ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم كارولينا ليندسمان – نتنياهو جاء ليشتم العرب لكن العرب خرجوا مباركين

هآرتس – بقلم  كارولينا ليندسمان – 13/11/2020

ليس لدي شك أن نتنياهو جاء ليشتم لا أن يصلح. ولكن ربما أن التاريخ يخطط لخداعه مرة اخرى وسيخرج مرحبا بهم على صوت تحطم سقف الزجاج للتمثيل العربي في الحكومة “.

هناك امور فقط يمكن لليمين القيام بها. فقط اليمين يمكنه أن يعيد اراضي ويخلي مستوطنات مقابل سلام وأن يبقى على قيد الحياة وفي السلطة. فقط اليمين يمكنه التوقيع على اتفاقات تطبيع مقابل بيع سلاح متطور للعرب دون أن يعتبر خائنا. “لا تعطوهم بنادق”، صرخوا في حينه في وجه رابين وحكومته. الآن اتضح أن كل هذا كان سوء فهم كبير. هم ببساطة كانوا ينوون القول “اعطوهم طائرات اف 35”.

ايضا في كل ما يتعلق بالتعاون السياسي مع العرب في الحكومة، فقط اليمين يستطيع. رئيس الحكومة بنيامين (“العرب يتدفقون بجموعهم نحو صناديق الاقتراع”) نتنياهو يوظف مؤخرا جهود كبيرة ليقرب اليه راعم ومن يترأسها عضو الكنيست منصور عباس. واليمين الذي يعتقد أن تشكيل حكومة يسار ضيقة تستند الى العرب يعتبر عمل يوازي خيانة الدولة، يملأ فمه بالماء. وما يعتبر في نظره “أمر لن يمر حتى على جثتي” عندما يتعلق الامر باليسار، مسموح به وحتى أنه مرغوب فيه عندما يدور الحديث عن اليمين.

عباس يتعرض للانتقاد من زملائه في القائمة وفي المعسكر الذين يعتقدون أن التعاون مع نتنياهو غير شرعي بسبب التحريض والعنصرية والاحتلال والرشوة. عباس ينفي أنه ينوي بيع زملائه في القائمة أو خدمة نتنياهو في محاولته للهرب من القانون. “أنا اريد ان اكون جزء من اللعبة السياسية ولست ملزما بأن اكون في جيب أحد”، قال عباس.

هذا ليس التعاون الاول لليمين مع العرب. الاحزاب العربية صوتت مع اليمين على حل الكنيست وأيدت تعيين متنياهو انغلمان مراقبا للدولة. التعاون ليس عفوي بل استراتيجي. نتان ايشل نشر في السنة الماضية مقالين يحملان نفس الرسالة: على اليمين أن يعرض على العرب تحالف سياسي. نتنياهو يعرف أن التهديد الاكبر لحكم اليمين هو اصوات العرب. لهذا فان استراتيجيته ستتركز في تحويلها الى اصوات غير شرعية ومنع خلق تحالف يضمه. معسكر اليسار، في ضعفه، سقط في الفخ وخاف من التعاون مع العرب، حتى عندما كان هؤلاء على استعداد لدعم سياسي، رئيس اركان “الجرف الصادم” بني غانتس الذي افتتح حملته الانتخابية بفيلم دعائي عن يوم الجمعة الاسود.

كما رأينا، من يخاف لا ينتصر. من السهل التماهي مع الانتقاد الموجه لعباس من زملائه من القائمة، ولكن عندما يكون المنتقدون هم الذين في ساعة الاختبار لم يتجرأوا على التعاون مع العرب أو فضلوا حزب يئير غولان على عيساوي فريج أو مارسوا العنصرية على الزعبيين – هذا يبدأ في أن يصبح مشكلة.

الى جانب هذا علينا أن لا ننسى بأنه لا أحد يعرف مسبقا كيف تتطور الامور. خذوا مثلا اليمين الاسرائيلي والافنغلستيين، الذين كل واحد منهم على قناعة بأن الآخر هو حمار مسيحه. من هو الحمار الحقيقي؟ فقط الله يعرف. أو محاولة ليبرمان المس بالتمثيل السياسي للعرب عن طريق رفع نسبة الحسم التي تبين أنها المحفز السياسي الاهم لديهم. افيشاي بن حاييم مقتنع بأن اسرائيل الثانية استخدمت نتنياهو اكثر مما استخدم نتنياهو اسرائيل الثانية. وفي الواقع ليس بالامكان أن نختلف على أن نتنياهو حتى ولو كعملية مساومة على النضال الشرقي، اعطاهم قوة سياسية وفتح امامهم ابواب مغلقة. ما يبدأ كتعاون متهكم يمكن أن يتطور الى اتجاهات غير متوقعة ويعطي في نهاية المطاف شرعية للتمثيل السياسي العربي.

ليس لدي شك أن نتنياهو جاء ليشتم لا أن يصلح. ولكن ربما أن التاريخ يخطط لخداعه مرة اخرى وسيخرج مباركا على صوت تحطم سقف الزجاج للتمثيل العربي في الحكومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى