هآرتس – بقلم مور التشولر – بيع طائرة اف35 لاتحاد الامارات هو مصلحة اسرائيلية

هآرتس – بقلم مور التشولر – 6/9/2020
“ مرة اخرى خابت توقعات اليسار: الفلسطينيون سيكونون آخر العرب وليس أولهم الذين سيوقعون على اتفاق سلام مع اسرائيل “.
في اتفاق السلام مع اتحاد الامارات توجد امكانية كامنة لنقطة يمكن الامساك بها، حيث يمكنها أن تحوله الى نوع من الموقع المتقدم لاسرائيل أمام شواطيء ايران. للمرة الاولى اسرائيل غير قلقة من صد التمدد الايراني في سوريا ولبنان وقطاع غزة، بل هي تقوم بتشكيل ساحة الصراع لصالحها: نحن نقترب من نقطة ضعف الايرانيين، بدلا من الاكتفاء بصد قوتهم على حدودنا. لذلك فان بيع طائرات قتالية متقدمة من نوع اف35 لاتحاد الامارات هو مصلحة اسرائيلية، بفضلها يتم توسيع العلاقات مع سلاح جو صديق يمكنه أن يكتسب خبرة في تشغيل الطائرة القتالية المتقدمة، وأن يمنح طائرات الشعوب الصديقة بنية تحتية مناسبة وقريبة من شواطيء ايران.
ليس صدفة أنه نشر بتوسع في نيسان 2019 بأن طيارين اسرائيليين تدربوا في اليونان مع طيارين من اتحاد الامارات. وليس صدفة أن رئيس قسم التدريب في سلاح الجو، العقيد آسافتسلئيل، اشار (في مقابلة مع أمير بوحبوط في واللاه في 21 آب الماضي) الى أن سلاح الجو الاسرائيلي لا يعارض البيع. ويجدر الانتباه الى اقواله: “في التدريبات في بلوفلاغ (تدريبات جوية دولية اجريت في اسرائيل)، بشكل عام نحن نتدرب امام طائرات معادية “حمراء” من نوع اف35. أنا آخذ من سربي اف35 من اجل تقليد العدو”.
بكلمات بسيطة، أداء الطائرات القتالية لا يعتمد فقط على نوع الطائرة، بل حتى على نوعية الطيارين. اسرائيل حظيت بطيارين متميزين، يقلدون معارك جوية ضد طائرات اف35، ومستعدون لمحاربتها عند صدور الاوامر. هذان المنشوران يدللان على أنهم في الجيش الاسرائيلي يدركون الافضلية الكامنة في توسيع فضاء نشاط اسرائيل الجوي، ومستعدون لأخذ مخاطرة محسوبة، من أن تكنولوجيا متقدمة لطائرات اف35 ستقع في أيدي نظام معاد.
في الفترة القريبة، سقوط تكنولوجيا كهذه في أيدي قوات معادية يمكن أن يحدث اذا قامت ايران باجتياز خليج سلطنة عمان وغزت اتحاد الامارات، مثلما غزا صدام حسين الكويت في 1991. وبقراره المتسرع فقد انزل صدام الدمار على العراق وايضا بمواصلة حكمه. من الصعب الافتراض بأن الايرانيين سيخاطرون بعملية عدوانية مشابهة. وتكفي صرخات الاحباط التي تتصاعد من طهران كي توضح بأن الايرانيين يعرفون جيدا أن اسرائيل تكتسب موطيء قدم في الخليج الفارسي، في حين أنه تم دفعهم الى الزاوية في ساحة بيتهم.
لا يمكن تجاهل صرخات الاحباط التي تتصاعد ايضا من السلطة الفلسطينية ومن اوساط من يؤيدونها ازاء اتفاق السلام مع اتحاد الامارات. والثغرة التي يفتحها لانضمام دول اخرى. الفلسطينيون يشعرون بأن ادوات اللعب تغيرت وأنهم يخسرون مرة تلو الاخرى في الساحة العربية الداخلية، حيث أن “القضية الفلسطينية” لم تعد ذريعة لمحاربة اسرائيل. وحقيقة أن بنيامين نتنياهو المكروه هو الذي قاد هذه الخطوة، هي مسمار آخر في نعش وهم “فلسطين أولا”، الذي نجحوا في بيعه للعالم طوال جيل.
الشخص الذي شاهد بذور هذه العملية هو الدكتور غاي بخور، الذي بقي يجادل لسنوات بأن الصراع المفتعل مع الفلسطينيين، حسب تعريفه، سيتبدد أمام مصالح العرب الحقيقية. اجل، في السعودية وسلطنة عمان واتحاد الامارات الخوف من ايران يتفوق على كراهية اسرائيل. والحاجة الى معرفتنا وقوتنا تتفوق على الشرف المتخيل للصراع المثير للشفقة ضدنا.
مرة اخرى خابت توقعات اليسار: الفلسطينيون سيكونون آخر العرب وليس أولهم، الذين سيوقعون على اتفاق سلام مع اسرائيل.
******



