ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عميره هاس – عميت سيغل يعرض : نتنياهو المصفى

هآرتس – بقلم  عميره هاس – 31/8/2021

” من خلال معرفته الوثيقة لنتنياهو يشرح عميت سيغل شخصية نتنياهو على اعتبار أنه ليس شخص مراوغ، بل هو يراوغ من اجل تحقيق ما يريد. وما يريده هو دفن القضية الفلسطينية، وهذا ما عمل من اجله ونجح في ذلك. ولكن يجب عليه أن يعترف بفضل اسلافه رؤساء الحكومات الذين ساعدوا في ذلك، بدء من اسحق رابين وشمعون بيرس ومرورا باهود باراك واريئيل شارون وانتهاء باهود اولمرت  “.

اخيرا كان هناك تناول موضوعي لبنيامين نتنياهو من قبل شخص يعرفه وهو عميت سيغل من “اخبار 12”. اخيرا جاء تحليل لا يشخص رئيس الحكومة السابق كانسان ضعيف يقع تحت تأثير زوجته؛ وتقدير ايجابي لا يشكل أي اعجاب ولا يستند على حقائق واهية.

في نهاية الاسبوع الماضي اجرت صحيفة “يديعوت احرونوت” مقابلة مع سيغل. موقع الاخبار في القناة 7 فصل لنا الحب عن التبن واقتبس اقوال المحلل السياسي حول انجازات نتنياهو السياسي. وحسب صياغتي لاقواله فقد كان لهذا الرجل برنامج وقام بتطبيقه – لقد دفن الموضوع الفلسطيني. على كل يميني أن يهنئه، وعلى كل امرأة يسارية الحذر من ارثه الخطير. 

الآن الى الاقتباس نفسه. على قاعدة مئات الساعات من المحادثة مع نتنياهو، كما يشهد سيغل، يقول: “نتنياهو هو رجل ايديولوجي عظيم. قالوا عنه بأنه متملص، لكنه يراوغ الى أن يحصل على ما يريد”. ما الذي يريده؟ “يوجد لنتنياهو هدف كبير وهو خنق الفكرة الفلسطينية، وفي الطريق دفع من اجل ذلك اثمان. ولكن انظري الآن، في تل ابيب، معقل اليسارية، من لا زال يتحدث عن هذه الفكرة؟. نتنياهو نجح في خنق الحوار حول المسألة الفلسطينية”.

سيغل لم يطلب منه التوسع في ذلك، ربما لأن الهدف واضح. نحن في نهاية المطاف نعيش الواقع، حتى لو كان بضع الكلمات التي تصفه غير دقيق. سيغل رضع ايديولوجيا اليمين الاستيطاني مع حليب أمه، ومن الطبيعي أن يسمي تل ابيب معقل اليسارية. ولكن مناخ ليبرالي علماني وحضور مثلي فخور لا تكفي من اجل تحويل جمهور الى جمهور يساري ومناهض للكولونيالية.

اختيار آخر غير صحيح هو اختيار كلمات “المشكلة الفلسطينية”، في حين أن المشكلة هي الاحتلال والكولونيالية الاستيطانية الاسرائيلية. هذا المفهوم الاشكالي، الذي يدل على غياب حساسية للغة، كان دارج على افواه الكثيرين طوال سنوات. لذلك، نحن لن نتهم سيغل باستخدامه. نحن اليهود يجب علينا أن نفهم اكثر من الجميع لماذا هذا المفهوم هو اشكالي ويتسبب بالضرر ومضلل. في القرون السابقة كان من المقبول الحديث عن “المشكلة اليهودية” بدلا من اعتبار أن المشكلة هي اللاسامية  وفكرة نقاء الدولة القومية. كانت هناك ايضا “مشكلة الهنود الحمر”. اعتبار أن المشكلة هي من تضرر من علاقات القوة خلال عملية تاريخية، اجتماعية أو اقتصادية، معناه الموافقة وقبول العنف وتعميق ضرره.

على الرغم من ذلك، الرسالة التي تسمع من اقوال سيغل هي واضحة: الفلسطينيون يطمحون الى الاستقلال، اعتراف بمسؤولية اسرائيل عن الطرد في العام 1948 وحق العودة؛ م.ت.ف استندت الى اتفاقات اوسلو واعتقدت أنه يمكن أن تؤدي الى انسحاب اسرائيل من كل الاراضي التي احتلت في العام 1967، وكانت على قناعة بأن الدول العربية والدول الغربية ستهتم بأن يتحقق ذلك. وهاكم، تحت حكم نتنياهو في فترات متعددة، تحولت غزة الى موضوع منفصل، وحتى أن عودة الرعاة الى اراضيهم في غور الاردن تبدو مثل الهذيان، بعد أن سيطرت بؤر استيطانية عنيفة عليها، والجيوب الفلسطينية في الضفة الغربية هي ثقوب سوداء في الفضاء تمر بعملية تهويد دائمة وأسرلة. اتفاقات ابراهيم، حرف الحوار الى اللاسامية المتزايدة، كما يبدو، والدفء الذي تغدقه علينا اوروبا يشد اكثر ربطة العنق الخانقة. 

سيغل ايضا يتجاهل الدين الذي نتنياهو مدين به لاسلافه، رؤساء الحكومات الذين عملوا على تحطيم المشروع الوطني الفلسطيني، من خلال التظاهر بأنهم يعملون من اجل السلام. اسحق رابين وشمعون بيرس عارضا الدولة الفلسطينية، اهود باراك الذي قال إنه “لا يوجد شريك” واريئيل شارون الذي سرع عزل قطاع غزة (العملية التي بدأت في العام 1991) واهود اولمرت الذي فرض عليه حصار وحشي. جميعهم بادروا ومكنوا وسرعوا تمدد المستوطنات، بما في ذلك في القدس. حكومة بينيت – غانتس لا تنوي التصرف بشكل مختلف، مثلما يدل على ذلك لقاء وزير الدفاع مع محمود عباس. 

ملاحظة: ربما يكون الحوار قد اختنق في تل ابيب. ولكن الفلسطينيين ما زالوا على قيد الحياة ويعيشون ولديهم افكارهم وقدرتهم على المقاومة. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى