ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عودة بشارات – غانتس يتلعثم، لكن ليس في الحديث

هآرتس – بقلم  عودة بشارات – 9/3/2020

لقد تبين في الانتخابات أن الجمهور أكثر ذكاء من قادته.حيث أدرك أنه بدون القائمة المشتركة لا يمكن استبدال نتنياهو. ومن صوت لازرق ابيض فقد أكد فعليا على الشراكة بين اليهود والعرب. والسؤال المهم هو هل حكم على من يعارضون نتنياهو الدفاع والخسارة مرة اخرى “.

رئيس ازرق ابيض، بني غانتس، قدم أول أمس عرض مؤثر امام التحريض المسموم لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو – الذي اقواله ذكرت بالفترة التي سبقت قتل رابين. ولكن في نفس الخطاب قدم غانتس عرض مخجل في كل ما يتعلق بمكانة المواطنين العرب في اسرائيل، وبالذات امكانية أن يكونوا شركاء حقيقيين في العملية السياسية في اسرائيل.

بدلا من الخروج بخطاب مشتعل حول جوهر الدولة المدني، وبدلا من الشرح مثلا عن الاطباء والممرضين العرب الذين يقفون في جبهة نظام الطواريء الطبي لمحاربة فيروس الكورونا، وبدلا من القول بأنه غير مستعد للعيش في دولة يوجد فيها مواطنون من الدرجة الثانية، من حسن حظه أنه كان من الدرجة الاولى، وبدلا من القول بأن كل من يلغي مجموعة مواطنين بسبب عرقهم هو عنصري وغير جدير بأن يكون رئيسا للحكومة – بدلا من كل ذلك وبعد أن قدم ضريبة كلامية على قوله إن “كل صوت هم مهم”، استل غانتس الادعاء المخيف وغير الاخلاقي وتوجه الى الليكود بالشعار الصادم الذي يقول “أنتم الذين بدأتم”. “أنتم الذين بدأتم”، قال وأشار الى تصويت اعضاء القائمة المشتركة لصالح حل الكنيست الى جانب كتلة اليمين، من اجل اثبات أن الليكود ايضا لن يستبعد التعاون مع الاعضاء العرب عند الحاجة.

هل هذه هي البشرى التي انتظرها ملايين المواطنين من العرب واليهود بعد حملة التحريض الطويلة؟ المثل العربي يقول: “صام وأفطر على بصلة”. خطابك، يا سيد غانتس، هو بالاجمال حبة بصل دخلت الى البطن الفارغة ونشرت رائحة كريهة، حيث أن الحملة الانتخابية تركزت على مسألة شرعية القائمة المشتركة – قبل الامن والاقتصاد وفيروس الكورونا. في هذا الاختبار هل المواطنون العرب سيكونون شركاء حقيقيين أم سكان مستأجرين؟ في هذا الاختبار غانتس يتلعثم، ليس في الحديث، لا سمح الله، بل في الاستعداد لاتخاذ موقف اخلاقي ومدني ثابت وشجاع.

من اجل توضيح الامور يجب الاشارة الى أن الشعار الاساسي لحملة الليكود تركز حول شعار “لا توجد لغانتس حكومة بدون احمد الطيبي”. ولكن الآن يمكن القول بأن هذه الحملة منيت بهزيمة ساحقة. اجل، كتلة اليمين زادت بثلاثة مقاعد، لكن يمكن عزو هذه الزيادة الى حقيقة بسيطة وهي أن الـ 84 ألف صوت التي فقدتها الكتلة في الانتخابات السابقة بسبب منافسة “المنعة اليهودية” – عادت الآن الى كتلة اليمين مع خصم 19 ألف صوت فقط حصل عليها ايتمار بن غبير في هذه الجولة، أي نحو 65 ألف صوت التي تساوي مقعدين.

السبب الثاني هو العاصفة التي اثارتها ضجة يوعز هندل في المقابلة مع رفيت هيخت في “هآرتس. بعد ذلك جاءت قضية “البعد الخامس”، ولم يمر اسبوع على نشرها حتى ظهر في وسائل الاعلام شريط “لا توجد لغانتس الشجاعة على المهاجمة في مقابلة”، هذا ما قاله مستشار ازرق ابيض اسرائيل بخر. انظروا الى التغييرات التي حدثت في الاستطلاعات في الاسبوعين الاخيرين اللذين سبقا الانتخابات.

سلاح يوم القيام لنتنياهو، أي تحطيم شرعية المواطنين العرب، لاقت فشلا ذريعا. يكفي التذكر أنه في انتخابات 2015 همس نتنياهو قبل بضع ساعات على اغلاق الصناديق بأن “العرب يتدفقون الى صناديق الاقتراع” وحصل على غايته. همسة واحدة والليكود ارتفع بعدة مقاعد وفاز. الآن، حتى الحملة الرئيسية على طول حملة انتخابات كاملة لم تعد فعالة.

في المقابل، اظهرت حملة انتخابات ازرق ابيض دفاع لانهائي – ألف مرة في اليوم أقسموا هناك بأنهم لن يرتبطوا بالقائمة المشتركة، هذا في الوقت الذي يرتبط فيه نتنياهو علنا مع بن غبير، مواصل درب كهانا. هنا يتبين أن الجمهور اكثر ذكاء من قادته. الجمهور اليهودي ادرك أنه بدون القائمة المشتركة لا يمكن استبدال نتنياهو، ومن صوت لازرق ابيض فقد أكد فعليا على الشراكة بين اليهود والعرب. وها هو تغيير مدني عظيم يجري امام ناظرينا.

قانون رقم 1 في قوانين الحرب هو أن تهاجم. ومن يدافع فان مصيره الخسارة. وهنا يطرح السؤال الرئيسي: هل حكم على من يعارضون نتنياهو مواصلة دفاعهم والخسارة مرة اخرى؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى