ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عودة بشارات – ما الذي يشعر به العربي عندمايضع المذيع في قناة رئيسية اشارة صفراء

هآرتسبقلم  عودة بشارات – 31/5/2021

إن العربي الذي يشاهد المذيع وهو يحمل الاشارة الصفراء التي كاناليهود يجبرون على حملها، يشعر بالاهانة بسبب مقارنته مع الالمان الذينفرضوا على اليهود ذلك.والتعايش على اساس المساواة والاحترام المتبادلليس امتياز، بل هو حاجة حيوية  “.

ما الذي يشعر به العربي عندما يضع المذيع في قناة رئيسية (القناة13) في برنامجاشارة صفراء” – اشارة تم فرض وضعها على اليهود فيعهد النازية. المعنى واضح، من وضعوا الاشارة الصفراء في حينه كانوااليهود امام النازيين، الآن اليهود الذين يشعون الاشارة الصفراء يقفون امامالعرب. من خلال تشخيص مُذل تحولت الى شخص نازي، والشمس الغادرةما زالت تشرق.

من اجل امتاع الاذن نشير الى أن الاشارة الصفراء وضعها ابناءالاقلية المقموعة، وقد فرض عليهم وضعها ممثلو الاغلبية القامعة. في جعبةالاغلبية القامعة كانت توجد شرطة، شرطة سرية، سجون ووسائل اعلام مرعبةايضا. ونحن نقول لشارون غال، المذيع الذي يحمل الاشارة الصفراء، بأن منحمل هذه الاشارة لم يكن له موطيء قدم في وسائل اعلام رئيسية. حاملالاشارة كان يعتبر مستهلك للدعاية والتحريض، وليس منتج للدعاية.

لا توجد لي أي نية للنقاش مع غال، لكن ماذا عن المسؤولين عنه؟ ماذاعن السلطة الثانية؟ مجلس الصحافة؟ لماذا جميعهم يصمتون؟ هل دماءالعرب مباحة؟ لا اعرف لماذا اتذكر عنوان كتاب هانس بلادهفي ارضيالغريبة عني“. أنا اعتقد أن الكثير من العرب ومن اليهود يشعرون بنفسالشعور في الوقت الحالي.

الخليفة الرابع، علي ابن طالب، ينسب لهعندما يصمت رجال الحقفان رجال الكذب يعتقدون أن الحقيقة معهم“. اذا صمت الاخيار، عميتسيغل سيعتقد أنه محق. أنت تشاهد وسائل الاعلام القطرية ولا تصدق، هليتحدثون عن نفس الواقع؟ أي واقع هذا، عندما تم اطلاق النار على محمدكيوان محاميد (17 سنة) من أم الفحم وقتل على أيدي رجال شرطة سرية،وتقريبا لم نسمع أي كلمة عنه في وسائل الاعلام القطرية. هناك امثلة كثيرةعلى وحشية الشرطة واعمال الفتك ضد العرب. وكل ذلك مخبأ عميقا فيادراج محرري الاخبار.

في الوقت الذي اعلنت فيه الشرطة الحرب على الشباب العرب، عميقافي الداخل، تم اخفاء الحقيقة الدرامية، بأنه لم يكن هناك أبدا مجموعاتعربية منظمة استهدفت تعميم الفوضى في الشوارع. كل ذلك في الوقت الذينشرت فيه شهادات بأن مجموعات منظمة ومسلحة في اوساط المستوطنينواليمين المتطرف جاءت الى اللد وحيفا وعكا ويافا.

الى جانب مجموعات المستوطنين هذه تنظمت مجموعات من اليهودالمتطرفين الذين طالبوا في الشبكات الاجتماعية بالقيام بهجمات ضد العرب. في تلك الايام العاصفة تلقيت في الهاتف المحمول كل بضع ساعات صورعن بيانات لهذه الحركات، وفيها توصية لاعضائها للمجيء وهم ملثمون حيثمن المضمون لهم. “هناك عصي وقفازات لكل مشارك“. يجب الذكر هنا بأنالمفتش العام للشرطة في لحظة الحقيقة قالالمسؤول عن هذه الانتفاضة هوايتمار بن غبير“.

أنا لا اذكر هذه الحقائق من اجل التقليل من خطورة مهاجمة الممتلكاتالعامة والخاصة، والهجوم على الاماكن المقدسة، وبالطبع المس باليهود الذينصادف تواجدهم في اعمال الفوضى هذه. هذه الامور يجب ادانتها بكل السبل،حتى من ناحية اخلاقية ومن ناحية مصلحة الجمهور العربي، من اجل أن لا يلوثنضاله بأعمال مرفوضة. ولكن الاحداث التي كنا شهود عليها، خلافا لاحداثحدثت في السابق، تم تضخيمها بسببغيمة النكبةالتي حلقت في الجو. فجأةيتبين بصورة ملموسة أن النكبة، التي في مركزها طرد العرب، ما زالت تتدحرج،بدءا بالتطهير العرقي في مناطق ج ومرورا بالشيخ جراح وسلوان وانتهاء باقصاءالعرب من المدن المختلطة.

من يضحك لم يسمع بعد الاخبار الاخيرة، قال شخص ما. وأنا كليوم أسمع الاخبار الاخيرة، وكل يوم قدرتي على الضحك تقل أكثر فأكثر. الدعوة التي تسمع اليوم في اوساط العرب واليهود التقدميين عن أنه لا يوجدتعايش سوي، قيمة المساواة لا تكون في اساسه، هي صحيحة. ولكنالاستنتاج يجب أن يكون باتجاه تعديل التعايش وليس التخلي عنه.

التعايش على اساس المساواة والاحترام المتبادل ليس امتياز، بل هو حاجةحيوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى