ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عودة بشارات- نتنياهو أكثر شجاعة من المطالبين باستبداله

هآرتس – بقلم  عودة بشارات– 14/9/2020

امام الخيار الصعب: إما العرب أو سلطة الفساد، لا يوجد خيار غير اختيار العرب. فهذا ما تقتضيه الحياة “.

بدلا من قول حتى لو كلمة واحدة في انتقاد السلوك المضلل للمدعي العام السابق، شاي نيتسان، في قضية قتل يعقوب أبو القيعان في أم الحيران، وقف آفي نسكورن، وزير العدل من ازرق ابيض، على منصة الكنيست ودافع عنه بجسده. نسكورن ادعى وبحق أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يستغل بصورة ساخرة هذه المأساة. ما الذي اعتقدته، يا نسكورن، أن لا يستغل نتنياهو عمل نيتسان الخطير حتى اللحظة الاخيرة؟.

في هذه الاثناء هيا نعترف أن نتنياهو كشف في هذه المرة عن شجاعة اكبر بالف مرة من شجاعة اعضاء حزبه واعضاء يوجد مستقبل وحزب تيلم، وتجاوزهم من اليسار بصورة صاخبة. أنتم في المقابل، وقفتم صامتين عندما حرض نتنياهو بأقوال مسمومة ضد العرب، وكأن قادتهم يدعمون الارهاب، وأقسمتم على عدم قبول دعمهم حتى كمشجعين من المدرجات.

هذا هو الفرق بين زعيم حازم حتى لو كانت معلقة في عنقه ثلاثة ملفات رشوة والخداع وخرق الامانة، وبين مجموعة من الجبناء الذين يقفزون كمن لدغتهم أفعى كلما قاموا باتهامهم بأنهم حلفاء للعرب.

بفضل النضال ضد نتنياهو حظي ازرق ابيض بمئات آلاف اصوات العرب، لكن في لحظة الحقيقة عندما حان الوقت للدفاع عن ذكرى أبو القيعان وعن عائلته لم يكن لديهم ما يقولونه باستثناء مهاجمة تهكم نتنياهو. حسنا، أنتم ايضا كنتم ساخرون. اضافة الى ذلك، هذه المرة الامور التي قيلت رغم السخرية كانت صحيحة حقا. ولكن الامور هي أكثر عمقا. اعلان نيتسان أنه لا يمكن التقرير اذا كانت هناك عملية ارهابية أم لا في أم الحيران، ينبع من الافتراض الضمني بأن الشخص العربي هو شخص ارهابي الى أن يتم اثبات العكس. والارهابي لا ينتظر حتى يأتون لقتله في بيته، الارهابي لا يخرج الى المعركة بدون أن يكون في جعبته أداة واحدة على الاقل لاطلاق النار. اذا كان هناك للشرطة افتراض آخر بالنسبة لجوهر العربي، كان يمكننا أن نتوقع اعلان بهذه اللغة: في المواجهات قتل شرطي وأحد سكان المنطقة. ولكن بما أن الافتراض هو أن العربي ارهابي الى أن يتم اثبات العكس، فانه بعد دقيقة على الحادثة قفز الجميع – قيادة الشرطة ووزير الامن الداخلي ورئيس الحكومة – وقاموا بدون تردد بالقاء التهمة الصادمة.

الأعداء اللدودين لنتنياهو في هذه الاثناء، نيتسان وروني ألشيخ وجهاز انفاذ القانون، هم الذين منحوه طوق النجاة، بأن كل عربي هو ارهابي محتمل؛ وبفضل هذا الطوق نجح في تشكيل الحكومة بعد الانتخابات الاخيرة.

ولكن في حينه ثار المارد على خالقه، والشرطة والنيابة العامة ووسائل الاعلام، الذين شجعوا بحماس الرسالة التي تقول إن قادة العرب هم ارهابيون محتملون، تحولوا الى كيس للكمات نتنياهو. والذين يحاربون الفساد من جهة، ومن جهة اخرى يتخلون عن العرب ولا يدافعون عنهم امام اقوال تحريض نتنياهو، عالقون في عقدة لا يمكن حلها.

هم سينجون من ذلك فقط اذا استلوا مثل الكسندر الاكبر سيفهم وقطعوا هذه العقدة مرة والى الأبد. وأن يعلنوا بأنهم فخورين بالمجتمع العربي، وأن يطالبوا بلجنة تحقيق في قضية التهم الكاذبة ضد أبو القيعان، وأن يطالبوا بالغاء اخلاء سكان أم الحيران.

لا توجد طرق مختصرة، سواء في الحياة أو في السياسة. يجب عليهم فعل ذلك، واذا لم يفعلوا فان نتنياهو سيجر في صراعه من اجل البقاء اجهزة الحكم والدولة ومواطنيها الى ثقب أسود مدمر.

هذا غير سهل لأن أجيال كثيرة تربت على مقولة أن العربي الجيد هو العربي الميت. فكيف سيغيرون التوجه الآن. هذا في الحقيقة أمر صعب، لكن امام هذا الخيار الصعب: إما العرب أو سلطة الفساد، لا يوجد خيار غير اختيار العرب. فهذا ما تقتضيه الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى