هآرتس – بقلم كوبي نيف – “نعم للسلام ، لا للعنف؟” حقا

هآرتس – بقلم كوبي نيف – 5/11/2019
“نعم للسلام، لا للعنف”، تحت هذا الشعار المكرر وكأنه يحافظ على شعار الاعتصام قبل 24 سنة الذي في نهايته قتل اسحق رابين، والذي جرى أول أمس في الميدان الذي سمي منذ ذلك الحين على اسمه، اعتصام في ذكرى رئيس الحكومة بقيادة جنرال جديد لم يصبح بعد زعيم أو رئيس حكومة، بني غانتس.
ولكن ماذا يقول هذا الشعار الفارغ؟ ماذا يبيع؟ لأي سلام يقول نعم منظمو الاعتصام والمشاركين فيه؟ هل هو السلام بين تركيا والاكراد؟ بين لبيد والاصوليين؟ بين سوريا وروسيا؟ بين ليبرمان وبيبي؟ منذ عشرات السنين لا يوجد هنا حتى طرف شعرة ذيل لعملية سلام مع أي عدو أو أي جار، لا يوجد أي واحد من قادتنا أو من الذين يتبجحون بأنهم قادتنا يقترح خطة سلام معينة، وبالتأكيد ليس غانتس وحزبه. اذا بماذا تشوشون عقولنا عن “نعم للسلام”؟ على الاقل في حينه، في عهد رابين، الحكومة ادارة عملية سلام، عملية صحيح أنها فشلت، لكن ماذا بالنسبة لكم؟ الآن ما الذي انتم مستعدون للقيام به من اجل التوصل الى سلام مع الفلسطينيين عدا عن قتلهم؟.
ما معنى شعار “لا للعنف”؟ هذا شعار كاذب، سواء في عهد رابين وبيرس، وايضا الآن في عهد نتنياهو وغانتس. “لا للعنف” كان وما يزال وسيبقى الى الأبد شعار كاذب. من يقول إنه ضد العنف ومن يتظاهر تحت شعار “لا للعنف” ومن يلصق على زجاج سيارته ملصق “كفى للعنف”، هو كاذب يكذب أولا على نفسه.
بماذا انشغل رابين المرحوم وغانتس اطال الله عمره، طوال شبابهما؟ في ادارة العنف واستخدامه. بماذا ينشغل الجيش الذي عملوا فيه وأداروه طوال حياتهم؟ هذا هو الذراع العنيف الذي يدافع عن الدولة من اعدائها. ما الامر. رؤساء اركاننا هم ضد العنف؟ وأنتم ماذا؟ ألم تخدموا في الجيش؟ ألستم مع وجود جيش قوي لاسرائيل؟ اجل، لا يوجد مناص، نحن بحاجة الى جيش، لكن ليس فقط الجيش هو الذي يستخدم العنف، حتى الشرطة تستخدم العنف. ونحن ايضا بحاجة الى شرطة. ولأنها عنيفة – تقوم بتفريق المظاهرات وتدمير البيوت وسجن الاشخاص – هل أنتم مع حلها؟.
واذا افترضنا أن شخص ما انقض على زوجته وهو يحمل فأس لقتلها، ألم تكونوا ستحطمون رأسه بالطوب أو العصا من اجل انقاذ حياتها؟ ولكن هذا ايضا يعتبر عنف. ولنفترض أن شخص ما اطلق النار على يغئال عمير قبل لحظة من اطلاقه النار على رابين، فهل كنتم ستعارضون هذا العنف؟ العنف بحد ذاته هو ليس شيئا سيئا أو جيدا. هو وسيلة لخدمة الانسان والمجتمع. احيانا يكون وسيلة جيدة وجديرة واحيانا يكون وسيلة تهديدية وفظيعة. عن ذلك يجب أن يكون النقاش. كيف ومتى وبأي وسيلة يجب ولمن مسموح استخدام العنف، وليس الاستهزاء بعقولنا عن المقاومة الجارفة للعنف.
من يعارض العنف بصورة كاسحة كما يبدو يؤيد فعليا العنف، لأنه لا يضع لنفسه آليات دفاع ضد العنف السيء، لمن يأتون لتصفيته. ويؤدي بذلك الى أنه في نهاية اعتصام عنوانه “لا للعنف” فان شخص ما يؤمن بالعنف، يقتل رئيس الحكومة. والى حين أن تفهموا ذلك، فان الذين يقدسون العنف على اشكالهم، سيواصلون قتلكم وقتل أي أمل لكم بالسلام والحياة بشكل عام.