هآرتس – بقلم عومر بارليف – عملية سياسية، هذا هو الضروري والمطلوب

هآرتس – بقلم عومر بارليف – 5/11/2019
في اعقاب ردود سياسيين على هجوم الصواريخ الاخير من قطاع غزة، أيد مقال هيئة التحرير في “هآرتس” سياسة نتنياهو بذريعة أن “هذه هي السياسة المعقولة الوحيدة التي توجد امام اسرائيل” (3/11). كاتبو المقال انتقدوا ما سموه “ردود غاضبة”، التي تطالب بردود عسكرية قوية. مع اقتباس اقوال اعضاء الكنيست يئير لبيد وافيغدور ليبرمان والموقع أدناه. ويضيفون “لا احدا منهم يعرض خطة عمل واقعية… على استمرار اطلاق الصواريخ، عدا عن الشعارات”.
للأسف، اقتباس اقوالي من المقال فان “الاتفاق بين بيبي وقطر هو عملية استراتيجية فاشلة لنتنياهو، ستؤدي الى حرب”، هو اقتباس جزئي. صحيح أنه يلائم رواية كتاب المقال، ولكنه لا يلائم كل اقوالي كما قيلت، حيث أنه بعد ذلك على الفور أنا اقترح القيام بعملية سياسية وليس عسكرية… “في الجنوب يجب اتباع خطوات شجاعة ومكشوفة للجمهور في البلاد، الفلسطينيين في القطاع وكل العالم، وعرض انذار نهائي واضح للغزيين: من جهة، تحسين دراماتيكي في الوضع الانساني في القطاع، بما في ذلك رفع المعارضة عن بناء الميناء واعادة الجثث. ومن جهة اخرى، اذا لم يوافق الغزيون على ذلك فسيكون رد عسكري واسع”.
المعنى العملي لهذه الاقوال “خطوات شجاعة ومكشوفة”، هو في البداية مبادرة سياسية فيها تعرض اسرائيل علنا، وبالاساس على الفلسطينيين في القطاع والنظام الدولي، موقفها واستعدادها لخطوات انسانية بدلا من رد عسكري فوري. اساس هذه المبادرة – عدم الاحتمال المطلق لموجات العنف المستمرة في الجنوب منذ 15 سنة، مع الاستعداد للقيام بخطوات انسانية بعيدة المدى. عدم الاحتمال يعني “رد عسكري واسع”، فقط كمرحلة اخيرة، في حال أن الغزيين رفضوا العرض الواضح والعلني لاسرائيل واختاروا استمرار الوضع الراهن.
موقفي هذا الذي بحسبه الطريق الى الهدوء في الجنوب لا تمر باستخدام قوة الذراع، بل بواسطة تحسين الوضع الانساني وتطوير القطاع، قلته للمرة الاولى قبل خمس سنوات بعد عملية الجرف الصامد على الفور، في خطة نشرتها بعنوان “غزة هي الفرصة!”.
منذ ذلك الحين تم تبني هذا الموقف من قبل حزب العمل واصبح جزء من برنامجنا الانتخابي السياسي – الامني. بعد ليلة من اطلاق الصواريخ على الجنوب وازاء الاقوال الغاضبة مثل “سنضربهم بقوة”، التي جاءت مباشرة بعد ذلك، ليس من السهل التعبير بشكل علني عن موقفنا، لكننا لن نتنازل عنه لأنه هو الذي يمكن أن يؤدي الى تهدئة مستمرة في الجنوب.
كلمة اخيرة للدعم الذي تقدمه الصحيفة لسياسة نتنياهو. “تسوية” نتنياهو، التي تشمل في الاساس “تفاهمات” مع قطر وتوسيع منطقة الصيد هي مثل حبة الاكامول لمريض في وضع صعب، هدفها هو اعطاء المريض الشعور بالراحة لفترة قصيرة، لكنها لا تعالج المرض.