ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ميخائيل سفاراد – النقاش مع اليمين حول المظاهراتبدون جدوى

هآرتسبقلم ميخائيل سفاراد – 30/9/2020

يجب على المتظاهرين تغيير صورة الاحتجاج وأن يأخذوا علىعاتقهم قيود. هذا هو معنى تقديس حياة الانسان والتضامنالاجتماعي. ليس لأن المظاهرات تؤدي الى العدوى أو لأن حكمالمظاهرات هو مثل حكم الصلاة “.

النقاش حول المظاهرات والصلاة هو مثل النقاش حول الصورة المرغوبةللسلطة القضائية، ومثل النقاش حول ادخال كاميرات الى صناديق الاقتراعلمنع التزوير، الذي هو نقاش عديم الجدوى. قاعدة البيانات وقواعد النحوالمنطقي وعالم الاعتقادات لكل طرف هي مختلفة، وهذا الامر يخلق حواراتمتوازية لا تلتقي. ولأنه باللسان جميعنا نتحدث ظاهريا بنفس اللغة الانسانية(العبرية)، يتولد الانطباع بأنه يجري هنا حوار، لكن فعليا الجو يمتليء بتنافرأدوات تعزف اعمال موسيقية مختلفة في نفس الوقت.

هذا الشذوذ ينطبق على خلافات كثيرة بين وجهات نظر عالمية مختلفةالتي تجري بدون قاعدة متفق عليها تسمح بحوار على نفس المستوى. ولكنالفشل في النقاشات التي ذكرتها يختلف بميزة واحدة تميزه وتكرر نفسهافي العديد من النقاشات التي تجري في الآونة الاخيرة بين المعسكر الحاكموبين الاقلية السياسية التي تسمىيسار“. من يؤمنون بالخلق يؤمنون بشدةأن الله خلق العالم. والذين يناضلون ضد الاجهاض يؤمنون بشكل كاملوراسخ بأن الجنين هو انسان منذ اللحظة التي تم فيها الحمل. هؤلاء يتألمونمن التعليم الآثم (حسب ايمانهم)، وهؤلاء يتألمون من قتل الاطفال (حسبرؤيتهم). الى هذا النقاش يحضرون نظام قيمي كامل. هم يريدون قوةسياسية من اجل وقف التعليم الفاسد ومن اجل انقاذ الاطفال. هذا ليسالوضع لدى المؤيدين لتقييد المظاهرات وتقييد قوة السلطة القضائية أو ردعالناخبين العرب. اليمين المستبد الذي يرفع رأسه في ارجاء العالم والذي حزبالليكود يمثله في اسرائيل، لا يناضل من اجل السلطة لتنفيذ السياسات، بلهو يطبق سياسة من اجل الوصول الى السلطة. الهيمنة هي الهدف،واضعاف انظمة تقييدها هي الوسيلة، وكل وسيلة (وكل ادعاء) هو حلال.

اليمن من هذا النوع ليس له نظام قيمي شامل. توجد فقط قيمة واحدةوهي الحفاظ على السلطة وزيادتها. هذا السبب القيمي يسمح بمرونة بلاغيةكبيرة جدا. هذا في ادعاءات رئيس الحكومة واصدقاءه مع أو ضد هذا الامرأو ذاك، يمكن أن نجد تنوع متناقض من المباديء المستعارة من رؤى مختلفة،من خلال اجتثاثها من محيطها القيمي الذي انتزعت منه وزرعها في بيئةغريبة ليست ذات صلة. على سبيل المثال، من اجل الدفع قدما بادخالكاميرات الى صناديق الاقتراع اكتشف البيبيونطهارة الانتخابات” (مبهرةبكذب عن تزويرات كبيرة في الوسط العربي)، وفصلوها عن باقي القيم التيتسود في انتخابات ديمقراطية. هكذا، مثل الادعاء بتقييد المظاهرات، اكتشفالبيبيون وحلفاءهم خطاب حقوق الانسان، والانسانيون الجدد مناسرائيلاليوموالمصدر الاولصرخوا بغضب مقدس بأنالحق في الحياة هو اهممن الحق في التظاهر“.

عندما نقتلع هرمية الحقوق من عالمها السياسي الذي يشمل ايضامباديء تحدد ما هو الحد الادنى للمخاطرة بمصلحة مهمة تبرر المسبالحقوق وما هي طرق اثبات هذه المخاطر، يبدو أن بيبي على حق. وبعد كلشيء هو يهتم، مثلما قال في سياق آخر ولكن بصورة متلاعبة، بـالحياةنفسها“.

نقاش كهذا ليس فقط هو غير مجدي، بل هو متعب ايضا: عندما يتمفيه المرة تلو الاخرى اخفاء البيانات من النقاش والتي تظهر فرق واضح فيمستويات الاصابة المؤكدة؛ وعندما يحصل مغردو اليمين الذين هم ايضامصلون على منصة للصراخ منها بسذاجة بشأن التمييز ضدهم، ورغم أنالجميع يعرفون بأنه خلافا للصلاة فان قيمة المظاهرة تقاس بعدد المشاركينفيها؛ وعندما يكررون مرة تلو الاخرى ادعاء أن حرية الاحتجاج ليست اهممن حرية العبادة رغم أن هذه اجابة على ادعاء لم يطرح، الادعاء هو أنالاحتجاج اكثر اهمية للديمقراطية، وأن حرية الاحتجاج هي حق يحميقواعد اللعب، لهذا فانه يضمن من بين امور اخرى حرية العبادة؛ هكذاينجح اليمين في نقش الحقيقة البسيطة التي تقول إن ما يريده رجاله هوفعليا أن يسيطر النظام الحاكم على المظاهرات ضده.

هكذا، مواجهة جانب، يخترع حقائق وبيانات ويخلق تشبيهاتواستعارات لا مثيل لها تبعد سنوات ضوئية عن مصدرها ويجند افكار لاتتفق مع بعضها البعضيخلق تماس يؤدي الى ارهاق المتظاهرين. النتيجةهي أن كل جملة يقولها البيبيون وامثالهم تحتاج الى دقائق طويلة من اجلدحضها، والعودة الى البديهيات الاساسية والسياق ذي الصلة ووضعالحقائق في نصابها. هذه دقائق ثمينة ليست في الخطاب الاعلامي. تخيلوامعلم الرياضيات في مدرسة ثانوية اضطر الى بدء كل حل لمعادلة منمجهولين بالتذكير بأن واحد زائد واحد يساوي 2. وهكذا الادعاءات تتحركفي دوائر غير منتهية ولن تنتهي، بل بطريقة من اثنتين: انهاء أو استخدامالقوة الزائدة للسلطة.

هكذا بالضبط خسرنا في قضية المظاهرات. لأنه مع الاخذ فيالحسبان الآلة الضخمة التي تئز بلا توقف (وبدون قاعدة علمية) بأنالمظاهرات تخلق اصابة مكثفة وأن الصلاة لا تقل اهمية عن المظاهرات فلنينجح أي شيء في اقناع المصلين بأنهمن المنطقي أن يحظر عليهم ما هومسموح في بلفور“. معنى ذلك هو احتمال معقول لخرق اكبر لقواعد الابتعادالاجتماعي في الكنس، المزيد من الاصابات والمزيد من الوفيات. لهذا، منوجهة نظر من يؤيدون المظاهرات فانه حتى لو لم يكن هناك أي دليل على أنالمظاهرات تخلق العدوى، فان وجودها يتسبب بطريقة غير مباشرة بعدوىكبيرة في الكنس وفي المدارس الدينية.

لهذا السبب ولأنهم لا ينجحون في التغلب على الحجم الضخم منالبيبيين واقناع الجمهور بأن التشبيه لا اساس له، يجب على المتظاهرينتغيير صورة الاحتجاج وأن يأخذوا على عاتقهم قيود. هذا هو معنى تقديسحياة الانسان والتضامن الاجتماعي. ليس لأن المظاهرات تؤدي الى العدوىأو لأن حكم المظاهرات مثل حكم الصلاة، بل لأن التلاعب البيبي نجح،والمسؤولية عن منع نتائجه المدمرة ملقاة على عاتق المتظاهرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى