ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عودة بشارات – أيها الاشكناز، كونوا متفاخرين

هآرتسبقلم  عودة بشارات – 21/9/2020

ما يحدث الآن في بلفور هو أن الناس العاديين من الاشكنازوالشرقيين والعرب يهبون من اجل تقويم الاعوج  “.

كيف يدور الدولاب؟ في حرب يأجوج ومأجوج الدائرة بين ما يسمىاسرائيل الاولى واسرائيل الثانية، رفع ابناء طائفة الاشكناز الأيدي كدليلعلى الاستسلام. ومن المدهش أنهم سووا الصفوف مع التيار الذي يسحقهمويسحق ثقافتهم. الهزيمة هي هزيمة قاسية جدا الى درجة أنهم توقفوا عنمحاربة شيطنتهم. وقد تم وصفهم بالمدللين واللصوص والمتعالين على أبناءالشرقيين. اذا شاركوا في مظاهرة فان هذه المظاهرة تتم مهاجمتها وكأنالامر يتعلق بكائنات من الفضاء لا صلة لها بهذا المكان أو بواقعه.

لأسفي الشديد ولخيبة أملي، رغم رغبتي الشديدة لم أستطع أن أكرهالاشكناز. واذا اردت الحديث بشكل صريح وصادق فيمكنني القول بشكلعام بأنه يمكنني ادارة حوار مع الاشكناز وأن اطرح عليهم موقفي بشكلمنفتح دون الخوف من ردهم. في المقابل، أنا حذر من الانفتاح تجاهالشرقيين والعرب لأنهم يستقبلون الانتقاد بمشاعر مبالغ فيها وكأن الامريتعلق بالمس الشخصي.

اذا فحصنا جيدا فسنكتشف أن هدف نظريةالاسرائيليتينهو حربلا هوادة فيها ضد القيم العالمية للانسانية، والقيم التي ولدت وطبقتبالاساس في الغرب، وأن الاشكناز، بالاساس من اليسار، متماهين معها. كل ذلك تحت غطاء الرد المضاد على ما فعله النظام الحاكم بالشرقيين (لنتركالعرب للحظة) في بداية قيام الدولة. بالتأكيد هناك جانب مظلم في التاريخوفي الثقافة الغربية التي طورت ايضا نظريات العنصرية والقومية المتطرفةوأنتجت الامبريالية والكولونيالية. ولكن في المقابل، الغرب جلب للعالم اضافةالى الثورة الصناعية التي حولت حياتنا الى اكثر راحة، قيم التي بدونها منالصعب تصور سلوكنا الآن: نظرية حقوق الانسان، التي تعتبر جميع البشرمتساوين في الحقوق بدون تمييز في الدين والعرق والجنس أو الاصل.

ثقافة الغرب جلبت للعالم معظم النظريات الثورية في مجال العلومالانسانية والمجتمع. كيف يمكن للانسانية مواصلة السير الى الامام دونالقاعدة التي وضعها الغرب؟.

إن طموحات من قاموا بهندسة نظريةالاسرائيليتانهي القفز الىالوراء، الى عهد ما قبل الحداثة. انور السادات اعتاد على أن يمجدالمعاييرالجيدة للقرية“. فقد أراد أن يمنح حقوق اكثر لـكبير العائلةالذي باسمالشرف من المحظور احراجه. هذه النظرية التي جلبها الصحافي افيشاي بنحاييم: “اجزاء من النخبة نجحوا في تعذيب روحه (مناحيم بيغن) وتحطيمهاوكسر قلبه“. استنتاج بن حاييم هو أنه يجب علينا اعطاء دعم اخلاقيلبنيامين نتنياهو ازاءمحاولة النخبة لكسره“. هكذا فان نظرية الاسرائيليتانلم تستهدف الدفاع عن الشرقيين، بل عن الفساد الحكومي واظهار الحوارالعام فيها، حتى لو كان فيه نواة للحقيقة بالنسبة لقمع أبناء الطوائفالشرقية فانهاكلمة حق يراد بها باطل، مثلما قال الخليفة علي بن أبيطالب.

بشكل عام، اذا كان هذا ما يحدد الاخلاق الشرقيةالتي تقول بعدمملاحقة نتنياهو؟ لا! هذه اخلاق الديكتاتورات، يتحدثون عن الخليفة عمر بنالخطاب (الذي اشتهر كمنارة للعدل) بأنه قال: “من شاهد لدي اعوجاجفليصلحه. نهض شخص وقال له: “نحن نقسم بأننا لو شاهدنا لديك اعوجاجلكنا قومناه بسيوفنا“. فأجابه الخليفة عمر: “الحمد لله أنه يوجد في هذهالأمة من يقوم بسيفه سلوك عمر“. أجل، فقط بواسطة من يثورون علىالحكام الفاسدين والمتهمين بالفساد، يمكن تنظيف الاسطبلات. هذا ما يحدثالآن في بلفور. الاشخاص العاديوناشكناز وشرقيون وعربثاروا مناجل تقويم الاعوج.

في نهاية المطاف، أنا أتساءل لماذا أدخل رأسي في نزاعات اسرائيلالاولى واسرائيل الثانية، في الوقت الذي أنا عالق فيه في مكان ما فياسرائيل العاشرة؟ وبهذا فان جوابي لنفسي هواذا كانوا يقومون بمصادرةاراضينا ويميزون ضدنا، فعلى الاقل لا يفرضوا علينا معايير العالم الثالث“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى