ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم كارولينا لندسمان – كيرن كييمت لفلسطين

هآرتس – بقلم  كارولينا لندسمان – 8/1/2021

“برياح المساواة التي تهب لدينا وفي ظل الموافقة على قيام دولة الامارات بشراء فريق بيتار القدس وعرض ميناء حيفا للبيع، لماذا لا تتم اقامة صندوق قومي لفلسطين تدعمه الامارات، واقامة بؤر استيطانية عربية على الاراضي التي تدعي الدولة أنها لها وتقديم الدعم لهذه البؤر “.

عندما فهموا في مجلس “يشع” أنه عند التوقيع على اتفاق التطبيع مع اتحاد الامارات فان حلم الضم تم حفظه، قاموا بتخفيض توقعاتهم وبدأوا في حملة لتسوية البؤر الاستيطانية غير القانونية. ومن اجل تغيير الصورة كي تصبح مناسبة لروح العصر عملوا على استبدال كلمة “بؤر استيطانية” بـ “مستوطنات فتية”. باسمها المبيض هم يعرضون وضعها كمشكلة اجتماعية انسانية لمواطنين من الصنف ب، طلائعيون مساكين تم التمييز ضدهم من قبل النخب السيادية التي لا تدرك سيادتها وتتمتع بامتيازات محفوظة فقط للاساقفة الموجودين غرب الخط الاخضر.

هكذا، وبدون الاعتذار، تتبنى المستوطنات خطاب الحقوق وتطالب الدولة بحقوق مدنية متساوية، الحرية والعدالة للجميع مثلما هي الحال في امريكا. قبل بضعة ايام على حل الكنيست تمكنت من التصويت لصالح التمويل الحكومي للبؤر الاستيطانية غير القانونية. ليس فقط احزاب اليمين أيدت ذلك، بل ايضا ثلاث عضوات كنيست أيدن مشروع القانون الذي يعطي مكانة قانونية لقائمة بؤر استيطانية في الضفة الغربية، وحتى استكمال الاجراء سيحصل السكان فيها على خدمات البلدية.

قبل القفز من شدة الغضب يجدر أن نتوقف ونعرف أنه توجد هنا فرصة ذهبية تتناسب تماما مع المقاربة الجديدة الشاملة لبنيامين نتنياهو تجاه عرب اسرائيل. اذا كان المستوطنون الجدد يصممون على اعتبار انفسهم طلائعيين يستوطنون في اراضي تعتبرها الدولة اراضيها، واذا كانوا يلوحون بعلم المساواة للمواطنين من الصنف ب، فلماذا لا ينضم شباب اسرائيليون عرب الى جيش الطلائعيين وينشروا هم ايضا بؤر استيطانية غير قانونية في المناطق ويطالبون باعتراف كامل باستيطانهم الفتيّ؟ هذا سيكون نوع من “سور وبرج” عربي – اسرائيلي، يوجد فيه ايضا شيء من العدالة الشعرية. بالطبع، وفي ارتباط تاريخي مهم: تخيل أن العرب المسيحيين يؤسسون بؤر استيطانية في بيت لحم الكبرى (تلة المولد أ).

بعد ذلك جاء وزير الاستيطان تساحي هنغبي.

غانتس، يجب وقف التطهير العرقي في الضفة. مشروع الاستيطان العربي الاسرائيلي في المناطق يمكن أن يكون خطوة مكملة لخطوة الكيرن كييمت التي اطلقتها الامارات عند شراء فريق بيتار القدس. وعندما اقول كيرن كييمت لاسرائيل أنا اقصد كيرن كييمت لفلسطين. وبدلا من “بالدم والنار نفديك يا فلسطين” من الآن سينشدون “بالمال والاستيطان” سنفديها – بالضبط مثلما ابناء عمهم اليهود فدوا اسرائيل قبل سنوات من اقامة الدولة.

قصة الغرام بين اليهود والعرب من الخليج في بدايتها. المبالغ المالية التي يرغب المغازلون الاماراتيون، وربما فيما بعد السعوديون، في سكبها هنا هي مبالغ لا حصر لها. واذا فكروا في هذا الامر فلماذا سيكتفون بفريق بيتار في الوقت الذي يمكنهم فيه شراء القدس؟ وماذا بشأن العقارات في يافا؟ واذا وضعت اسرائيل نفسها للبيع والصينيون يمكنهم شراء ميناء حيفا فلماذا لا تكون دولة البحرين؟ واذا كان الافنغلستيون يمكنهم تمويل المستوطنات اليهودية على اراضي فلسطينية من اجل تعجيل يوم القيامة فما الذي يمنع الاماراتيون من تمويل مشروع استيطاني عربي – اسرائيلي على هذه الاراضي من خلال تضامن عروبي؟.

حسب “السلام الآن”، اليوم يوجد 124 بؤرة استيطانية، سمحت السلطات لمعظمها بالترسخ طوال سنوات، بالدعم أو بغض النظر. حينئذ وبروح المساواة التي تهب في المناطق بقيادة “منتدى الاستيطان الشاب” ورابطة ارض اسرائيل في الكنيست، سيكون من الطبيعي أن نتوقع أن يتم في البداية الترحيب بعدد من البؤر الاستيطانية العربية الاسرائيلية. ولكن لماذا نكون شرهين، لنكتفي بواحدة. “هذا صراع على الوعي”، قال مؤسس ورئيس منتدى الاستيطان الشاب. هو محق جدا. صحيح أن هذا صراع على الوعي، وعلى كل شبر فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى