ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم غادي طاؤوب – الصندوق الجديد يعمل على تطبيع اللاسامية

هآرتس – بقلم  غادي طاؤوب – 29/1/2021

من ناحية حركة بي.دي.اس فان كلمة احتلال لا تتطرق الى الحكم العسكري في يهودا والسامرة، بل في كل ارض اسرائيل. وانهاء الاحتلال حسب وجهة نظر الحركة يعني تصفية دولة اسرائيل “.

الصندوق الجديد لاسرائيل سوية مع سلسلة اخرى من منظمات “تقدمية” في الولايات المتحدة، منها “جي ستريت” و”امريكيون من اجل السلام الآن” و”بناة الحرية في امريكا الشمالية” و”الحارس الشاب العالمي”، قامت بصياغة عريضة تدعو حكومة الولايات المتحدة الى الامتناع عن أن تتبنى قانونيا التعريف اللاسامي مثلما صيغ من قبل “التحالف الدولي لحماية ذكرى الكارثة” (آي.اش.آر.ايه)، والتي تم تبنيها في السابق من قبل عشر دول (تشمل دول فيها اغلبية اسلامية مثل البحرين والبانيا، والمغرب على الطريق). الخوف، شرح الموقعون، هو أن التعريف واسع جدا ويسمح باساءة استغلال محاربة اللاسامية، من اجل “قمع حرية التعبير الشرعية، انتقاد نشاطات حكومة اسرائيل، تأييد نشاطات سياسية من اجل حقوق الفلسطينيين”.

ما الذي يقلق بصورة معينة من قاموا بصياغة العريضة؟ هم يتحفظون من البند الذي يقدم كمثال على اللاسامية اولئك الذين يقولون إن “وجود اسرائيل هو مشروع صهيوني”، وهنا المشكلة، “وجودها”، ليس سياسة كهذه أو تلك لحكومتها. أي أن من صاغوا العريضة يريدون أن يشرعنوا كنقد رسمي، الافكار التي وقفت خلف القرار المشين للجمعية العمومية في الامم المتحدة في العام 1975 والذي نص على أن “الصهيونية هي عنصرية”. لقد كان هذا القرار مشين، وحتى الامم المتحدة التي هي ليست بالضبط منتدى ودود لاسرائيل، رأت من الصحيح الغاءه في 1991. عاموس عوز اعتاد على القول بأن من يعتقد أن كل الشعوب لها الحق في تقرير المصير، باستثناء اليهود، هو لاسامي. حسب هذا التعريف، للمثقف المهم جدا الذي كان لليسار الاسرائيلي وليس لـ آي.اش.آر.ايه، فان الصندوق الجديد لاسرائيل وشركائه يعملون ليس من اجل التمييز بين نقد شرعي للعنصرية المناوئة لليهود، بل من اجل الدفع قدما بشرعية وتطبيع للاسامية نفسها.

من اجل ازالة الشك، العريضة التي وقعوا عليها توضح ليس فقط ما الذي تريد تحليله، بل ايضا من الذي تريد تحليله: “البيان الحاد لوزارة الخارجية في فترة وزير الخارجية بومبيو، الذي قال بأن “مناوءة الصهيونية هي لاسامية” وأن “الحملة العالمية لـ بي.دي.اس هي تجسيد للاسامية”، هو مبالغة ضارة”.

اليسار المتطرف اعتاد بين حين وآخر طمس الخط الفاصل بين من يعارضون الاحتلال ويؤيدون دولتين لشعبين وبين من لا يعترفون بحق وجود دولة قومية للشعب اليهودي، ويعتقد أن الصهيونية هي انحراف تاريخي مؤسف، ومشروع كولونيالي غير شرعي، يجب اعادته الى الخلف. حركة المقاطعة تسهل على من يريدون طمس الفرق بين الموقفين، لأنها تصف نفسها بصورة صريحة كنضال ضد الاحتلال. من هذا المفهوم كان يمكن أن نعتقد خطأ أن الامر يتعلق بحركة تسعى الى السلام وتؤيد حل الدولتين للشعبين. ولكن العكس هو الصحيح، هذه حركة تريد افشال احتمالية تقسيم البلاد لأنها تعارض أي حل يتضمن ايضا دولة غير فلسطينية. من ناحية بي.دي.اس، كلمة احتلال لا يتطرق للحكم العسكري في يهودا والسامرة، بل في كل ارض اسرائيل، وتصفية الاحتلال تعني حسب رأيهم، تصفية دولة اسرائيل. هم يريدون الدفع قدما بهذه الخطة بواسطة توطين الشتات الفلسطيني داخل الخط الاخضر، ما يسميه الفلسطينيون بالاسم المضلل “حق العودة”. الحديث لا يدور عمن ينتقدون سياسة اسرائيل، بل عن اعداء لدودين لمجرد وجودها. لذلك فان اعتبار هذه الحركة حركة لاسامية يجب أن يكون مفهوم بحد ذاته. هكذا، هذا لم يكن نزوة لادارة ترامب، بل أمر وافقت عليه من بين دول اخرى المانيا وفرنسا وكندا. عندما نربط هذه الوثيقة مع باقي مشاريع الصندوق الجديد لاسرائيل، مثل دعم المنظمات التي تحتج على الطابع القومي للدولة، أو الذين يسعون الى تقويض قانون العودة، من الواضح أنه لا يمكن مواصلة التعامل معها كمجرد جمعية خيرية، كمنظمة، حسب وصفها لذاتها، تعمل فقط من اجل الدفع قدما بالديمقراطية والمساواة والأخوة وحقوق الانسان. الحديث يدور عن صندوق يهز بصورة دائمة ومؤثرة اركان المشروع الصهيوني. الدعم الصريح لمحاولة تقليص تعريف اللاسامية، بحيث أن اعداء واضحين لدولة اسرائيل يمكنهم أن ينظفوا انفسهم من هذه اللوثة، هو دليل واضح على المعنى المخفي خلف الكثير جدا من نشاطاته الاخيرة. اذا كان في أي وقت من الاوقات في المستقبل سلام بيننا وبين جيراننا واذا نمت محبة اكبر بين قطاعات مختلفة في المجتمع الاسرائيلي واذا تحسنت الديمقراطية لدينا، فسيكون ذلك رغم أنف الصندوق الجديد لاسرائيل وليس بفضله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى