيمات وعلاج اثناء وباء عالمي لم نشهده منذ قرن – “ذروة التهكم والانغلاق”. بالنسبة لك “اذا أرادوا، (اعضاء حماس)، يمكنهم بسهولة اعادة جثامين الجنود والمدنيين الاسرائيليين الى بيوتهم والحصول على اللقاح والعلاج في موضوع الكورونا”.

في الالتماس تفاخرت باستخدام القضاء كدرع لعائلة غولدن. في الوقت الذي أنت فيه بالفعل تستخدمه كسيف قاطع. هل توافق على تقديم التماس يطالب بمنع التطعيمات في بني براك الى أن تغلق القيادة الحاخامية مدارس تعليم التوراة، التي نشاطها يمكن أن يزيد تفشي الوباء؟ من الواضح أن لا. لأنه توجد خطوط ادعاء لا يمكن للمحامين الاجتماعيين ادعاءها والجدال فيها. أحد هذه الادعاءات هو تعزيز العقاب الجماعي، وهذا ما كان يجب على طلابك تعلمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى