ترجمات عبرية

هآرتس– بقلم عودة بشارات – ليس ترامب واحد، بل جوقة من الترامبات

هآرتس– بقلم عودة بشارات – 9/11/2020

اليوم أنا أغلق دائرة. الرجل الذي صعد إلى السلطة مع مغادرتي للولايات المتحدة، يعود مهزوماً إلى ضيعته. ولكن هذه الدائرة يمكن أن تفتح في كل لحظة. لقد حذرتكم “.

في صباح يوم 9 تشرين الثاني 2016، بالضبط قبل 4 سنوات، عندما كنت على الطائرة في طريق عودتي من برنامج كتابة دولي، في أيفا سيتي في الولايات المتحدة، وعلى ارتفاع 13 الف متر من على سطح المحيط، فإن قائد الطائرة أخبرنا بأن دونالد ترامب في طريقه للفوز بالرئاسة.

تملكتني حينئذٍ العديد من المشاعر. بالأساس شعرت بوخز في الضمير بشأن مصير الأمريكان الطيبين، والذين ظلوا لوحدهم أمام وحش منفلت العقال. فيما بعد سيتضح عمق ووحشية حكم ترامب.

مرت 4 سنوات والعالم، وليس فقط أمريكا، جرب ثقل ذراعه: عنصرية جامحة، تحريض وحشي، أخبار كاذبة، إهانة للنساء، مازوشية مقرفة، وارتباط بأقبح حثالات العالم، وخاصة في الشرق الأوسط، كان هذا غير معقولاً، في حين أن كل رؤساء الولايات المتحدة، الديموقراطيون منهم والجمهوريون، رفعوا راية حقوق الانسان، فإنهم تعاونوا في الشرق الأوسط، وفي أمريكا اللاتينية، وفي آسيا مع حكام دمويين وفاسدين كما في السعودية وقطر والإمارات. بالمقابل أيضاً دعموا أخلاقياً واقتصادياً وعسكرياً، الحكومة التي تسجن ملايين الفلسطينيين.

من يزرع الريح يحصد العاصفة، ترامب هو العاصفة الأمريكية التي يحصدونها في أعقاب دعمهم للشر. بسبب المال الكبير الأمريكي، غضّوا الطرف عن خرق حقوق الإنسان، وعن بيع السلاح لأماكن مليئة بالمآسي. الساحة الخلفية لأمريكا، في أحد اللحظات الدراماتيكية، قفزت إلى صالونها. هذا هو أسلوب الطبيعة: من يربي حيوانا بريا في ساحته، عليه ألا يتظاهر بأنه تفاجأ عندما يهاجمهة.

في هذه الأيام يوجد شعور عجيب: الشر واجه هزيمة مؤلمة من جانب الشعب الأمريكي، وترامب يهرب إلى ضيعته بدلاً من الوقوف أمام مواطنيه والاعتراف بهزيمته في الانتخابات. هذا جيد، هذا مشجع، وحتى يبعث على الإلهام في أوساط المحاربين من أجل الحرية في العالم. أجل يثير الروح، حقيقة أن الناخبين الأمريكان وقفوا أمام السيل الجارف قبل لحظة من إغراقه لبيوتهم، وأحلامهم ومستقبل أبنائهم.

ولكن من يفحص النتائج يدرك أنه في أمريكا يوجد تقريبا تعادل ما بين ترامب مع كل الشر الذي يبعثه وما بين الرئيس المنتخب جو بايدن. ويدرك أيضاً أن كل شيء قابل للتحطم، إذا لم تحدث تغييرات بعيدة المدى، ترامب أو شبيهه سيعود بقوة وربما حتى في فترة الولاية القادمة.
إذا لم يغير بايدن السياسية الأمريكية تماماً، وخاصة في الشرق الأوسط، فإنه سيفقد أهميته. إذا واصل دعم الترامبيين الصغار لدينا، سجلوا أمامكم: بنيامين نتنياهو، بيني جانتس، يائير لابيد، نفتالي بينيت، أرييه درعي، أفيجدور ليبرمان وآخرون كثيرون، فإنه سيفقد شرعيته الأخلاقية. بقي شيء واحد لقوله: في الوقت الذي فيه الكثيرون في إسرائيل وفي العالم العربي تساوقوا مع ترامب ومع خططته المثقبة للسلام، والتي في أساسها تجارة بالطائرات الحربية القاتلة وأنواع سلاح متطورة أخرى، تحت حجة صنع سلام ومنع الضم -فإن هنالك شخص واحد مسجون في رام الله قال “لا”، وبهذا أنقذ الشرف الإنساني لكل الشرق الأوسط. هذا الرجل أنقذ شرف العرب واليهود، القى ترامب ومبعوثيه، ومتنمريهم في مهب الريح.

اسمه محمود عباس، وفقط هو يستحق لقب المقاتل الشجاع ضد املاءات ترامب. أبو مازن الضعيف يرمز إلى قوة الروح.

اليوم أنا أغلق دائرة. الرجل الذي صعد إلى السلطة مع مغادرتي للولايات المتحدة، يعود مهزوماً إلى ضيعته. ولكن هذه الدائرة يمكن أن تفتح في كل لحظة. لقد حذرتكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى