ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عميره هاس – نحن لسنا هنود حمر

هآرتس – بقلم  عميره هاس – 23/5/2021

” أينما ذهبنا اليهود يقومون بملاحقتنا. ولكنهم لن يستطيعوا أن يقضوا علينا. هذا أمر مستحيل ويجب عليهم معرفة ذلك “.

الدكتورة ريم تركناها (في مقال يوم الجمعة)، وهي توجد مع زوجها في شقة ملجأ مع أبناء عائلة آخرين، على بعد مسافة معينة جنوب بيتهم الذي يقع في شارع اللبابيدي في حي الرمال في غزة. وقد وصلوا الى هذه الشقة في مساء يوم الاثنين، بعد أن ابلغهم الجيش بأنه ينوي قصف هدف معين في هذا الحي وأن القصف سيلحق “اضرار جانبية”. أي أنه سيعرض للخطر حياة كل من يسكنون في الحي. وهذا لا يشمل الدمار المرافق. ريم وعائلتها كانوا من بين 2500 شخص قاموا باخلاء بيوتهم على الفور. ولكن بعد فترة قصيرة تبين أن الملجأ الذي عثروا عليه هو ضرر جانبي في طور الامكان. بالتحديد في الساعات الاخيرة قبل دخول وقف اطلاق النار الى حيز التنفيذ، بين الساعة 12:00 يوم الخميس الماضي والساعة الثانية فجر يوم الجمعة، 21 أيار. 

ريم هي هدية من السماء لمراسلة تعتمد على وصفها عن طريق الهاتف. حتى عندما يسمع القصف من قريب وعندما كان خلفها يوم عمل متعب ومخيف، كانت تجيب ووصفت واضافت تفاصيل وادراك حتى بدون أن يتم سؤالها. اوصاف ريم كانت حية جدا ودقيقة حيث شعرت أنني موجودة هناك بجانبها. اضافة الى أنه من غير المحتمل الشعور حقا بهذا الخوف الدائم لحظة بعد لحظة.

في صباح يوم الجمعة، بعد دخول وقف اطلاق النار الى حيز التنفيذ، لاحظت أنها قد اتصلت معي بعد ربع ساعة من منتصف الليل. انتظرت بضع ساعات من اجل أن لا اوقظها، واتصلت معها. عندها سيل كلامها المتدفق والبارد نقلني من البيرة الى غزة لبضع ساعات الى الوراء. “أعتقد أنه في الساعة 11:30 في الليل، أبو عبيدة، المتحدث بلسان عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس، أعلن بأن وقف اطلاق النار سيبدأ في الساعة الثانية فجرا. نحن نعرف أن الاسرائيليين دائما يصابون بالجنون قبل وقت قصير من وقف اطلاق النار. وايضا جماعتنا. صحيح، عرفنا أنه اذا استغلت اسرائيل الوقت من اجل أن تقصف وتقتل المزيد من الفلسطينيين، ايضا جماعتنا سيردون وسيطلقون الصواريخ. عندها اسرائيل ستزيد هجماتها ومن يعرف من الذي سيقتل وسيقصف ايضا.

“جلسنا في شقة الملجأ خاصتنا، ثمانية اشخاص، وانتظرنا بتوتر أن تمر الساعتين ونصف. الساعة لم تتحرك. فجأة كان ذلك في الساعة 12 ليلا، سمعنا في الشارع اصوات وصراخ ونداءات. تبين أن المختار، صاحب المبنى المجاور، قد تسلم رسالة عبر الهاتف من الجيش بأنه سيقصف المبنى خاصته. عندها قمت بالاتصال معك. السكان بدأوا يخرجون ويركضون ويصرخون. ايضا نحن خرجنا، دون نفس ودون طاقة، وللحظة لم نعرف أي اتجاه سيكون اكثر أمنا. في نهاية المطاف قررنا الذهاب غربا باتجاه مستشفى الشفاء. فقد اعتقدنا أنهم لن يقوموا بقصفه”.

نحن نعرف بعضنا منذ بداية سنوات الالفين. هي ليست بحاجة الى تحسين افكارها أو تجميل كلامها في اذني. في يوم الاربعاء عندما لم نكن نعرف متى سينتهي الكابوس الحالي قالت لي ريم: “ما يحدث لنا يفوق قدرة البشر. جيل وراء جيل، النكبة تستمر. أي مكان سنذهب اليه، اليهود يلاحقوننا. ولكنهم لن يقضوا علينا. هذا مستحيل. يجب عليهم معرفة ذلك. نحن لسنا هنود حمر، بل نحن سنبقى ونتكاثر. نحن ايضا لن ننسى. طفل ابن ست سنوات من عائلة أبو الحطب هو الطفل الوحيد الذي نجا، كيف سينسى. والطفل الذي نجا من عائلة أبو العوف (10 سنوات) كيف سينسى أبناء عائلته، وكيف سينسى أن اليهود قاموا بقتلهم.

“نحن لن نستسلم، جيل وراء جيل، سنبقى وسنتكاثر. ولكن ليس هكذا. العالم – مجرمون. ما هذا الصمت؟ جو بايدن قال إنه يجب تخفيف الهجمات. ماذا يعني تخفيف؟ هل يعني أن تضرب فقط بطني وليس قدمي. أنا لا أصدق أن هناك شعب يمر بما نمر به. نحن لا نثق بالاحزاب، سواء حماس أو فتح. فليذهبوا الى الجحيم. لكن لدينا ايمان بالله وبشعبنا وبأرضنا وبوطننا. انظري الى الفلسطينيين في القدس. الناس لا ينسون اصلهم. انظري الى 1948 (الفلسطينيون مواطنو اسرائيل)، هؤلاء هم الجيل الثالث. يقولون إنهم اسرائيليون ولكنهم فلسطينيون ولا ينسون وطنهم وشعبهم. نحن الاستمرار لهم وهم الاستمرار لنا. نحن لا ننسى. اليهود قاموا بقصفنا، احرقوا اراضينا، طردونا، قتلونا ودمروا بيوتنا. ما الذي بقي لهم كي يفعلوه أكثر من ذلك؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى