هآرتس – بقلم عوزي برعام – صمت اعضاء الليكود

هآرتس – بقلم عوزي برعام – 12/11/2019
“الصمت هو وحل”، قال زئيف جابوتنسكي، لكن بنيامين نتنياهو يعتقد أن الزعيم المشهور اخطأ. من ناحيته الصمت هو شرط ضروري لاستمرار حكمه.
معظم الزعماء الذين عرفتهم لم يحبوا النقد. هم لم يحبوا من خالفوهم الرأي، وأكثر من مرة ضيقوا على الذين انتقدوهم. شمعون بيرس استشاط غضبا عندما انتقدوه بسبب “المناورة النتنة”. لقد ادعى أنه لو أن هذه المناورة نجحت لكانوا سيسمونها بأسماء اخرى، ربما. ولكن عندما فشلت المناورة اضطر بيرس رغم انفه الى أن يصارع معارضة شديدة في الداخل.
في الوقت الذي توليت فيه منصب سكرتير عام الحزب، فرضنا، معظم اعضاء الحزب وأنا منهم، على اسحق رابين وعلى شمعون بيرس التراجع عن فكرة اللجنة المنظمة والدفع قدما بفتح الصفوف. كلاهما لم يريد التنازل عن سيطرته على تعيين اعضاء الكنيست، لكنهما وافقا على القرار.
ايضا مناحيم بيغن لم يحب النقد الذي وجه له من بيته، عندما قرر التوقيع على اتفاق السلام مع مصر وكان في قمة مكانته في البلاد وفي العالم. ايضا اسحق رابين كان في قمة مركزه في البلاد وفي العالم عندما فاز في انتخابات 1992. وعندما قال “أنا سأوجه”، لاشخاص لهم أذن موسيقية، فان هذا ظهر مثل “بيرس لن يوجه”، ورغم ارادته، فرض عليه الواقع واصدقاءه في القائمة الجلوس مع بيرس.
هكذا، فان الفرق بين الفترتين الزمنيتين لا يتركز على الصفات الشخصية للزعيم، بل على نوعية اعضاء الكنيست المحيطين به. هل آفيديختر وتساحي هنغبي ويوفال شتاينيتس ولدوا عبيدا أذلاء؟ لقد سبق وسمعنا من كل واحد منهم اقوال تكفير في فترات مختلفة من حياتهم السياسية. ما هو سبب صمتهم الآن.
ديختر لم يرضع من منابع الليكود. فلماذا يصمت؟ لماذا توقفت التصريحات فجأة؟ ما هو استنتاجه من خيانة دونالد ترامب للسعودية؟ ما هو رأيه بشأن الاجماع العالمي تقريبا (بما في ذلك الولايات المتحدة حسب رأيي) الذي يقول لو أنه كان بالامكان لكان يجدر العودة الى الخلف وتطبيق الاتفاق النووي الذي بادر اليه براك اوباما؟ ما هي الاستنتاجات التي يعتقد أنه يجب على اسرائيل استنتاجها من فشل نتنياهو الواضح في تعزيز مكانتها ازاء اعتمادها على رئيس غير مسقر مثل ترامب؟ هل هو غير قادر على القيام بأي انتقاد ذاتي أو القيام بتقديرات سياسية؟.
كيف استطاع شتاينيتس وهنغبي استيعاب اقوال الهراء للوزير امير اوحانا دون أن ينفجرا؟ هل هم قادرون على التماهي مع كتلة الـ 55 غير الجذابة التي تمنع تشكيل حكومة وحدة طبيعية؟ لماذا صمتوا فجأة؟.
في الليكود اليوم فان تغريدة ضبابية لجدعون ساعر (“أنا مستعد”) أصبحت تعتبر بداية لمعارضة، هذا لأنه ظهر كمشهد نادر ازاء الصف الموحد الذي تعرضه قائمة الليكود. كل عضو من اعضاء القائمة مر بعملية اسكات داخلي، يمكنه من أن يقرأ في التلفزيون صفحات رسائل تم سحبها من مطبعة “ايرز تدمر وشركاءه”. صمت اعضاء الليكود امام زعيمهم ينحرف عن التقليد الديمقراطي الاسرائيلي. حزب مثل الليكود يجب أن يطور تماهي ليس فقط مع صورة زعيم يذوي، بل مع شخصيات تطرح بدائل ومستعدة لأخذ مخاطرة.
لكن بيبي يحكم عليهم احتضان يعقوب ليتسمان وآريه درعي وبتسلئيلسموتريتش في طريقهم المتعرج للضياع الذي يمكنهم منعه.
الكثيرون يتهمون نتنياهو بالعجز الذي حل بزملائه في القائمة. لقد بدا لمنتقديه كديكتاتور فرض عليهم رهبته – لكن الشجاعة والاستقلالية يتم فحصها بالضبط في اوضاع كهذه.