ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عوزي برعام – يجب التصويت للوسط – يسار والأمل بأن يكون  ساعر هو رئيس الحكومة

هآرتس – بقلم  عوزي برعام – 4/2/2021

” هذه انتخابات غير طبيعية. ولكن في عالم فيه الطبيعي هو حكم نتنياهو، فربما غير الطبيعي يبشر بنهايته “.

على الرغم من أن هذا يبدو مثل حلقة اخرى في سلسلة انتخابات غير منتهية، فان هذه الانتخابات تختلف عن الجولات الانتخابية الثلاثة، المنهكة والمسيئة لسمعتنا التي مرت علينا. الاختلاف يمكن أن يصاغ كالتالي: هذه انتخابات غير طبيعية، مصوتو الوسط – يسار يصوتون لاحزابهم. ولكنهم يتوقون، حتى لو لم يعترفوا بذلك بشكل علني، الى أن يكون جدعون ساعر هو رئيس الحكومة.

في الحي الذي أعيش فيه شاهدت جد وحفيده، وجوههم محمرة ويحملون أعلام سوداء مطوية وملفوفة. هم ليسوا الوحيدين، الكثيرون محسوبون على الحركة التي تريد ازاحة بنيامين نتنياهو. عندما أسير في شوارع الحي يوقفوني وفي فمهم سؤال واحد هو “دخلك، عوزي، من الذي سيأتي في محل بيبي؟”. هم لن يصوتوا له بأي شكل من الاشكال. لا يوجد امام ناظريهم مرشح يقود ليس فقط لاستبدال نتنياهو، بل يقود الى نظام حكم مختلف.

بني غانتس اعطاهم ذلك. هم آمنوا به. وقد تموضع كرئيس حكومة ممكن لمعسكر كبير. وقد حطم جزء من الناخبين عندما انضم لحكومة برئاسة نتنياهو. هذا الجزء الذي كان على استعداد لقبول ذلك حتى، فان عدم الفعالية الكاملة له في داخل الحكومة أبقاه مع افواه مفتوحة.

مصوتو اليسار – وسط كثر. بالمناسبة، حتى هذا التعريف صحيح: من صوت لليسار أمس يعتبر نفسه وسط اليوم. هؤلاء المصوتون يعرفون بوضوح أن رئيس الحكومة القادم سيأتي من صفوف اليمين. وهم يعرفون بأنهم سيدفعون ثمنا باهظا مقابل ازاحة نتنياهو، ثمن ايديولوجي وسياسي. هم سيذهبون الى صناديق الاقتراع، وعدد منهم سيصوتون ليئير لبيد الذي يقف كمرشح رائد، لكن هناك شك كبير في أن يكون المرشح لتشكيل حكومة. عدد آخر يريدون دعم ميرافميخائيلي التي تحاول احياء جسم متحجر وتحويله الى شيء ما متحرك. خطوتها الاولى تشير الى أن احتمالاتها جيدة. نعم، مصوتو اليسار – وسط يريدون أن تحصل احزابهم على اكبر عدد من المقاعد، لكنهم غير مستعدين ليكونوا شركاء في اضعاف قوة ساعر. هذا شذوذ وتناقض معرفي، لكنه الحقيقة. ولو أنني كنت اكثر صدقا مع عابري السبيل الذين استشاروني، كنت سأقول لهم: نحن نريد شخص من معسكرنا. ولكن في الظروف الحالية فان المرشح لاستبدال نتنياهو هو جدعون ساعر، هو الخيار الواقعي لاستبداله.

توجد لنتنياهو استراتيجية انتخابات. فهو يدرك قوته، ويدرك ايضا المعارضة الكبيرة التي يثيرها. هو يعول على حركة كماشة من محورين هامشيين: ورثة كهانا، وبعض العرب الذين ربما سيصوتون لمن يفعل كل ما في استطاعته من اجل أن لا يتم اجتثاث الكاهانية من ارجاء المجتمع الاسرائيلي.

لا توجد استراتيجية مشتركة لليسار – وسط باستثناء البقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية والصلاة سرا من اجل أن تبقى اصوات اليمين المتطرف تحت نسبة الحسم. يصعب هكذا أن تحفز اشخاص للتصويت بجموعهم. ولكن هذا هو البديل الحقيقي الذي بقي: اذا تم تشكيل حكومة برئاسة ساعر فستكون هناك أهمية كبيرة لعدد من اعضاء الكنيست من الوسط – يسار الذين سيكونون داخلها. 

نعم، هذه انتخابات غير طبيعية. ولكن في عالم فيه الطبيعي هو حكم نتنياهو، فربما غير الطبيعي يبشر بنهايته.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى