ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عوزي برعام – نعم، هو سيدخل التاريخ

هآرتس – بقلم  عوزي برعام – 1/12/2019

في مقال نشره مؤخرا الكاتب المعروف مئير شليف كتب بأن بنيامين نتنياهو “لن يتم تذكره بأي صورة… الاشخاص يجب عليهم فعل أمر كبير حقا، سواء كان جيدا أم سيئا، كي يحصلوا على مكانة في التاريخ”. 

شليف اشار الى أن نتنياهو لم يحقق حل للنزاع مع الفلسطينيين. وساهم في عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية في اسرائيل، ولم يخترع أي شيء.

ولكن التاريخ ليس خط مستقيم يصل بين الاعمال الخارقة. النظرة التاريخية تفحص ما حدث بين المرحلة التي دخل فيها الزعيم الى منصبه وبين النقطة التي غادر فيها هذا المنصب.

لقد كان موسوليني وفرانكو ديكتاتوريان بارزان حاربا المعارضين لهما بكل السبل. وهما كانا من أتباع مدرسة فاشية – شمولية، وحصلا على دعم شعبي كبير.

موسوليني الذي جلب لنفسه نهايته المريرة، لم يبق حرف منسي في تاريخ ايطاليا. وفرانكو الذي كان طاغية، لكنه عرف كيفية الامتناع عن التورط في الحروب، لم يختف من تاريخ اسبانيا.

وبدون المقارنة، نتنياهو ايضا سيتم تذكره كزعيم وقف سنوات طويلة على رأس الحكومة. الكثيرون سينسبون له انجازات اقتصادية وأمنية. ولكن هذا ليس ما سيتذكرونه لنتنياهو، بل الجراح التي نثرها على طريق اسرائيل. 

نتنياهو جعل النزاع مع الفلسطينيين أعمق، وأوقف الشعبين على شفا كارثة محتملة. بتأييد مجموعة مسيحانية ومؤمنون بالحكم بالقوة، نحن نسير نحو مواجهة لا مناص منها.

نتنياهو حول سياسة اسرائيل الى صناعة كذب “مشروعة”. هو يكذب، ومساعدون ووزراءه يكذبون ايضا. هو يفعل ذلك بصورة جيدة جدا، بحيث أن الحقيقة تعتبر كذب بالنسبة لاجزاء من الجمهور.

نتنياهو حرض بشكل متعمد مجموعات مختلفة من الجمهور الواحدة ضد الاخرى. هكذا كان مثلا في قضية اليئور ازاريا التي فيها اختار احتضان الابن الذي تم تقديمه للمحاكمة وأدار ظهره لرئيس الاركان الذي يحافظ على القانون. 

نتنياهو نجح في أن يخرج من القاموس مصطلحات مثل “احتلال” و”فلسطينيين” و”دولتين”. وحول مصطلحات مثل “يساري” و”عربي اسرائيلي” الى شتيمة. هكذا بالضبط تعاملت دول فاشية مع مصطلحات مثل “يهودي” و”شيوعي”.

نتنياهو اعطى افضلية للانجازات الفردية على التضامن الاجتماعي، القيمة التي وقفت في اساس الدولة. لقد أورث للاسرائيليين الرؤية الامنية الامريكية للرأسمالية. 

نتنياهو أزال الخجل من حياتنا العامة. ذات يوم وعندما كان الخجل سائدا، كان هناك اشخاص عامون فضلوا انهاء حياتهم عند اتهامهم بمخالفات جنائية. والآن السياسيون التي تقدم ضدهم لوائح اتهام يحظون بالترقية.

نتنياهو هو رئيس الحكومة الاول الذي تحدى بشكل علني سلطة القانون وجهاز تنفيذ القانون. وقوفه من وراء المظاهرات في الاسبوع الماضي ضد جهاز القضاء والاعلام والطلب من أتباعه المشاركة فيها، كانت أكثر من دعم التصريحات المرفوضة على صيغة “افيحاي مندلبليت وشاي نيتسان هما رأس الافعى”. المظاهرة كانت علامة تاريخية في الطريق، بالضبط مثلما لم يتم نسيان المظاهرات ضد التعويضات الالمانية والمظاهرات في ميدان صهيون.

بنيامين نتنياهو سيدخل الى كتب التاريخ، حتى لو بسبب طلبه من مؤيديه تحطيم سلطة القانون، حتى لو ظهرت الى جانب اسمه نجمة غير محترمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى