ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس – ليعرف أبناء عائلة العتيبة

هآرتس – بقلم  عميره هاس  – 18/8/2020

” الضم الرسمي تم وقفه بسبب اعتبارات امريكية داخلية وليس بسبب اهتمام ابن زايد بمصير الفلسطينيين. ولكن الضم الفعلي، الخفي والعلني، لم يتوقف. واغلبية الاسرائيليين يتعايشون مع ذلك ولا يفعلون الكثير لوقفه، وهؤلاء سيأتون للتسوق لديكم في أبو ظبي “.

اتحاد الامارات لا تطبع علاقاتها مع اسرائيل الاسترخاء التل ابيبي، اسرائيل الحانات والمشاريع الرائدة والطبيعية التي ينسبها الاسرائيلي لحياته في دولته السيادية. اتحاد الامارات تطور علاقاتها مع دولة ترفض التنازل عن القسمات الاستيطانية – السارقة لها، بالعكس، فقط تطورها وتوسعها. ولكن لماذا نوجه اللوم اليها؟ هكذا تفعل كل الدول – فرنسا، بريطانيا، المانيا، النرويج، كندا واستراليا. هي تدين وتحذر وتقلق. صحيح. وكل يوم فيه روابط الصداقة والتجارة والسلاح والعلم لها مع اسرائيل تستمر كالمعتاد، دون عقوبات واضحة، ودون خطوات توضح للاسرائيليين بأنه من غير الطبيعي أن يستمروا في أن يضعوا تحت حذائهم شعب بدون حقوق وبدون أن يستطيع رؤية النهاية – القدس ترى ذلك كتشجيع لممارسة سلوكها. خلافا لزعيم غير منتخب مثل محمد بن زايد، وهو أمير تحول الى شخص قوي جدا لأن عائلته تسيطر على مورد طبيعي ثمين، فان رؤساء هذه الدول الغربية يرون انفسهم ديمقراطيين ويلتزمون بحقوق الانسان. لقد أيدوا اتفاق اوسلو على اساس اعتقادهم بأنهم سيقود الى دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران 1967. رسميا هم ما زالوا يتمسكون بهذا الاعتقاد، وفعليا – صبرهم على استراتيجية وتكتيك  التخريب الاسرائيلي لخيار الدولة الفلسطينية فقط شجع تل ابيب على مواصلة التخريب فيه والسعي الى تقويضه.

ضم رسمي – لا يوجد. ولكن لتعرف هند العتيبة، المتحدثة بلسان وزارة الخارجية في اتحاد الامارات، وليعرف يوسف العتيبة، سفير الاتحاد في الولايات المتحدة، اللذان يتفاخران بانجازهما الدبلوماسي: في كل لحظة معطاة اسرائيل تنفذ المزيد من خطوات الضم الفعلي.

ألم تعرفوا؟ عندما ستأتون للزيارة، يا أبناء عائلة العتيبة، اذهبوا الى الشرق، باتجاه الضفة الغربية (بما في ذلك شرقي القدس)، وستعرفون أنه من الصعب التمييز أين تبدأ وأين تنتهي دولة اسرائيل ذات السيادة. شارع 443، غور شيلو، غوش عصيون شرق وغرب، شارع الانفاق، منطقة بنيامين، شارع السيادة، غور الاردن، شارع عابر السامرة، كتلة جفعات زئيف، كتلة ادوميم، كتلة تلمونيم، كتلة غيلو، كتلة كرنيش ومرون وبناتها، مدينة داود، جبل أبو غنيم، منطقة التماس وغيرها – كل هذه تجسد قسمات السيطرة الاسرائيلية اليهودية على الفضاء الفلسطيني، ما كان يجب أن يكون جزء من الدولة والسلام. كل هذه تحولت الى فضاءات اسرائيلية – يهودية متسعة، وقحة، متعالية، تطبق على جيوب فلسطينية يمكن تمييزها أقل فأقل.

الضم الرسمي تم احباطه، ومن المهم أنه تم احباطه، كما يبدو بسبب اعتبارات داخلية امريكية أكثر منه بسبب اهتمام إبن زايد والعتيبة بمصير الفلسطينيين. اليمين الاستيطاني غاضب. هل هو حقا يؤمن بالدعاية المتباكية التي تطرح نفسها كضحية على تراجع نتنياهو عن الضم الرسمي، أو أن هذا التباكي وتمثيل دور الضحية هي جزء من تكتيك محسوب؟ أنا أميل اكثر الى الجواب الثاني، لكن حتى لو كنت مخطئة فالنتيجة هي واحدة. الضم الفعلي التدريجي – اجزاء منه تتم بصورة خفية واجزاء تتم بصورة علنية ويسيران معا، هكذا لا تتم ملاحظتهما – تجري دون انقطاع.

ليس فقط أنتم. ايضا الجمهور الاسرائيلي اليهودي يتعايش مع هذا الوضع بسلام. هم يواصلون التصويت بالارجل. الاسرائيليون باغلبيتهم الساحقة لا يتدفقون نحو “يشعستان” (جيوب الضفة الغربية) من اجل العيش فيها. وهذا رغم الاغراءات والشروط المحسنة التي تنتظرهم هناك. ولكنهم ايضا لا ينضمون الى القليل من الاسرائيليين اليهود الذين يحاولون وقف هذا التوجه. هنا لانقاذ حقل للفلسطينيين وهناك لانقاذ بيت في حي في القدس، وهنا مدرسة بدوية. الاسرائيليون – حتى معظم المتظاهرين في شارع بلفور لن يستلقوا تحت الدواليب من اجل وقف شاحنات الطرد، هم سيأتون الى التسوق لديكم في أبو ظبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى