ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم غاليت شافيت اهارونوفيتش – اربع صور مزعجة للتفكك

هآرتس – بقلم  غاليت شافيت اهارونوفيتش – 10/1/2021

اكثر من ايران أو من كارثة اقتصادية، يهدد اسرائيل تفكك النسيج الاجتماعي وتضعضع القيم الاكثر قدسية “.

تذكرت في هذا الاسبوع الفيلم النموذجي “صور قصيرة” للمخرج روبرت التمان. الفيلم مكون من فسيفساء لقصص تتقاطع وتلتقي بطريقة ما، وبواسطتها المشاهد يحظى بالقاء نظرة على حياة أبناء الطبقة الوسطى في لوس انجلوس. الفيلم يستحضر اجواء فظيعة لحد ما بسبب حقيقة أنه يعرض منافسة مدمرة في يوم عاصف.

ثلاثة فصول مختلفة، كما يبدو، التي حدثت في الاسبوع الماضي خلال يوم ونصف، جعلتني أتذكر هذا الفيلم في التسعينيات، وأن ادرك بأنه اذا لم نستيقظ فسنجد أنفسنا في واقع مشابه يتمثل بكارثة قادمة. ليس تهديد صواريخ من ايران أو كارثة اقتصادية، بل شيء ما في النسيج الاجتماعي الآخذ في التفكك، وتصدع أقدس القيم لدينا.

الصورة الاولى: يتهربون ويستمتعون. في مساء السبت جلسنا لتناول وجبة ضمت كل العائلة، بفضل حقيقة أن الجنديين عادا الى البيت. اثناء الوجبة تحدث الابناء عن شخصين من دورتهما اختارا استبدال الخدمة العسكرية بمسارات ذات جدوى افضل. الاول اظهر عدم وجود دافعية. وبعد قضاء فترة قصيرة في سجن 6 تم تسريحه من الجيش وقام بفتح مصلحة تجارية مستقلة اعالته بصورة جيدة، الدولة غير شريكة في ارباحها. والثاني ذهب للموت في خيمة الـ “آي.دي.سي” بعد أن عثر على الطبيب المناسب الذي زاد من حدة مشكلة صحية بسيطة.

اثناء غسل الزي العسكري، القلق ومشاعر العش الذي أخذ يفرغ، فكرت بيني وبين نفسي كيف أنه في الوقت الذي فيه أولادي، ومثلهم كثيرون جيدون، يخدمون خدمة مهمة وتبعث على التحدي من خلال الايمان بالطريق والشعور أنهم يقدمون رسالة، هناك الكثير من الآخرين يختارون العمل من اجل انفسهم. واذا كان هناك من يوهم نفسه بأن الامر يتعلق بأقلية أو بقطاع مقلص، فان هذا الامر لم يعد كذلك منذ زمن. اذا كانت الخدمة العسكرية أو الوطنية في الماضي شرط من اجل الاندماج في سوق العمل، الآن تلك الايام انقضت ولم تعد موجودة. كل من له والدين لهما علاقات واموال، أو ببساطة لا يفكر بالخدمة، سيعثر على ضالته وطريقه الى النجاح ستكون ممهدة.

الصورة الثانية: ما هو لي فهو لي، وما هو لك هو لي ايضا. في يوم السبت ذهبت للسير في موازاة بيارة، بقايا أخيرة للبيارات التي زينت في السابق كل جزء جيد في منطقة المركز. ولدهشتي، شاهدت اشخاص يقومون بملء اكياس بالحمضيات ويحملونها في سيارتهم، هكذا في وضح النهار وبدون أي خجل. لأنه من الواضح أن صاحب البيارة الذي عمل بجهد وتعب كي يخرج المحاصيل من ارضه فعل ذلك من اجل أن يوزع انتاجه بالمجان.

الصورة الثالثة: يصرخون ويحصلون على ما يريدون. في اليوم التالي نشر بحث كشف أن معظم القادمين من الخارج لا يتم ارسالهم الى الفنادق، الامر المخالف لقرار الحكومة (الذي في هذه الاثناء تغير). وبدون الدخول الى مسألة هل من البداية كان يجب القيام بهذه الخطوة، فان الامر المثير للغضب في هذا الكشف هو حقيقة أنه الى جانب عجز الحكومة في تنفيذ التعليمات فان تساهل جهات انفاذ القانون نبع من عدم الرغبة والقدرة على مواجهة “الصارخين ومثيري الصخب”. باختصار، في دولة اسرائيل 2021 كل شخص عنيف يعتبر بطل، والتنفيذ الانتقائي هو اسم اللعبة.

في نفس المساء تم اغلاق شارع 4 بسبب مظاهرة لنشطاء “الفرع المقدسي”. ولأنني اعمل في المنطقة وجدت نفسي في اختناق مروري ضخم اغرق كل منطقة غوش دان. في الدولة السليمة التي نعيش فيها يجد فيها الاشخاص الذين يعملون ويدفعون الضرائب وأولادهم الذين يخدمون في الجيش، انفسهم مثل ممسحة يداس عليها من قبل ثلة من العاطلين العنيفين الذين لا تنجح الشرطة (وربما ايضا لا تحاول بالقوة الكافية) في كبحهم ومنع الازعاج الشديد للنظام العام. هذه الظاهرة من الخضوع للزعران، اصبحت روتين. وترتب على ذلك أننا نكرر في انفسنا وامام اولادنا بأنه في الفضاء العام (في الشارع، في الخروج في المساء، في السوبرماركت…) “لا تكن محقا، يجب عليك أن تكون حكيما”. ولكن فعليا هذه الكلمات مغسولة لـ “يجب عليك حني رأسك وضبط نفسك”، لأنك لا تعرف من ستواجه. هذا تحول الى اسلوب الحياة في هذه البلاد. فقد نسينا أنه في الواقع الطبيعي من يظهر عنف لفظي وجسدي هو الذي يجب أن يتم عزله وابعاده وليس العكس.

الصورة الرابعة: الخلاصة. رغم أنني في بداية العقد السادس من عمري، إلا أنني لا اعاني من الميل لتقديس الماضي، والارتكاز عليه والتفكير بأن الجيل الحالي هو جيل مضروب. العكس هو الصحيح، أنا أرى الجيل الشاب وأعجب بقدرته على اظهار الشفقة على الآخر، ومن روح التطوع لديه واستعداده للخروج وانتقاد الظلم، ومن وعيه البيئي وما شابه. المشكلة ليست في الجيل، بل في ما قامت الدولة به، بالاساس قيادتها، وهو تحويلنا الى ما نحن عليه. ايضا في الماضي كان هناك اشخاص تهربوا، وسرقوا اشياء ليست لهم وتعاملوا بعنف. ولكن في الماضي كان هناك خجل، ومن تصرف بهذه الطريقة فعل ذلك بالسر، وايضا كانوا أقلية. في الواقع الذي فيه رئيس الحكومة متهم بمخالفات جنائية، ولقب “كلبة” يقال ببساطة في الكنيست، ومنتخبو الجمهور يهتمون بأنفسهم وبمصالحهم، والشرطة تستخذي وتتملق، وكلمة قيم تحولت الى كلمة يتم الاستخفاف بها – لن نصل الى مكان بعيد.

رابين سمى من غادروا البلاد بـ “اضعف الضعفاء”. ولكن اذا لم نقم باعادة ضبط انفسنا فان جيل اولادنا، الذين حقا يحبون الدولة ولكنهم ايضا يمكن أن ينجحوا في أي مكان آخر، سيختار العيش في المكان الذي اصبح فيه اليأس أسهل. عندها، لا سمح الله، من سيبقون هنا هم الاشخاص عديمي المؤهلات والقدرة على العيش في الخارج، ويعرفون فقط كيفية الأخذ وليس الاعطاء.

من اجل عدم الوصول الى هذا الوضع يجب علينا اختيار قيادة مختلفة، قيادة متصلة وليست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى