ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس- مريض عضال إبن 17 من الضفة يقف امام اعتقال اداري

هآرتس – بقلم عميره هاس– 7/12/2020

المحكمة العسكرية أمرت باطلاق سراح الفتى أمل نخلة بالكفالة، وهو متهم برشق الحجارة، لكنه بقي في المعتقل في اعقاب استئناف قدمته النيابة العامة. ووالده قال إنه لم يفهم ما معنى اعتقال اداري أو معنى سري “.

قاضي عسكري أمر باطلاق سراح قاصر بالكفالة لم يتم الـ 17 من عمره ومتهم برشق الحجارة. النيابة العسكرية تعارض ذلك، وتطالب بتمديد اعتقاله حتى انتهاء الاجراءات وتهدد بأنه اذا تم اطلاق سراحه فسيتم على الفور اصدار أمر اعتقال اداري ضده استنادا الى مادة سرية. هذا رغم أن الفتى، أمل نخلة، اجريت له منذ فترة غير بعيدة عملية لاستئصال ورم سرطاني، وهو مريض بنقص المناعة التي تمس بالعضلات والقدرة على البلع والتنفس. لذلك هو بحاجة الى علاج دائم ومتابعة طبية، وهو موجود في حالة خطر كبير من الاصابة الشديدة بالكورونا.

نخلة، من مواليد كانون الثاني 2004، تم اعتقاله في 2 تشرين الثاني الماضي الساعة العاشرة ليلا على مدخل بير زيت في شمال رام الله، عندما كان عائدا مع اصدقائه في سيارتهم من جولة تسوق في مدينة روابي. “قوات خاصة انقضت على السيارة، اخرجوهم جميعا، وقاموا بنبش السيارة لتفتيشها”، قال للصحيفة الوالد معمر نخلة، الصحافي والمحامي، حسب ما سمعه من صديقين اعتقلا هما ايضا مدة ساعتين وتم اطلاق سراحهما. بعد ذلك وجد الأب في السيارة الكيس وفيه الملابس التي اشتراها ابنه قبل اعتقاله. الجيش نقل نخلة الى سجن عوفر، ومن هناك جنوبا الى معتقل في قاعدة لواء عصيون، ومن هناك شمالا الى سجن مجدو. أمه، ايمان عرار، تقول إنه يوجد في قسم القاصرين. وهي لا تعرف حجم الغرفة التي يمكث فيها وكم من القاصرين محتجزين هناك معه فيها وكيف يتم الحفاظ عليه من الاصابة بالكورونا.

حسب اقوال ايمان عرار، في 24 تشرين الثاني أمر قاضي المحكمة العسكرية للفتيان، المقدم شارون كينان، باطلاق سراح ابنها بكفالة بمبلغ 3 آلاف شيكل. الأم استعدت لعودة أمل الى البيت وكانت تنوي توبيخه على رشق الحجارة غير المجدي، لكن عندها طلب ممثل النيابة العسكرية تأجيل اطلاق سراحه مدة 72 ساعة، التي خلالها استأنفت النيابة على القرار. رئيس محكمة الاستئناف، المقدم يئير تيروش، أمر بابقاء نخلة في المعتقل الى حين صدور القرار النهائي بشأن الاستئناف. الأب قال إن النيابة العسكرية اقترحت على المحامين الذين يمثلون إبنه صفقة تشمل سنة سجن، وبعد ذلك ستة اشهر سجن “مع احتمالية اعتقال اداري فوري بعد ذلك”. المحامي محمود حسان والمحامي فراس صباح، من جمعية المساعدة القانونية “الضمير” رفضا هذه العروض.

بسبب الكورونا فان النقاشات القضائية تجري بواسطة محادثات الفيديو: المتهم بقي في السجن في حين أنه في الكرفان الذي تجرى فيه المحكمة العسكرية في معسكر عوفر، يوجد القاضي وممثلو النيابة والمحامون وأبناء العائلة. “أنا استطيع التحدث معه قليلا، لكن ليس دائما الصوت يكون واضح”، قالت الأم، “هو يظهر على شاشة حاسوب القاضي، والقاضي يوجه الشاشة نحوي. نحن نرى بعضنا البعض ونتحدث قليلا، وعندها يقومون بادارة الشاشة نحو القاضي”.

في هذا الاسبوع ارادت أن تستوضح منه اذا كان يحصل على الادوية الضرورية له. ولكن من مظهره لا يمكن معرفة اذا كان هذا هو العلاج الصحيح – هو في كل مرة يحصل على حبة دواء دون العبوة.

في لائحة الاتهام توجد اربع تهم برشق الحجارة. التهمة الاولى تتناول حادثة وقعت كما يبدو عندما كان عمر نخلة 14 سنة. وكما في لوائح اتهام اخرى موضوعها رشق الحجارة فان الصياغة غامضة والموعد الذي نفذت فيه المخالفة لم تتم الاشارة اليه. وكتب أنه “في 2018” شارك في مواجهة قرب حاجز للجيش الاسرائيلي. في المقابل، بالنسبة للافعال المنسوبة لفتى فان لائحة الاتهام تدخل في التفاصيل: نخلة، هكذا تم الادعاء فيها، قام بالقاء خمسة حجارة، ثلاثة منها اصابت سيارة عسكرية.

هذه الفجوة التي تميز ايضا التهم الاخرى، تشير الى أن لائحة الاتهام لا تستند الى بينات موضوعية، بل الى اعترافات القاصر وتجريم من جانب شخص آخر، ايضا هو كما يبدو قاصر. والد ووالدة نخلة ومحاموه لا يعرفون الظروف التي حقق فيها معه، وهل حقا فعل الافعال التي اعترف بها أم أنه فقط أراد أن ينتهي التحقيق. الى جانب مقاومة الجيش الاسرائيلي، استعداد الشباب الفلسطينيين للمخاطرة بالسجن والاصابة وحتى الموت، ينبع احيانا من ظروف شخصية واجتماعية.

المحامون ارادوا أن تقدم للمحكمة شهادة بحث اجتماعي كما هو متبع في اعتقال الفتيان. في الاسبوع الماضي ابلغت جهة في الادارة المدنية الصحيفة بأنه تم اجراء مكالمة فيديو بين الوالدة وبين عاملة اجتماعية من وحدة ضابط الرعاية في الادارة المدنية. ونفس هذه العاملة الاجتماعية تحدثت مع الوالدين هاتفيا في يوم الخميس الماضي في المناسبتين بمساعدة مترجم. هذا الاسبوع من شأن المحكمة العسكرية للاستئنافات مناقشة شهادة الباحثة العاملة الاجتماعية.

في حزيران 2020 بدأ أمل يبصق الدم. الفحوصات اظهرت أنه يوجد ورم في الغدة الزعترية في الصدر. عندما طالب الوالدين بالنيابة عنه بتصريح خروج من اجل الذهاب الى اجراء عملية في مستشفى فلسطيني في القدس حصلا على رد سلبي: “ممنوع أمني”. وقد استنتجا أن شخص ما ذكر اسم ابنهما فيما يتعلق بالمواجهات مع الجيش. قبل بضعة ايام على العملية، قال الأب “اتصل الشباك مع أمل وطلبوا منه الحضور الى مركز التحقيق الموجود في منطقة معسكر عوفر. ذهب الى هناك، وانتظر ثلاث ساعات، وفي نهاية المطاف قالوا له إن الكابتن غير موجود فعاد الى رام الله”.

في العملية التي اجريت في 1 تموز تم استئصال الورم بالكامل مع الغدة. وعندها تبين أنه ورم حميد. وبعد اسبوع، قال الأب، “اتصلوا من الشباك معه. جمعية الضمير ارسلت الى مسؤول التحقيقات تقريره الطبي، وبعد ذلك تركوه” – حتى اعتقاله في بداية الشهر الماضي. في لائحة الاتهام ورد أنه قام برشق الحجارة ايضا بين اشهر آب – تشرين الاول، أو في فترة قريبة من ذلك، ومرة اخرى، في حين أن الموعد ضبابي  فان عدد الحجارة التي رشقها كما يبدو دقيق: اربعة حجارة في حادثتين – فيهما تم الادعاء بأنه اصاب سيارة عسكرية.

الى جانب الخوف على صحة الابن، فان الوالدين قلقين من الاعتقال الاداري – بدون محاكمة أو لائحة اتهام أو بينات أو حق في الدفاع. “اعتقال اداري لفتى؟ هل أنتم جديون؟”، سأل معمر نخلة. “عندما كنت في سن أمل، في الانتفاضة الاولى وقبلها، قاموا بادخال كبار النشطاء السياسيين الى الاعتقال الاداري. ألا تخجلون من القول بأن هناك مواد سرية ضد طفل؟ هذا الطفل حتى لا يعرف ما معنى الاعتقال الاداري. في مداولات الاسبوع الماضي ادعت النيابة بأن لديه ايديولوجيا خطيرة. الطفل سألني ما معنى ايديولوجيا وما معنى سري. كل هذه المصطلحات غامضة بالنسبة له. وفي نهاية المداولات قال لي، سيتم اطلاق سراحي، أليس كذلك. وعندما قلت له لا، بدأ بالبكاء”.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى