هآرتس – بقلم عودة بشارات – العملية الجراحية نجحت، 5526 ماتوا
هآرتس – بقلم عودة بشارات – 22/2/2021
“ الانجازات التي يتفاخر بها نتنياهو تبين أنها لا تستحق هذا التفاخر لأنانخفاض عدد الاصابات وعدد الوفيات هو ظاهرة عامة في ارجاء العالم،حتى في الدول التي لم تحصل على التطعيمات “.
رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لا توجد له صداقة، لسوء حظالفلسطينيين، مع البرت بوريلا، مدير عام شركة “فايزر“. ولكن في شهر كانونالثاني، حتى بدون التطعيمات، سجل انخفاض حاد في عدد الاصابات مقارنةبشهر كانون الاول 2020. وهذا المنحى استمر ايضا في الشهر الحالي. ليسفقط في السلطة المحاصرة، بل جميع العالم يشهد انخفاض كبير في عددالمصابين في الفترة الاخيرة؛ في الولايات المتحدة سجل انخفاض 16 في المئة،في اوروبا 18 في المئة، في افريقيا 20 في المئة، وفي ارجاء العالم انخفاض 16 في المئة في عدد المصابين.
كل ذلك دون أن تحصل الدول البائسة على بطل كبير بحجم بنياميننتنياهو، الذي يفعل في ساعة واحدة ما لا يستطيع خصمه أن يفعله “طوالحياته“. ايضا بدون جهود “قواتنا“، التي فقط الله والوثائق التي يحظرنشرها لمدة ثلاثين سنة اخرى، يعرفون ماذا فعلوا، سواء بالتحايل أو بصورةنزيهة، من اجل الحصول على التطعيمات، وقبل ذلك الحصول على اجهزةالتنفس الاصطناعي.
طرق الطبيعة مخفية. بدلا من أن يبدأ نتنياهو بمقارنة انجازاته معانجازات دول اخرى، التي لم تحصل على التطعيمات، والقيام بسلسلةعروض احتفالية ازاء المعجزة التي اجترحها، جاءت الطبيعة وصفعت جهودهصفعة مدوية. هاكم، حتى في السلطة الفلسطينية الوضع افضل مما هو فياسرائيل، وليس فقط في عدد الاصابات. حتى كتابة هذه السطور وصل عددالوفيات في السلطة وفي غزة الى 2161 وفاة. في اسرائيل، رغم عمليةالتطعيمات الواسعة، وصل عدد الوفيات الى 5526 وفاة، 40 في المئة أكثرمن السلطة بالنسبة لعدد السكان.
لو أن نتنياهو كان يتحلى بقطرة تواضع لكان عرف أن مسار الحياةيجب أن يمر في مسار ثابت، صعود – ذروة – هبوط. ووباء الكورونا بكونهجزءا من العالم الحي من شأنه أن يمر في هذا المسار. في هذه الاثناء يبدوأن الوباء يوجد في المرحلة الثالثة، الانحدار.
رغم ذلك، كل شيء مفتوح في الطبيعة، والانحدار في هذه الاثناءيمكن أن يشكل خشبة القفز لاندلاع أكثر عنفا. لذلك، التطعيم حتى في فترةالتراجع هو الجواب النهائي على الوباء. بالمناسبة، ايضا الحكم الذي هو منانتاج أيدي العالم الحي، يمر في نفس المسار، لينتبه كل حاكم. المثل العربييقول “الراكب لا يظل راكبا والماشي لا يظل ماشيا“.
الطبيعة تتعامل بصورة ساخرة مع نتنياهو، حيث أن كل حملتهالانتخابية على وشك الانهيار. توجد حقا حملة تطعيمات رائعة، لكن الاختبارهو في النتائج. حسب “غوغل” عدد الوفيات في الاردن بسبب الكورونا هو4535 وفاة، أي 444 حالة وفاة لكل مليون شخص.
هكذا، أي مشهد رائع ينتظرنا. نتنياهو الذي يبذل جهوده من اجلالوصول الى الهدف المأمول يكتسف قبل النهاية بأن الجميع يقتربون من هذاالهدف. يوجد للجميع انخفاض في عدد الاصابات وعدد الوفيات، حتى لدىمن تلقى التطعيم ولدى من هو في الطريق لتلقي التطعيم ولدى من ينتظررحمة العالم. المثل العربي يقول “عندما يهطل المطر فهو يهطل على الجميع“. المعنى هنا مؤلم. الاشخاص المنتفخون يمكن في أي لحظة أن يفقدواالتوازن. لذلك، يكفي دبوس صغير من اجل اخراج الهواء من البالون. ومنوضع انجازاته في مكافحة الكورونا في مركز الحملة، الامر غير الاخلاقيبحد ذاته، يجدر بالمتنافسين أن يسألوه مثلا، كم هو عدد الايام التي تم فيهافرض الاغلاق على المواطنين؟ كم هو عدد العاطلين الذين تم تسجيلهم فيمكاتب العمل؟ كم هو عدد ايام التعليم التي ذهبت هباء؟ وهناك سؤال آخرمقلق وهو كم هو عدد الاشخاص الذين ماتوا، الذين عدد منهم، حسبالابحاث، ماتوا بسبب الوضع المتدني في المستشفيات؟.
يوجد استنتاج آخر وهو أنه حتى عندما يفعل نتنياهو أي أمر صحيح،فهو لا يفعل ذلك لهذا الأمر بحد ذاته، بل من اجل غطرسته. لذلك، توجدحساسية فظيعة لكل ظهور له. لأن الاشخاص العاديين يحبون الاشخاصالعاديين وليس اشخاص أكبر منهم يذكرونهم كم هم صغار.
نتنياهو كبير علينا. فهل هناك حولنا زعيم عادي، في ساعة واحدةيمكن أن يفعل ما يفعله مواطن عادي في ساعتين، أو على الاكثر في ثلاثساعات؟.