ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عيران يشيف – يجب علينا التخلص من بيبي واعادة اصلاح الدولة

هآرتس – بقلم  عيران يشيف – 14/2/2021

من اجل اسقاط حكم نتنياهو يجب تشكيل اطار للتعاون يرتكز على احزاب كل من ساعر ولبيد وبينيت وليبرمان. والآخرون سينضمون بعد ذلك “.

اسرائيل عالقة بين فكي كماشة مشكلتين صعبتين. ولكن توجد طريقة لحلهما. المشكلة الاولى هي تدهور نظام الحكم، وفي مركزه الظاهرة التي تسمى بنيامين نتنياهو، الذي من المهم فهم جذوره: هو شخص ذكي ولديه مؤهلات، لكنه شخص اشكالي ومضلل للنظام. يبدو أن هذا غريب، في الوقت الذي  يوجد فيه لكل شخص رأي، ليس من الواضح كيف ينجح في السيطرة على الجميع. التفسير هو أن هناك فرضية تترسخ في اوساط الجمهور وفي اوساط السياسيين ايضا. نتنياهو تم اعتباره شخصية الأب والشخص البالغ المسؤول. لذلك، هو الرائد في الاستطلاعات حول الشخص المناسب لتسلم هذا المنصب. هذه طفولة جماعية يكمن فيها خطر استمرار الخط السياسي – الشخصي.

المشكلة الثانية هي ازمة الكورونا. صحيح أن حكومات كثيرة في العالم تجد صعوبة في مواجهتها لأن الوباء كبير على السياسيين. ولكن حكومة اسرائيل نجحت في تسديد أي هدف ذاتي ممكن: ادارة مترددة وغياب الرقابة على الدخول الى اسرائيل وانفاذ معيب للقانون والقرارات. في الخلفية الجماعة البائسة التي جمعها نتنياهو حوله في الحكومة، حيث جميع الصلاحيات متركزة في يديه، وفقط المصالح الشخصية هي التي توجهه. بصورة مدهشة، لم تتم أي محاولة لتعزيز المستشفيات في فترة الازمة. وليس من المدهش أن الثقة ضاعت وهذا يمس بنجاعة تطبيق السياسة.

كيف يمكن مواجهة هذا الوضع؟ تعاون سياسي يمكن أن يحدث حول أمرين: استبدال نتنياهو وبلورة خطة للخروج من الازمة. من المهم أن الاتفاق حول هذا الامر سيستند الى خطة فعلية وبناءة. درس مهم من الجولات الانتخابية الثلاث الاخيرة هو أن الشعارات لا تكفي. مطلوب بديل جدي على صورة خطة ملموسة. عندما يذهبون للمشاركة في الحكومة يجب عليهم معرفة ما الذي يفعلونه والى أين هم ذاهبون. مثلا، لا يجب الدخول الى “حكومة طواريء” دون معرفة ما الذي يجب عمله بالضبط. لذلك، من المهم بلورة هذه الامور قبل الانتخابات.

الامكانية الحقيقية الآن هي ايجاد اطار للتعاون السياسي، “ليس الوحدة”، يرتكز على حزب جدعون ساعر وحزب يئير لبيد وحزب نفتالي بينيت وحزب افيغدور ليبرمان. أنا افترض أن القوة الانتخابية التراكمية لهذا الاطار هي 50 مقعد على الاقل. بعد الانتخابات يمكن لهذا الاطار أن يتقدم على مراحل. في المرحلة الاولى يتم تجميع الـ 11 – 13 الناقصة من احزاب اليسار – الوسط التي تجتاز نسبة الحسم. الحلقة الحاسمة والضعيفة هي بينيت الذي لم ينفصل بعد عن نتنياهو، لكن هناك احتمالية لأن يستيقظ. في المرحلة الثانية عندما يتبين للاصوليين بأنه سيتم تشكيل الحكومة بدونهم وأن هناك خطر لتجفيف ميزانياتهم فهم سيركضون للانضمام اليها. في المرحلة الثالثة، اذا تبين أن نتنياهو في الطريق الى السجن، فان اجزاء من الليكود ستنضم الى هذا الاطار.

ظاهرة نتنياهو سيتم حلها اذا جرت محاكمته بصورة عادية. وهذا سيكون ممكنا عندما تنتهي المناورات التي يقوم بها من كرسي رئيس الحكومة. هذا ما حدث مع اهود اولمرت وابراهام هيرشيزون وآريه درعي وغيرهم. والاقل وضوحا هو كيف يمكن تعزيز الديمقراطية واستقرار الحكم، الامر الذي يتعلق بسؤال من هم الذين سيحددون النغمة في هذه الحكومة. وخطة الخروج من ازمة الكورونا يجب أن ترتكز على برنامج يعرض بصورة ملموسة وتبعث على الأمل، ويمكن للجمهور الانضمام اليه. واذا قدمت الاحزاب رسالة ايجابية كهذه في حملة الانتخابات فان هذه الرسالة يمكن أن تحصل على تأييد واسع.

الخطوة الاولى هي رمزية وجوهرية في نفس الوقت، وستكون تشكيل حكومة من 15 وزير. وهذا سيكون مقرون باغلاق عدة وزارات حكومية وتوحيد وزارات اخرى. المناصب الاربعة الرئيسية وهي رئاسة الحكومة والخارجية والامن والتعليم، سيتم توزيعها بين مكونات الائتلاف الرئيسية الاربعة. في منصب وزير المالية يتم تعيين  شخص مهني لمدة سنتين، حيث أنه لا يوجد لأي سياسي الآن احتمالية بأن ينفذ في هذه الوزارة أي عمل جيد أو يحظى بالشعبية.

الخطوة الثانية هي تعزيز جوهري لجهاز الصحة، من ناحية البنية التحتية البشرية والمادية في نفس الوقت. مثلا، يقترح على العاطلين عن العمل الاندماج في صناديق المرضى والمستشفيات، حتى لو لم يكونوا عملوا فيها في السابق، ضمن امور اخرى، عن طريق تحفيز الاجور؛ انشاء مستشفيات وتشكيل أطر جديدة لتأهيل الاطباء والممرضين.

الخطوة الثالثة هي القيام بخطوات حقيقية (ليس شعبوية) من اجل اعادة تأهيل التشغيل: أولا، مساعدة العاطلين عن العمل في البحث عن عمل، مساعدة المشغلين في تجنيد العمال أو اعادة عمال ووساطة فعالة بين العمال واصحاب العمل.

الخطوة الرابعة تتعلق بميزانية الدولة: تمرير فوري لميزانية تلائم الازمة، وتشمل ايضا التداعيات للخطوات المقترحة آنفا وتمويل العمال الموجودين في اجازة غير مدفوعة الراتب والمصالح التجارية التي تعاني من صعوبات. لهذا الغرض يتم اصدار سندات حكومية للمدى الطويل (30 سنة على الاقل)، سندات كورونا، مع استغلال الفائدة المنخفضة في البيئة الاقتصادية الحالية.

هل سيحدث كل ذلك؟ من المرجح ألا يحدث ذلك. لأنه يبدو جيد جدا. الواقع السياسي في اسرائيل مبني من احزاب وشظايا احزاب على الاغلب. وهو يتميز بعدم القدرة على التعاون وغياب رؤية واسعة. لا يوجد في متناول اليد من يتميزون برؤية أو قدرة على تنفيذ سياسة ذكية وحكيمة، تحتاج الى التفكير والاعداد والصبر.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى