ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عوزي برعام – يا نتنياهو، الوقت متأخر جدا

هآرتس – بقلم  عوزي برعام – 4/10/2020

” الاحتجاج ضد نتنياهو آخذ في التعاظم وهو ينضج في القلوب. وهذا الاحتجاج سيعطي أكله فيما بعد “.

هدف بنيامين نتنياهو كان وقف الاحتجاج في بلفور، لأن هذا الاحتجاج ساعد على انهيار المبررات الاخلاقية لحكمه. وقد فهم أنه اذا استمرت هذه الاحتجاجات فان كثيرين آخرين سيطرقون أبوابها. اغلاق عام لا يقلقه، هو يخاف من اغلاق فردي.

رغم ذلك، أنا اعتقد بأن الادعاء أن خطواته الاخيرة تقرب نهاية الديمقراطية الاسرائيلية، مثلما حذر هنا كثيرون منهم أوري مسغاف في 1/10، ومردخاي كرمنتسار في 30/9،  هو ادعاء خاطيء، ليس فقط لأن نتنياهو لم يحقق اهدافه، بل هو حتى ابعدها كثيرا عن مجال تحققها. هذا لأن الاحتجاج يتشكل في القلوب وفي البيوت وعلى الجسور وفي معظم البلدات في البلاد. وهذا الاحتجاج لم يخفت، بل هو ازداد. وحتى ولو فرض المزيد من القيود والمزيد من المحظورات، فان نتنياهو لن يستطيع اخراج الزبانة من الاحتجاج ومن الغضب الموجود في القلوب ومن الشعور بالاستياء.

إن تشكك الجمهور في أن الاغلاق الشامل الذي تم فرضه عليه ليس سوى تعبير عن غضب عائلة نتنياهو، وليس فقط أنه لن يضعف عزيمة معارضي نتنياهو، بل سيزيد الاحباط ويسرع نشاطات المعارضة.

من المشكوك فيه أن نكون قد عرفنا في السابق ازمة بهذا الحجم. حجم الفشل في معالجة الكورونا اصبح معروفا الآن، حتى قبل تشكيل لجنة تحقيق. نتنياهو يعرف ذلك جيدا. هو يفهم أنه سيتبين بأنه هو المسؤول عن فشل يوم الغفران في فترة الكورونا. وحقيقة أن الامر يتعلق بفشل، يمكن أن يتبين أنه اخطر من فشل يوم الغفران من العام 1973، من شأنها أن تتغلغل في وعي الكثيرين. أو حينها سيكون ايضا هناك كثيرون سيفرحون ضد عرض “اسرائيل الثانية” كمؤيدة لحاكم فاسد – كما يدعي مقربو نتنياهو.

الاحتجاج آخذ في التعاظم وينضج في القلوب، وهو سيعطي ثماره فيما بعد. هكذا تسير الامور. حتى لو لم يسمح نتنياهو باجراء انتخابات في 2021، فانه سيواجه احتجاجات متواصلة.

أنا أذكر جيدا يوم الغفران في 1973، أتذكر المحادثات الكئيبة والفظيعة عند اندلاع الحرب، وأتذكر الألم العميق وغضب الجمهور الذي دفن افضل ابناءه. ولكن الجمهور في حينه لم يكن مملوء بالغضب مثلما هو الآن. والشبكات الاجتماعية التي تنشر بخار السموم لمسافات بعيدة لم تكن موجودة. كان هناك شعور من الرغبة في الوقوف معا. بعد بضعة ايام على الاخفاق والتردد تجند الجميع للمعركة وحققوا انتصار عسكري لامع. بعد ذلك اندلع الاحتجاج الذي أدى الى تغييرات في الحكومة، وبعد ذلك ايضا أدى الى الانقلاب التاريخي في العام 1977. مر وقت قصير، لكن الغضب نضج الى درجة أن يحدث تغييرات.

يوجد لـ “البيبية” سيطرة قوية في اوساط جمهور الناخبين، لكن يوجد مصوتين لليكود بدأوا يشعرون أنهم يقفون أمام قربة مثقوبة – بمن فيهم الشباب من بينهم، والذين يرون الافق آخذ في الانسداد امام انظارهم. هؤلاء سينضمون الى المظاهرات المحلية التي ستزداد وتتعاظم وتتحول الى مظاهرات كبيرة، التي منها يخاف نتنياهو الى درجة نفاد الصبر.

في هذه الاثناء، على المتظاهرين الامتناع عن استئناف المظاهرات – الضخمة خلافا للتعليمات. هذه المظاهرات ستعطي نتنياهو سلاح سيوجه ضد المحتجين. الطريق للتغيير تكمن في فهم أن الفساد والادارة السيئة وعدم الثقة ليست قدرا محتما، ونتنياهو ليس قدرا محتما. يمكن للامور أن تكون مختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى