ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس – في محاولة لقمع الاحتجاج على موت الناشط المعتقل، المظاهرات في الضفة اصبحت مستهدفة

هآرتس – بقلم  عميره هاس – 2/7/2021

في حين أن كبار شخصيات السلطة يدركون الضرر الذي تسبب به قتل نزار بنات، إلا أنهم في فتح يواصلون التشكيك في اخلاص المتظاهرين “.

لقد رافق قمع المظاهرات التي جرت في رام الله احتجاجا على قتل الناشط السياسي، نزار بنات، اثناء اعتقاله، بُعد جنسي واضح لمهاجمة النساء والتحرش بهن. صحافيات ونساء أخريات صورن المظاهرات بالهواتف المحمولة كن اهداف لقامعي المظاهرات، وهواتفهن تم اختطافها ومصادرتها. من بين امور اخرى هذا الامر اشير اليه في البيان الصحفي الذي نشره منتدى المنظمات غير الحكومية لمحاربة العنف ضد النساء.

بعد ذلك تبين أن الهواتف التي أخذت منهن تم اختراقها، وتفاصيل شخصية وصور حقيقية أو مفبركة لهن، التي كان يمكن أن تحرجهن وتسيء لسمعتهن، تم نشرها في صفحة خاصة في الفيس بوك. هذه الصفحة ازيلت في الوقت الحالي، لكن هناك من يخافون من أن تنجح الصفحة في مهمتها وفي خلق الانطباع بأن المشاركات في المظاهرات هن ايضا “منحلات”، حسب المعايير الابوية – المحافظة. وهو انطباع يمكن أن يخفف من حدة المظاهرات.

اول أمس (الاربعاء) شهدت خمس صحافيات فلسطينيات بأن رجال الامن أو اعضاء في فتح بملابس مدنية قاموا بمهاجمتهن. لم يكن بالامكان الخطأ في تشخيص هوية الصحافيات والصحافيين في المظاهرات، سواء عن طريق ملابسهم أو بطاقة الصحافة، قالت نجلاء زيتون من شبكة القدس في المؤتمر الصحفي الذي تم عقده في مكتب جمعية حقوق الانسان “الحق”.

زيتون واربع صحافيات شهدن على اختطاف هواتفهن التي لم تتم اعادتها لهن حتى الآن. وكذلك على مهاجمتهن جسديا. صحافيتان اصيبتا، واحدة في الكتف بسبب الحجارة التي تم رشقها عليها واخرى اصيبت بالفك بسبب قنبلة للغاز المسيل للدموع وباليد، التي تم كسرها بسبب الضرب. صحافية اخرى تحدثت عن كيفية اجراء التفتيش عن صحافيات ومتظاهرات في مبنى هربن ودخلن اليه من الغاز المسيل للدموع. وصحافية اخرى تطرقت الى الكلام الفظ الذي قاله لهن من يرتدون الملابس المدنية.

الصحافية فاتن علوان قالت إنه بعد المظاهرة اكتشفت بأنها توجد في “العار” في صفحة الفيس بوك التابعة لـ “ابناء حركة فتح”، وأنها متهمة بعلاقات مع امريكا. اضافة الى ذلك، قالت بأن مجهولين يتصلون معها ويسألون الى أي طرف هي تنتمي. أي أنهم يشككون في اخلاصها الوطني.

في هذه الاثناء تقرر نقل ملف قتل بنات الى النيابة العسكرية الفلسطينية. وزير العدل الفلسطيني، محمد الشلالدة، اعلن أمس عما عرفه الجميع من البداية وهو أن ظروف موت بنات غير طبيعية، وأنه توفي من الصدمة التي سببها له الضرب في كل جسمه. وفور تشريح الجثة في يوم السبت الماضي، الذي شارك فيه ايضا طبيب شرعي من قبل العائلة وممثلون من منظمات حقوق انسان فلسطينية، قيل إن بنات اختنق، وكما يبدو توفي بسبب دخول الدماء الى رئتيه.

وزير العدل، الشلالدة، وقف على رأس لجنة التحقيق الرسمية التي تم تشكيلها على الفور، لكن حسب معرفتنا، هي لم تحقق مع المشاركين في الاعتقال نفسه، الذي فيه حسب الشهادات، تم ضرب بنات حتى الموت. هناك قانونيون فلسطينيون قالوا إن تحويل الملف الى النيابة العسكرية على أمل أن تنفذ النيابة تحقيق من قبلها، وبعد ذلك تقدم لوائح اتهام ضد المسؤولين، هو الخطوة المطلوبة التي كان يجب القيام بها من البداية.

من السابق لاوانه القول هل جريمة قتل بنات سيتم طمسها، وهل المسؤولون عنها سيفلتون من العقاب على أمل أن ينسى الجمهور، أم أنها ستشكل فرصة لقيادة السلطة الفلسطينية للتنصل من منفذيها، لا سيما أنها فهمت أنها تسببت بالضرر لعلاقتها مع الدول الغربية. ومثلما نشر في “اخبار كان” في يوم الثلاثاء الماضي، فقد التقى 20 دبلوماسي وقنصل مع رئيس المخابرات العامة الفلسطينية، ماجد فرج، وطلبوا توضيحات. ربما يكون قلق الشلالدة من أن الموت لم يكن في ظروف طبيعية اشارة على أن الحكومة الفلسطينية تدرك بأنها في هذه المرة لا يمكنها التملص من تحمل المسؤولية، ولو بصورة غير مباشرة، عبر نشطاء في الاجهزة الامنية الذين سيتم عقابهم.

محمود عباس ومحمد اشتية (رئيس الحكومة) والاشخاص الاكثر قربا من عباس وهم وزير الشؤون المدنية، حسين الشيخ (الذي يتعامل مع منسق اعمال الحكومة في المناطق) ورئيس المخابرات العامة ماجد فرج (الذي يتعامل مع الشباك والـ سي.آي.ايه) غاضبون من القضية لأنهم يدركون الضرر السياسي والدبلوماسي الذي وقع”، قال للصحيفة مصدر قانوني فلسطيني مستقل. وبشكل خاص يخاف عباس من أن هذا الامر سيضر بتقرب السلطة من ادارة بايدن.

من جهة اخرى، حركة فتح تستمر في تفسير مظاهرات الاحتجاج على أنها تهديد للمصالح الوطنية، وتواصل طرح نفسها كممثل حصري لهذه المصالح. الحركة تستمر في ارسال اعضائها لاستعراض القوة في المدن المختلفة (حتى في مخيم البص للاجئين في لبنان)، والتعبير عن دعمها لمحمود عباس والاجهزة الامنية الفلسطينية.

نائب عباس في رئاسة فتح، محمود العالول، قال أول أمس في اعتصام في نابلس بأنه “اذا استفزوا حركة فتح فهي ستقف كرجل واحد من اجل الدفاع عن حلم الشهداء وعن المشروع الوطني الفلسطيني”. وبدون التطرق لسبب المظاهرات، ضرب مواطن فلسطيني حتى الموت، اشار العالول الى أنها تجري من اجل التشويش على زخم النضال الشعبي في هذه الفترة في القدس وفي الضفة الغربية.

من خلال اقواله اراد خلق الانطباع وكأن اعضاء فتح يحملون على اكتافهم النضال الشعبي. في هذا اللقاء تحدث ايضا محافظ نابلس، ابراهيم رمضان، الذي اظهر الأسف على موت بنات، لكن في نفس الوقت وباشارة واضحة، تساءل “من الذي له مصلحة في ركوب الموجة؟”، أي استغلال موته من اجل مهاجمة فتح والسلطة.

“التنظيم”، أي قاعدة فتح، يوجد له دور مهم في التدهور الذي حدث في الاسبوع الماضي”، قال للصحيفة المصدر القانوني المستقل. وحسب قوله فان أي اعتقال لناشط سياسي انتقد السلطة في الشبكات الاجتماعية سبقه التحريض ضده من قبل اعضاء فتح في منطقة، وهم ايضا الذين جعلوا الاجهزة الامنية تعتقله. هذا التحريض هو أمر ممكن بشكل خاص ازاء حقيقة أن الحدود بين النشاط في فتح والعمل في الاجهزة الامنية هي دقيقة جدا. هذا ما حدث لمؤسس منظمة “شبيبة ضد الاستيطان”، عيسى عمرو من الخليل، الذي حكم عليه في محكمة عسكرية بسبب نشاطه غير العنيف. وقد عانى لفترة طويلة من اهانة لا اساس لها من قبل اعضاء فتح. وهذا ما حدث مع بنات، كما قال المصدر. التحريض ضد بنات تطور الى قتل.

مع ذلك، من بين المدن التي جرت فيها مظاهرات احتجاج على قتل بنات، الخليل وبيت لحم ورام الله، فقط في رام الله تم تفريقها بعنف كبير جدا. “في بيت لحم تم القاء زجاجة حارقة على قوات الامن، وهي لم تفعل أي شيء”، قال المصدر القانوني. في الخليل كانت مظاهرات للعائلات الكبيرة ومنظمة حزب التحرير، واسمعت فيها شعارات اكثر شدة من التي سمعت في رام الله ضد عباس والسلطة. ولكن لم يتم قمعها وتفريقها بنفس العنف الذي استخدم في رام الله.

تفسير ذلك هو أنه في الخليل وفي بيت لحم فان حضور وقوة العائلات الكبيرة هو عامل سياسي مهم، ليس فقط اجتماعي. إن المس بأحد أبناء العائلات يمكن أن يثير خصومة وأن يخلق كرة ثلج لمشاجرات، وبالتأكيد اذا كان الامر يتعلق بالتحرش الجنسي. لذلك، قوات الامن وفتح كانت حذرة هناك في هذه المرة. رام الله في المقابل، تحولت الى مدينة “مهاجرين”، أي أنه يعيش فيها اشخاص اصلهم من مدن اخرى في الضفة ومن قرى ومن مخيمات للاجئين. في المظاهرات برز طلاب من جامعة بير زيت الذين لا يوجد لهم أي ظهر عائلي.

مع من قمعوا المظاهرات وعرضها بأنها تخدم “اجندات اجنبية”، يتماهى بالاساس اعضاء فتح. والتحدث بشكل علني عن مهاجمة النساء يضيف لهم وصف عام كزعران متحرشين. يوجد بالتأكيد نشطاء لفتح يتنصلون من هذه العلاقة وينتقدون استخدام اعضاء الحركة كقامعين للمظاهرات، لكن موقفهم لم يجد أي صدى حقيقي في اوساط الجمهور. من غير المفاجيء أن الشخصية الرفيعة في فتح والوحيدة التي وقفت بشكل علني ضد قمع المظاهرات هي ناصر القدوة، الذي أقصاه عباس من اللجنة المركزية لأنه قام بتشكيل قائمة مستقلة كان يمكن أن تتنافس في الانتخابات.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى