ترجمات عبرية

ارتفاع الحرارة في اسرائيل ثلاثة اضعاف في العقود الاخيرة

هآرتس – بقلم  لي يارون – 27/10/2021

” حسب بيانات هيئة الارصاد الجوية فان اسرائيل ارتفعت فيها الحرارة في العقود الثلاثة الاخيرة بـ 0.59 درجة في كل عقد، وهذه وتيرة اسرع مما كان في السابق  “.

وتيرة ارتفاع الحرارة في اسرائيل ارتفعت ثلاثة اضعاف في العقود الاخيرة واجتازت مستوى الدرجة ونصف، حسب بيانات هيئة الارصاد الجوية. وحسب التحليل الذي اجراه في الاشهر الاخيرة الدكتور اسحق يوسف، والذي عرض أمس في مؤتمر دولي شارك فيه اعضاء من 31 هيئة ارصاد جوية اوروبية في بروكسل، فان اسرائيل ارتفعت الحرارة فيها في العقود الثلاثة الاخيرة 0.59 درجة في العقد، وهذه وتيرة اعلى بكثير من وتيرة ارتفاع الحرارة في العقود السبعة الماضية، 0.21 درجة في العقد. هذه المعطيات تتساوق مع الاتجاه العالمي لتسارع ظاهرة الاحتباس الحراري. 

حتى الآن فحصت هيئة الارصاد الجوية الاحتباس الحراري في اسرائيل طوال فترة مدتها سبعين سنة، من 1950 – 2017. هذه القياسات اوضحت أن اسرائيل ارتفعت الحرارة فيها 1.4 درجة بالمتوسط. التحليل الذي اجري الآن يضيف القياسات التي تمت بين 2018 – 2020 ويشير الى أن اسرائيل ارتفعت الحرارة فيها 1.55 درجة بالمتوسط منذ العام 1950. وبالنظر الى العقود الثلاثة الاخيرة، بين الاعوام 1990 – 2020، ارتفعت الحرارة في اسرائيل 1.7 درجة بالمتوسط. الفجوة بين البيانات المختلفة يمكن تفسيرها بانخفاض بسيط في درجات الحرارة التي سجلت في الفترة بين نهاية الخمسينيات والعام 1990.

مدير قسم المناخ في هيئة الارصاد الجوية، افنر فورشمان، قال للصحيفة: “في الحساب الجديد وجدنا أنه ايضا في السنوات الثلاثة الاخيرة واصلت درجات الحرارة الارتفاع في اسرائيل، وأن ارتفاع درجة الحرارة اكبر مما عرفنا حتى الآن وتجاوز نسبة الدرجة ونصف. ايضا وتيرة ارتفاع الحرارة سريعة بثلاثة اضعاف ما كان في العقود السبعة الاخيرة. البيانات تدل على أن التغيرات في المناخ حاصلة هنا وأنها مستمرة”.

مدير هيئة الارصاد الجوية، نير ستاف، اوضح بأن الاحتباس الحراري العالمي لا يحدث بصورة موحدة في ارجاء العالم أو بوتيرة ثابتة في الـ 150 سنة الاخيرة. ولكن حدث في العقود الاخيرة تزايد متسارع لارتفاع الحرارة في كل العالم.

حسب قوله: “الارتفاع كان اعلى فوق القارات مما هو فوق المحيطات. وكان اعلى في نصف الكرة الشمالي مما هو في النصف الجنوبي. وبالتالي، ارتفاع درجة الحرارة عندنا في الثلاثين سنة الاخيرة كان اعلى. 

وتيرة ارتفاع الحرارة في اسرائيل اعلى بضعفين من المتوسط العالمي. هذا ما يتبين من المقارنة التي اجراها فورشمان وعلماء في هيئة الارصاد الجوية. العلماء قارنوا البيانات الاسرائيلية بشأن ارتفاع الحرارة، 0.54 درجة في كل عقد بدءا من 1980 وحتى 2020 (التي تتعلق بارتفاع حرارة اليابسة ولم يتم حساب ارتفاع حرارة المحيطات)، مع بيانات تقرير “آي.بي.سي.سي” الاخير والتي تشير الى ارتفاع حرارة يبلغ 0.29 درجة في كل عقد خلال هذه الفترة. “عند مقارنة ارتفاع الحرارة في اسرائيل مع كل العالم، نكتشف شيء مقلق، ويجب علينا الاستعداد مسبقا لتأثيراته”.

في محادثات اجرتها “هآرتس” مع بروفيسورات في مجال ازمة المناخ من جامعة تل ابيب وجامعة بن غوريون ومعهد وايزمن، قالوا إن الامر يتعلق بمعطيات مهمة. على سبيل المثال، رئيس مدرسة الاستدامة وتغير المناخ في جامعة بن غوريون في النقب، البروفيسور يارون زيف، قال إن “المعطيات الجديدة لهيئة الارصاد الجوية تلقي بظلال شديدة على استعداد اسرائيل لازمة المناخ. وارتفاع الحرارة بهذا المستوى يعني تغييرات كبيرة، بما في ذلك في المناطق شبه الصحراوية ومنطقة البحر الابيض المتوسط المحكوم عليها بالتصحر”. وحسب قوله “سنوات كثيرة من الاهمال الحكومي والتعامل باستخفاف مع ازمة المناخ ومع الازمة البيئية، تضعنا امام تحد كبير. لقد حان الوقت للقيام بخطوات جوهرية. زعماء حقيقيون ومسؤولون لدولة اسرائيل وسكانها لا يمكنهم النوم بهدوء في الليل بعد نشر النتائج الجديدة.

البروفيسورة هداس سعروني، من دائرة الجغرافيا والبيئة الانسانية، ومن المدرسة البيئية “بورتر” وعلوم الارض في جامعة تل ابيب، قالت “النتائج تؤكد الاتجاه المتزايد لارتفاع الحرارة في منطقتنا. هذا الاتجاه له تأثيرات وخيمة، لا سيما في منطقتنا التي تعرف بأنها منطقة تخضع لظروف عبء حراري طوال الموسم الحار الطويل”. رئيس مركز المناخ في جامعة تل ابيب ورئيس قسم الدراسات البيئية، البروفيسور كولن برايس، قارن تسارع ارتفاع الحرارة مع موجات الاصابة بمرض الكورونا: “ارتفاع الحرارة في اسرائيل اسرع مقارنة مع ارتفاع الحرارة في العالم. لذلك، البيانات مقلقة جدا. ومثلما نعرف أنه مع موجات الاصابة التي بدأت بوتيرة بطيئة وتتسارع بوتيرة أسية، ايضا درجات الحرارة في العالم وفي اسرائيل ايضا بدأت في الارتفاع بسرعة دون معرفة متى سنصل الى الذروة”.

البيانات الجديدة نشرت قبل بضعة ايام من عقد مؤتمر المناخ للامم المتحدة “سي.أو.بي 26” في غلاسكو. الذي سيشارك فيه زعماء من ارجاء العالم لبلورة تفاهمات من اجل خفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري بهدف منع ارتفاع الحرارة المتوسط في العالم الى ما فوق 1.5 درجة مقارنة مع عهد ما قبل الفترة الصناعية، الهدف الذي وافق عليه زعماء العالم في اتفاق باريس. العلماء يحذرون من أنه بعد هذا المستوى فان ارتفاع حرارة الكرة الارضية سيتجاوز نقاط عتبة خطيرة.

الضرر المتوقع بعد هذا الارتفاع لا يشمل فقط تزايد احداث الحالة الجوية المتطرفة مثل الحرائق والفيضانات والقحط وموجات حرارة شديدة وارتفاع سطح المياه، بل ايضا يمكن أن يسرع عملية انهيار اقتصادي ويزيد التهديد الامني ويقوض استقرار دول ويثير موجات هجرة. منظمات بيئة ونشطاء خضر يشيرون الى أنه رغم التحذيرات إلا أن اسرائيل وضعت اهداف تخفيض انبعاث منخفضة مقارنة مع دول متقدمة من ناحية بيئية، لأنها لا تشمل ازمة المناخ في خارطة التهديدات الوطنية ولا تعلن عن حالة طواريء. وزارة حماية البيئة حاولت الدفع قدما بقانون مناخ، لكن هذه الخطوة تم وقفها بسبب معارضة وزارة الطاقة ووزارة المالية.

البروفيسور رون ميلو، من قسم علوم النباتات والبيئة في معهد وايزمن، ورئيس مشروع ابحاث الاستدامة والطاقة المتجددة، قال “نحن في اسرائيل نوجد في مكان يوجد فيه الكثير مما نفقده بسبب ارتفاع الحرارة في العالم. التأثير على الامطار في الشتاء وعلى اعباء الحرارة في الصيف وعلى البحر المتوسط، ستؤدي الى الاضرار بجودة الحياة لنا جميعا”. وحسب قوله، البحث الجديد يبين أن التأثير قد حدث. واضاف ميلو بأن “توجد لنا في اسرائيل مصلحة قوية في أن تنجح النقاشات في غلاسكو. هذا هو الوقت المناسب للتخلي عن استخدام انابيب النفط التي ستمر في اسرائيل، والتي ستشجع الاحترار العالمي، وأي خلل يحدث في الانابيب يمكن أن يعطل محطات تحلية المياه التي تزودها بمياه الشرب، ويحتمل أن تضر بالشواطيء على السهل الساحلي وفي ايلات”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى