ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عوزي برعام – ليست كل قبعة هي قبة حديدية

هآرتس – بقلم  عوزي برعام – 24/11/2019

في قاموس النقد العادي من الصعب ايجاد كلمة لوصف سلوك بنيامين نتنياهو بعد نشر لائحة الاتهام ضده. اوصاف مثل “سلوك غير معياري” و”اغتيال صريح للديمقراطية” تظهر باهتة ولا تعبر حقا عن الاحاسيس الذي يثيرها رده. بدون أي مناص أنا اختار جملة هي ايضا غير كافية، لكنني اشعر أنها تعبر عن جوهر الامر. “وقاحة لا مثيل لها”.

نتنياهو يحاول تحريض مؤيديه ضد المستشار القانوني. قبل سنتين وضع في مرمى الهدف المفتش العام للشرطة، روني الشيخ. وسواء الشيخ أو افيحاي مندلبليت تم تعيينهما بهدف أن يوضع في هذه الاماكن الحساسة اشخاص لهم علاقة نفسية عميقة مع المعسكر الديني – القومي. على أمل أن هذه العلاقة ستتغلب في زمن الاختبار على الاخلاص لليبرالية الذي يميز المفهوم الدستوري في اسرائيل.

الشيخ جاء من الشباك وتم انزاله بالمظلة الى منصب المفتش العام للشرطة. نتنياهو كان يوجد في ذروة التحقيق معه وزوجته ايضا. لقد احضر الشيخ من اجل “أن يرتب الامور في جهاز الشرطة” وينقذ من عمل معه معروفا من محققين منحازين وغير مخلصين. ولكن بدلا من أن يظهر الاخلاص لنتنياهو فضل الشيخ اظهار الاخلاص لسلطة القانون. ومنذ فترة غير بعيدة قال إنه يجد صعوبة في رؤية وضع تقدم فيه لائحة اتهام ضد نتنياهو. وهو ايضا شرح بأنه يعرف أنه لن ينجح بسبب هذه الاقوال في الحصول على منصب رئيس الشباك الذي وعد به وولايته كمفتش عام للشرطة لن يتم تمديدها.

القبعة التي اعتمرها على رأسه لم تعمل، كما أمل نتنياهو، مثل القبة الحديدية التي تعترض وتدمر البينات ضد رئيس الحكومة. لقد كانت فقط قبعة لشخص مؤمن، فضل أن يكون مخلصا لما يراه حقيقة.

افيحاي مندلبليت ليس فقط يعتمر قبعة. هو ابن مخلص للمعسكر القومي. والده كان عضوا في الايتسل وفي حركة  حيروت وهو نفسه كان اليد اليمنى لنتنياهو في وظيفته كسكرتير للحكومة. وطوال فترة التحقيق مع نتنياهو تم الادعاء ضده بأنه يسهل عليه، مثلا، في قراره لتبرئته من كل اتهام في قضية الغواصات. ورغم ذلك، نتنياهو بدأ يفهم بالتدريج أن مندلبليت ايضا لن يحول قبعته الى قبة حديدية من اجله ولن يحاول اضعاف البينات التي تجمعت ضده. ولكن لأن وقاحته لا تعرف الحدود، فقد نسب الى شخصين يعتمران هذه القبعات محاولة تنفيذ انقلاب في الحكم ضده.

يمكن الافتراض بأن محيط مندلبليت الاجتماعي – الديني كان يفضل اتهامات اخف ضد رئيس الحكومة. مندلبليت نفسه لا يوجد لديه سبب للمس بمن قام بتعيينه في منصب مهم جدا. ولكن ايضا فضل أن يكون مخلصا لنتائج التحقيق – بقلب متألم، لكنه متصالح مع نفسه، حسب قوله.

نتنياهو بالطبع نسي القرابة الشخصية بينه وبين مندلبليت (التي بسببها عينه ايضا)، والآن يعتبره عدو يجب مهاجمة استقامته وموثوقيته بكل السبل.

الآن هو بالتأكيد يدرك أنه كان سيكون من المريح له جدا لو أن المستشار القانوني كان شخص علماني وليبرالي. ولكنه هو الذي اختار من يعتمرون القبعات من الوسط الديني – القومي. عدالتهم ونزاهتهم لم تكن جزء من الخطة، وتبين أن الاختيار هو مساومة خاطئة.

في اطار الرد على معركة نتنياهو من المهم كشف قصصهما، حيث أنهما لم يكونا مستعدين للتسليم بمظاهر الفساد التي تم كشفها في ملفات التحقيق الثلاثة ضد هذا الشخص. وازاء خطاب الكراهية لعصابة نتنياهو يجب عرض الحقيقة عن التحقيق وعن الاتهامات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى