ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس  – ستة معتقلين اداريين يضربون عن الطعام، اقرباؤهم ينتقدون اسرائيل ولكن عدم اكتراث السلطة ايضا

هآرتس – بقلم عميره هاس  – 7/10/2021

” العائلات ممزقة بين تأييد احتجاج ابنها المضرب عن الطعام منذ 45 – 85 يوم وبين الخوف على حياته. الصليب الاحمر اعلن أنه قلق على وضع معتقلين يضربان عن الطعام منذ ثلاثة اشهر تقريبا “.

الصليب الاحمر قلق جدا من الوضع الصحي لسجينين فلسطينيين يضربان عن الطعام منذ 80 يوم. هذا ما اعلن عنه الصليب الاحمر في يوم الاثنين الماضي. كايد الفسفوس (32 سنة) يرفض منذ 85 يوم ادخال الطعام الى فمه احتجاجا على اعتقاله المستمر. ومقداد القواسمي (24 سنة)، المضرب عن الطعام لنفس السبب منذ 78 يوم. هما يتم علاجهما في مستشفى كابلان في رحوفوت. وفي يوم الاربعاء الماضي، ردا على التماس قدمه المحامي جواد بولص، أمرت المحكمة العليا بتجميد الاعتقال الاداري للقواسمي بسبب تدهور صحته.

هناك اربعة سجناء اداريين آخرين يحتجون بهذه الطريقة على أن اسرائيل تقوم بسجنهم دون لائحة اتهام ودلائل وشهود، وبدون أي مظهر من مظاهر حقهم بالحماية القانونية وبدون جدول زمني. علاء الاعرج، الذي يضرب عن الطعام منذ 61 يوم، والذي ستناقش المحكمة العليا اليوم التماس قدم بشأنه، وهشام أبو هواش (52 يوم)؛ ورائق بشارات (47 يوم)؛ وشادي أبو عكر (44 يوم). 

الاربعة يوجدون في عيادة مصلحة السجون في الرملة. بالاجمال، هناك ستة مضربين عن الطعام من بين حوالي 520 معتقل اداري فلسطيني تم سجنهم بتعليمات من الشباك بعيدا عن عيون الجمهور الاسرائيلي. عائلات المضربين عن الطعام، كوسيلة عقابية مصلحة السجون تمنعها من زيارة ابنائها، تسمع عن صحتهم المتدهورة من المحامين الذين يلتقون معهم. العائلات توجه الاتهامات ايضا لمؤسسات السلطة الفلسطينية. لأنها لا تظهر أي اهتمام حقيقي بمصير أبنائها ولا تحاول اثارة الرأي العام في اسرائيل وفي المجتمع الدولي حول نضالهم الشخصي، أو الطريقة التي تقوم فيها اسرائيل باعتقال فلسطينيين بدون محاكمة. 

قبل اسبوعين حاولت والدة كايد الفسفوس، فوزية، التغلب على الشعور بالعجز في اوساط عائلات المضربين عن الطعام. فقد سافرت من بيتها في مدينة دورا في جنوب الضفة الغربية الى رام الله وهي تحمل صورة ابنها (32 سنة)، ووقف في الظهيرة أمام مكتب رئيس الحكومة الفلسطينية الذي يقع في ميدان اميل حبيبي، وكان يرافقها أحد احفادها.

الاحتجاجات امام رموز الحكم الذاتي الفلسطيني هي حالات نادرة جدا. احد حراس المبنى جلب لها كرسي لتجلس عليه. شرطيان كانا يدوران حولها بحرج. وقد طلبا منها الدخول الى الغرفة الصغيرة التي توجد على المدخل، لكنها رفضت. وقد قالا للصحيفة إنه محظور التصوير، لكنهما لم يعرفا كيفية الشرح لماذا. في الاصل لم يتجرأ أي مراسل في وسائل الاعلام الفلسطينية على القدوم وتغطية الاحتجاج الهاديء لأم تعرف أنه في كل يوم الخطر على حياتها ابنها يزداد. “نحن معك ونؤيدك”، قال أحد رجال الشرطة لها.

موظف في مكتب رئيس الحكومة اقنعها بالدخول الى الغرفة على المدخل، وهناك قال لها بلهجة متعاطفة: “نحن لسنا العنوان. لو أن ابنك، لا سمح الله، كان معتقل لدى جهاز من اجهزة الامن الفلسطينية لكان يمكننا التدخل، لكنه في أيدي سلطات الاحتلال”. الأم اصغت بصبر، لكن عندما خرجت وعادت الى الاحتجاج في الخارج قالت للصحيفة “أنا اتظاهر امامهم لأنهم (أي السلطة الفلسطينية) يريدون وتوجد لهم قناة مع سلطات الاحتلال”. ومن اجل اثبات ذلك ذكرت المعتقل الاداري السابق، الذي هو ايضا من دورا، “الغضنفر أبو عطوان”، بعد 65 يوم من الاضراب عن الطعام تم اطلاق سراحه من السجن في بداية شهر آب. في دورا قالوا بثقة أن ما أدى الى اطلاق سراحه هو المكالمة التي اجراها رئيس المخابرات العامة، ماجد فرج، مع شخص في الشباك الاسرائيلي.

الفسفوس وأبو عطوان، الذي تم اطلاق سراحه، ينتميان لعائلات هي اعضاء في حركة فتح. لذلك، هما حالة استثنائية في اوساط المعتقلين الاداريين، الذين في معظمهم ينسبهم الشباك لمنظمات مثل حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. قبل فترة قصيرة من اطلاق سراح أبو عطوان تم ايضا اطلاق سراح مضرب آخر عن الطعام، بعد فترة اعتقال اقصر، خضر عدنان الذي ينتمي للجهاد الاسلامي (بعد اسبوعين اعتقلته السلطة الفلسطينية لأنه شارك في الاحتجاج على قتل الناشط السياسي نزار بنات). 

عدنان هو الاول الذي تبنى قبل عشر سنوات وسيلة الاضراب عن الطعام بشكل فردي. نضاله ضد الاعتقال بدون محاكمة جذب في حينه اهتمام كبير. ومنذ ذلك الحين تقلصت قدرة المضربين عن الطعام الافراد على اثارة الاهتمام حتى في اوساط الجمهور الفلسطيني، وتجديد النقاش الدولي حول عدم قانونية الاعتقالات الطويلة والمتكررة بدون أي اجراءات قانونية. العائلات تعرف هذا الامر جيدا، وهي ممزقة بين دعم الخطوة الوحيدة التي يستطيع ابناءها القيام بها وبين معرفة أن صحتهم ستتضرر الى الأبد بدون تحقيق الهدف. وسيلة العقاب التي تتبعها مصلحة السجون ضد الاضراب عن الطعام، مثل منع زيارة العائلات والعزل والتفتيشات المتكررة في الغرف، ايضا تقض مضاجع ابناء عائلاتهم.

لقاء على الكرسي المتحرك

عائلة الفسفوس وعائلة أبو هواش هي من العائلات التي جربت الحبس والاعتقال الاداري لابنائها. “لقد تزوجنا في العام 2007 عندما كان هشام في السجن”، قالت الزوجة عائشة حريبات في الشهر الماضي في بيتها في دورا. في العام 2004 عندما كان عمره 22 سنة حكم عليه ثلاث سنوات سجن بسبب نشاطات في الانتفاضة الثانية. وقد دخل الى السجن كعضو في فتح. وحسب اقوال شقيقه عماد هو “لم يحب سلوك سجناء فتح، وانتقل الى صفوف الجهاد الاسلامي. هو مسلم ليبرالي”، وصفه شقيقه. هشام تم وضعه ثلاث مرات في الاعتقال الاداري، ثمانية اشهر في 2008 وسنتان في الاعوام 2012 – 2014 وفي تشرين الاول 2020 عندما تم اعتقاله مرة اخرى، بدون أن يبلغون عن تهمته يتهمونه وبدون محاكمة.

“الجنود دخلوا الى البيت في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل. قالت حريبات عن الاعتقال الاخير. “لقد تصرفوا بشكل جيد، فقط أخذوا هاتفه على الفور. ضابط الشباك لم يكن معهم. هو تحدث مع هشام بهاتف احد الجنود وقال له إنه اذا كان يستخدم ادوية فيجب عليه اخذها معه. هشام لم يودع اولاده لأنه لم يرغب في ايقاظهم. وهو ايضا لم يعرف أن هذا اعتقال اداري. وقد قال لي: حافظي على الاولاد، سأعود بسرعة لأنه لا يوجد أي شيء ضدي”.

حريبات قالت إن زوجها دائما لديه روح دعابة. “حتى عندما نتحدث عن امور جدية هو يجد زاوية ليسخر منها”، قالت. “حتى عندما يكون وضعنا سيء بسبب مرض ابننا بالكلى، عز الدين ابن 6 سنوات. منذ تزوجنا لم نذهب الى أي مكان مع الاولاد باستثناء الذهاب الى بيت لحم، الى طبيب عز الدين. هشام لم يذهب في أي مرة الى الخارج، هو طوال الوقت يعمل في البناء هنا في دورا. احيانا اذا بكر قليلا فهو يأخذ الاولاد الى الدكان من اجل شراء شيء ما ويذهب للنوم. كانت هناك فترة عمل فيها في اسرائيل. وقد ارسل لنا صورته مع حاخام، شخص توجد له سوالف طويلة، في الكنيس الذي كان يعمل فيه. وقد وعدني بأن لا يتورط بأي نشاط وأنا صدقته. هو يجب عليه أن يعمل لأن مرض عز الدين يحتاج الكثير من المال”.

قبل شهرين تم اجراء عملية جراحية لعز الدين في مستشفى في شرقي القدس. ولكن الآن يتبين أن العملية لم تنجح. حريبات قالت: “أنا غير معتادة نفسيا على غياب هشام، لكني معتادة من ناحية جدول اعمال البيت. لولا مرض عز الدين لكان كل شيء سيكون اسهل”.

منذ اعتقاله قبل سنة سمح لحريبات بزيارة زوجها في السجن لمرة واحدة في 16 آب. في حينه قال لها عن نيته الاضراب عن الطعام. “أنا حاولت اقناعه بعدم الاضراب عن الطعام. لكنه قال لي من غير المنطقي أن اجلس في السجن رغم أنني لم افعل أي شيء”، قالت، “بعد يومين بدأ الاضراب عن الطعام. وقبل ثلاثة اسابيع كان في وضع جيد نسبيا، رغم أنه من البداية رفض اضافة أي فيتامينات أو معادن للطعام. ولكن في اللقاء الاخير مع المحامي الذي يمثله، جواد بولص، تم احضاره على كرسي متحرك”.

“دائما يوجد خوف من أنه حتى لو تم اطلاق سراحه فانهم سيأتون في أي وقت ويعتقلونه”، قالت حريبات. “هذا جوهر الاعتقال الاداري بدون محاكمة”. هي تعرف ايضا أن شقيقها البكر قد اضرب عن الطعام في السابق مدة مئة يوم احتجاجا على اعتقاله الاداري. وقبل ثلاثة اسابيع وعدت الاولاد بأن تخبز لهم كعكة في الوقت الذي سيتم فيه اطلاق سراح هشام. والآن هي فقط تأمل أن يتوقف زوجها عن تعريض حياته للخطر. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى